تطوي الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، اليوم الأحد، 100 يوم على اندلاعها من دون أن تلوح في الأفق نهاية لهذه الحملة غير المسبوقة، التي حولت القطاع الفلسطيني الصغير على أكوام من الركام جراء الغارات والقصف الهمجي الذي خلف جرائم حرب مروعة، وأكثر من ثلثي السكان البالغ عددهم نحو مليونين و300 ألف نازحين، فيما لم يحقق الجيش الإسرائيلي أهدافه العسكرية المعلنة، ولم يتمكن من استعادة الرهائن أو القضاء على الفصائل الفلسطينية.
وأعلنت «كتائب القسام» توجيه ضربة صاروخية جديدة إلى مستوطنات غلاف غزة، وقتلت وجرحت أفراد أربع مجموعات إسرائيلية راجلة واستهدفت 6 دبابات ومروحية وناقلة جند وجرافة في معارك خان يونس جنوبي القطاع.
وفي اليوم التاسع والتسعين للحرب أمس السبت، خلف القصف الإسرائيلي عشرات الضحايا الفلسطينيين، فيما يشهد قطاع غزة انقطاعاً كاملاً للاتصالات. وشهدت أنحاء من القطاع قصفاً مكثفاً، لاسيما في مدينة خان يونس الكبيرة التي تشهد معارك، وفي رفح قرب الحدود مع مصر حيث يوجد مئات الآلاف من سكان غزة الذين فروا إليها بحثاً عن ملجأ.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 135 قتيلاً و312 إصابة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، إنه ما زال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الأسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم. وأشار إلى أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفعت إلى 23843 قتيلاً و60317 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت وزارة الصحة إن الجيش الإسرائيلي لا يزال يستهدف الطواقم الصحية بالقصف والاعتقال. وكشفت أنه لم تتبق سوى 6 سيارات إسعاف صالحة للاستخدام في القطاع، مشيرة إلى مكافحتها من أجل تشغيل بعض الخدمات الأساسية، ومنها وحدات العناية المركزة وحضانات الأطفال.
ومنذ أمس الأول الجمعة تفاقمت الكارثة الإنسانية التي تندد بها المنظمات الدولية مع الانقطاع الكامل لخدمات الاتصالات والإنترنت في غزة الذي نسبته شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) إلى الجانب الإسرائيلي الذي «فصل الخوادم». وعادت خدمة الاتصالات جزئياً بعد ظهر أمس، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقطعت الاتصالات في غزة مرات عدة منذ بدء الحرب، وفي كل مرة يشكو رجال الإنقاذ من تأثيرها على تنسيق خدمات الطوارئ.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن «قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة». كما أدى نقص الوقود إلى إغلاق المولد الرئيسي في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في وسط القطاع.
وبموازاة ذلك، تستمر المعارك في محاور عدة، وأقر الجيش الإسرائيلي، أمس، بمقتل ضابط. وقال إن الرائد (احتياط) دان فيدنباوم، (24 عاماً) قتل في معركة وسط قطاع غزة. وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي من جنود وضباط إلى 521 منذ السابع من أكتوبر الماضي، وإلى 187 قتيلاً منذ بدء العملية البرية في السابع والعشرين من أكتوبر.
وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، أنّ مقاتليها تمكنوا من استهداف مروحية إسرائيلية كانت تحلّق في أجواء شرق مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة بصاروخ أرض- جو. كما أكّدت استهداف تجمع لآليات إسرائيلية وجنود شرقي خان يونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل. كما أعلنت «كتائب القسام» توجيه ضربة صاروخية جديدة إلى مستوطنات غلاف غزة، ونشرت مشاهد من إطلاقها الصواريخ من شمالي القطاع باتجاه المستوطنات. وأعلنت «القسام» أيضاً فقدان الاتصال بخلية مسؤولة عن 4 من الأسرى القدامى بقطاع غزة منذ عام 2014.
بدورها، أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد» قصف مقاتليها لمعبر إيرز ومستوطنات غلاف غزة الشمالي برشقة صاروخية، في وقت سمعت فيه أصوات صفارات الإنذار في المستوطنات المتاخمة لحدود قطاع غزة. (وكالات)