من غزة إلى أوكرانيا، والتجارة، والبحر الأحمر، تهيمن القضايا الجيوسياسية على الاجتماع السنوي للنخب السياسية، والاقتصادية العالمية، الذي يفتتح اليوم الاثنين، في منتجع «دافوس» السويسري.
وأكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغي بريندي، أن المؤتمر الذي سيعقد في جبال الألب السويسرية من 15 يناير/كانون الثاني، حتى 19 منه يأتي «في السياق الجيوسياسي، والاقتصادي الأكثر تعقيداً منذ عقود»، وأضاف «سنجلب أصحاب المصلحة الرئيسيين، وننظر في كيفية تجنب مزيد من التدهور، وما سوف يلي، لأنه يتعين علينا أيضاً ضخ بعض الإيجابية».
سيرك جيوسياسي
وفي ظل الحروب، والتغيّر المناخي، والتوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، والهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، رأت الاقتصادية والشريكة في شركة الاستشارات «باين أند كومباني»، كارين هاريس، في حديث لوكالة فرانس برس، «أنّ الوضع الجيوسياسي حالياً كمن يشاهد فناناً في سيرك وهو يقلب الأطباق على أعمدة».
المشاركون
ويشارك في منتدى «دافوس» أكثر من 60 رئيس دولة، ورئيس حكومة، بالإضافة إلى مئات القادة الاقتصاديين، ومن بين المشاركين رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وهو أكبر مسؤول صيني يشارك في المنتدى منذ مشاركة الرئيس شي جين بينغ، في العام 2017.
ويحضر المنتدى أيضاً الرئيس الأرجنتيني الجديد الليبرالي خافيير ميلي، الذي يشبهه مراقبون بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسبب شخصيته المتمردة.
كذلك سيحضر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ونظيراه القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والأردني بشر الخصاونة.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كلمة حول «دور فرنسا في أوروبا»، بحسب المنظمين.
قضايا أخرى
وإلى جانب مناقشة النزاعات العالمية يهدف المنتدى الذي ينعقد تحت شعار «إعادة بناء الثقة»، إلى التركيز على الذكاء الاصطناعي، الذي وصفه المنظمون بأنه «قوة للاقتصاد والمجتمع».
ومن بين الأسماء الكبيرة في مجال الرأسمالية العالمية سيحضر ممثلون عن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، ورئيس شركة «أوبن إيه آي» التي أطلقت منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي «تشات جي بي تي»، سام ألتمان.
وأدرجت أيضاً قضايا المناخ والأمن السيبراني على جدول الأعمال، وكذلك المخاطر المرتبطة بالتضليل الإعلامي.
وجاء في «تقرير المخاطر العالمية»، الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي قبل أيام من بدء فعالياته، وفي مطلع عام سيشهد انتخابات في عدد كبير من دول العالم، أن «الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات الخاطئة والمضللة، وأدوات نشرها، يمكن أن يقوّض شرعية الحكومات المنتخبة حديثاً».
وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي في بيان إلى أن «الاستقطاب المجتمعي»، والمعلومات الخاطئة المنشورة عمداً، و«التي يولدها الذكاء الاصطناعي»، تضاف هذا العام إلى «المخاوف بشأن أزمة معيشة مستمرة».
مراقبة أمنية شديدة
وسيخضع منتجع التزلج السويسري لمراقبة شديدة، إذ يشارك حوالي 5 آلاف جندي سويسري في مهمة، لحفظ الأمن تشمل دوريات مستمرة بطائرات مقاتلة في أجواء البلاد.
ويثير المنتدى انتقادات كل عام، ومنها ما صدر عن الاشتراكيين السويسريين الشباب، الذين دعوا إلى التظاهر الأحد منددين «باجتماع مغلق بين الأقوياء والأغنياء» الذين «يتحملون مسؤولية الأزمات والحروب». (وكالات)