الشارقة: علي نجم
«أرغب بالمزيد من الشغف والتحدي»،هكذا عبر البرتغالي باولو بينتو المدير الفني لمنتخب الإمارات الوطني عقب فوز «الأبيض» على هونغ كونغ 3-1 في كأس آسيا الحالية في الدوحة، وربما هذا أكثر ما سوف يحتاج إليه لاعبونا في الساعة التاسعة والنصف من مساء الخميس وهم يخوضون ثانية المواجهات أمام منتخب فلسطين في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة على أرض استاد الجنوب.
ويتطلع «الأبيض» إلى بلوغ النقطة السادسة، وضمان الترشح مبكراً إلى الدور ثمن النهائي، وذلك قبل مواجهة الحسم من أجل قمة المجموعة أمام المنتخب الإيراني الذي سيلاقي هونغ كونغ.
وسيعني الفوز تأهل منتخب الإمارات إلى الدور التالي، ولاسيما أن نظام البطولة ينص على تأهل أول وثاني كل مجموعة،إضافة إلى أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات الست.
وستشكل مباراة فلسطين، الفرصة الأنسب ل«الأبيض» من أجل تحقيق الانتصار الثاني، وضمان التأهل مبكراً حتى يلعب اللقاء الأخير مع إيران بحسابات تحديد هوية بطل المجموعة، والطريق التي سيسلكها في أدوار خروج المغلوب من المسابقة القارية.
جردة حساب
عكف الجهاز الفني لمنتخب الإمارات بقيادة بينتو خلال الفترة الفاصلة ما بين لقاء هونغ كونغ وفلسطين، على تقييم كل تفاصيل ما دار في المباراة الأولى، تقييم الخيارات، والوقوف على الإيجابيات التي تحققت سواء بمستوى وقيمة العناصر التي زج بها منذ صفارة البداية، أو بخيارات الدكة التي كان لها تأثير إيجابي بزيادة الغلة عبر يحيى الغساني، إلى جانب تحديد هوية العناصر التي سيعول عليها في لقاء اليوم.
كل شيء ممكن
بات توقع هوية العناصر أو أسماء لاعبي التشكيل الأساسي بالنسبة إلى منتخبنا مع المدير الفني البرتغالي باولو بينتو صعباً، وإن كانت تلك سمة تؤكد تعامل المدير الفني مع المباريات ب«القطعة»، وبناء على حسابات فنية وتكتيكية وتقييم دقيق لما يحتاج إليه الفريق في كل مباراة على حدة.
ولعل ما يزيد من تلك «الظاهرة» التي صنعها بينتو مع «الأبيض»، أنها باتت تمثل صداعاً للمنافسين أيضاً، خاصة مع عدم تحديد مصدر القوة الأول، أو الشكل الثابت لمنتخب لا يزال يضع فيه الجهاز الفني «رتوش» التعديل بما يراه مناسباً لكل 90 دقيقة.
كانت خيارات المدرب أمام هونغ كونغ «صادمة» لا للشارع الرياضي، لاسيما مع الرهان على بدر ناصر «الظهير» في مركز قلب الدفاع، إلى جانب الدفع بفابيو ليما أساسياً رغم عدم الرهان عليه كثيراً في التجارب الودية، إضافة إلى وضع سلطان عادل كمهاجم أول ورأس حربة مع إبقاء علي مبخوت الهداف التاريخي على الدكة، دون أن يكون الأخير يعاني أي إصابة أو عائق يحول بينه وبين وجوده في التشكيل سوى رؤية المدرب الفنية.
ملامح تشكيل
ويخوض «الأبيض» لقاء «الفدائي» الفلسطيني برهان على بعض العناصر التي ستشكل حجر الأساس في رهانات المدرب البرتغالي، وذلك بوجود خالد عيسى في حراسة المرمى، وقيادة خليفة الحمادي لخط الدفاع ومعه على الجانبين عبد الله إدريس يساراً وزايد سلطان يميناً.
وإذا كان التوقع باستمرار بدر ناصر في قلب الدفاع مع الحمادي ممكناً، فإن الزج بمدافع العين خالد الهاشمي يبقى خياراً قائماً.
وسيكون على عناصر الوسط القيام بأدوار أكثر فعالية وإنتاجية من تلك التي قدموها في الجولة الأولى، خاصة أن «الفدائي» يمتلك القدرة على الانقضاض، واللعب بحماسة، وهو ما قد يجعل من تسريع إيقاع اللعب الفرصة الأفضل من أجل ضرب دفاع المنافس وإيجاد المساحات بين الخطوط.
وقد يكون وجود يحيى نادر وعبد الله رمضان كثنائي المحور أمراً منطقياً، في حين قد تتبدل خيارات المدرب على الصعيد الهجومي في حال أراد مفاجأة المنافس، والبحث عن عناصر أكثر سرعة في التحول وذلك بإشراك يحيى الغساني أساسياً، أو ربما وجود حارب عبد الله منذ صفارة البداية.
أما على صعيد رأس الحربة، فإن كل الاحتمالات تبقى ممكنة، بعدما قام المدرب بإشراك كايو حيناً، وسلطان عادل أحياناً، إلى جانب الهداف التاريخي علي مبخوت الذي لم يظهر في المشهد القاري حتى الآن، وإن كان سيسعى إلى وضع بصمة وزيادة الغلة (يمتلك 9 أهداف في نسختي 2015 و2019) حتى يقترب من رقم الهداف التاريخي للمسابقة الإيراني علي دائي (14 هدفاً)، ومن خلفه القطري المعز علي (10 أهداف).
طموح «الفدائي»
في المقابل، سيخوض المنتخب الفلسطيني اللقاء متسلحاً بدعم الجماهير الكبيرة التي تؤازره.
ويتطلع مكرم دبوب مدرب فلسطين أن يتلافى لاعبوه السلبيات التي حصلت في المباراة الأولى أمام المنتخب الإيراني، خاصة على صعيد اهتزاز الشباك في توقيت مبكر، ما أربكهم وعقد من قدرتهم على العودة وقلب المشهد.
وسيلعب المنتخب بحذر دفاعي أكبر، وبتركيز أعلى كما تحدث المدرب، حتى يتعامل مع اللقاء أمام «الأبيض» بطموح صنع ملحمة الفوز.
ويراهن المنتخب الفدائي على رامي حمادة في حراسة المرمى، في وقت سيتوجب على ميشيل تيرمانيني وياسر حمد تلافي الأخطاء التي ارتكبت على صعيد سوء رقابة المهاجمين، أو عدم تأمين التغطية التي تسببت في الأهداف الإيرانية.