ورأى المراقبون أن «أسود الأطلس» أكمل ما بدأه في مونديال 2022 من عروض رائعة، وجاء فوزه في بداية مشواره بكأس إفريقيا ليؤكد أنه يسير بخطى ثابتة لنيل اللقب القاري الذي ينتظره منذ 48 عاماً وتحديداً منذ أن نال الكأس للمرة الأولى والأخيرة في عام 1976.
وسجّل لاعب الشباب السعودي الكابتن رومان سايس الهدف الأول في الدقيقة 30، ثم أضاف لاعب وسط مرسيليا الفرنسي عز الدين أوناحي الثاني (77) ومهاجم إشبيلية الإسباني يوسف النصيري الثالث (80)،ليسجل الأخير الهدف الـ18 في 62 مباراة دولية، وبات اللاعب المغربي الوحيد الذي يسجل في أربع نسخ على التوالي من البطولة القارية.
وكان كل هدف عبارة عن لوحة تكتيكية،هذا عدا عن التناقل السلس للكرة بين أقدام لاعبي المغرب، رغم خوض المنتخبين المباراة في ظروف مناخية صعبة، إذ وصلت درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية، فيما قاربت نسبة الرطوبة 80 في المئة.
ولعبت تنزانيا منقوصة لأكثر من 20 دقيقة بعد طرد لاعب شاختار دونتيسك الأوكراني نوفاتوس ميروشي لحصوله على بطاقتين صفراوين للخشونة (70)، وهو ما استغله المغرب أحسن استغلال فزاد من غلته وأحرز هدفين.
ودفع المدرب وليد الركراكي بمحمد الشيبي بدلاً من يحيى عطية الله المصاب، وفضّل عبد الصمد الزلزولي على سفيان بوفال العائد إلى الملاعب مؤخراً بعد تعافيه من إصابة أبعدته نحو 3 أشهر.
وسيطر لاعبو «أسود الأطلس» على نسق المباراة منذ الدقيقة الأولى وحاصروا لاعبي «نجوم الأمة» في منطقتهم ومنعوهم من الخروج بالكرة بسهولة.
وكان لاعب غلطة سراي التركي حكيم زياش أنشط لاعبي المغرب ووزع الكرات على زملائه في أرجاء الملعب، كما تألق أوناحي ونال جائزة أفضل لاعب في اللقاء.
وقال أوناحي:«لدينا منتخب جيد، ونعمل بجد للحفاظ على معنوياتنا مرتفعة. أعتقد أننا مستعدون للذهاب إلى أبعد حد ممكن».
وتابع «يلعب المدرب وليد الركراكي والمعد البدني دوراً كبيراً للحفاظ على لياقتنا في ظل المناخ الحار والرطوبة العالية».
- اعتراف بالأفضلية
من جهته، أعترف الجزائري عادل عمروش، مدرب منتخب تنزانيا، بقوة المنتخب المنافس، وقال «منتخب المغرب قوي جداً، ولا يمكن إنكار ذلك، لقد حقق أشياء مهمة في المونديال، ويجب الاعتراف بقوة المنافس، ومع ذلك الطرد الذي تعرض له لاعبنا تسبب في إضعاف خطوطنا بشكل واضح».
وتابع المدرب الجزائري: «حين أتحدث عن الطرد لأنه ليس سهلاً على الإطلاق أن تواجه منتخباً مثل المغرب، منقوص العدد. ما حدث ينبغي أن نطوي صفحته والمنتخب الأقوى انتصر».
وقال لاعب وسط المغرب ومانشستر يونايتد الإنجليزي سفيان أمرابط إنها «بداية جيّدة جداً، حصلنا على ما أردنا. علينا أن نحترم كل الخصوم. في كرة القدم كل شيء ممكن».
وأضاف «أنا سعيد جداً بنتيجة 3-0. قد تبدو المباراة سهلة ولكنّها كانت صعبة».
وردّاً على خوض المباراة المقبلة مع جمهورية الكونغو في الثانية ظهراً، قال أمرابط «خضنا مباراة وديّة في الثانية ظهراً وكانت صعبة جداً، ولكن علينا التأقلم مع ذلك».
وتابع «نريد أن نفوز وأن تفخر بنا جماهيرنا وأن نكافح حتّى آخر رمق».
وفي المجموعة ذاتها، تعادلت جمهورية الكونغو الديموقراطية وزامبيا 1-1 في مباراة اتسمت بالندية والإثارة، وشهدت إلغاء الحكم ركلة جزاء احتسبها، وذلك بعد عودته لحكم الفيديو المساعد «في إيه آر».
بادرت زامبيا بالتسجيل عبر تسديدة من خارج المنطقة من كينغس كانغوا الذي استغل خروج خاطئ للحارس ليونيل مباسي لتشتيت كرة على الرواق الأيسر (23)، وردّت الكونغو سريعاً عبر مهاجم برنتفورد الإنجليزي يوان ويسا الذي تلقى عرضية داخل منطقة الجزاء من مهاجم غلطة سراي التركي سيدريك باكامبو، فأودعها الشباك بقوة من لمسة واحدة.
على خط آخر،يلتقي الجمعة منتخب السنغال حامل اللقب المعروف باسم «أسود التيرانغا» مع الكاميرون «الأسود غير المروّضة» في مباراة تنبئ بنزال قوي.
وتأمل السنغال (3 نقاط) في الفوز لحسم تأهلها مبكراً، فيما تسعى الكاميرون (نقطة واحدة) بدورها للفوز لتجنب الدخول في حسابات معقدة للتأهل للدور الثاني، حين يصطدمان في قمة المجموعة الثالثة في ملعب شارل كونان باني في ياموسوكرو.
وقدّمت السنغال أداءً مقنعاً خلال الفوز على غامبيا المنقوصة 3-0 افتتاحاً، فيما لم يقدّم منتخب الكاميرون المرجو منه وفشل في التغلب على منتخب غينيا التي خاض شوطاً كاملاً بعشرة لاعبين (1-1).
وفيما تتمتع السنغال بخط هجوم فتّاك بقيادة لاعب النصر السعودي ساديو مانيه،وجناح مارسيليا الفرنسي إسماعيلا سار،ومهاجم تشيلسي نيكولاس جاكسون، واليافع لاعب متز الفرنسي لامين كامارا الذي سجّل هدفين في اللقاء الافتتاحي، بدا واضحاً أنّ الكاميرون تعاني هجومياً.
وفي غياب قائدها مهاجم بشيكتاش التركي فنسان أبو بكر المصاب والمخضرم إريك ماكسيم تشوبو موتينغ المستبعد لأسباب فنية، عانت الكاميرون خلال مباراتها الافتتاحية لترجمة الفرص إلى أهداف أمام مرمى غينيا المتكتلة دفاعياً.
وتسعى السنغال، المصنّفة 20 عالمياً، لاستغلال توهج جيلها الذهبي الحالي لإضافة ثاني نجماتها في البطولة القارية التي خضعت لها أخيراً مطلع 2022. وتعيش السنغال راهناً فترة ذهبية كروياً، علماً بأنها بلغت ثمن نهائي مونديال قطر 2022.
وتلتقي أيضاً غينيا وغامبيا لحساب نفس المجموعة الجمعة في الملعب عينه،وفي المجموعة الثانية، تلعب الرأس الأخضر (3 نقاط) مع موزامبيق (نقطة) وعينها على الفوز لضمان تأهلها حسابياً.
وخلافاً للتوقعات، تصدّرت الرأس الأخضر المجموعة الثانية بعد فوزها في الوقت القاتل على غانا، حاملة اللقب أربع مرات، 2-1، بعد مباراة شهدت ندية كبيرة بين الفريقين رغم الفارق الفني والتاريخي الشاسع بينهما.
لكنّ أحلام «القروش الزرقاء» تصطدم بآمال موزامبيق المعروفة باسم «أفاعي المامبا» التي كانت على بعد ثوان قليلة من تحقيق أول فوز لها على الإطلاق بالنهائيات، قبل أنّ يتعادل لمصر محمد صلاح عبر ركلة جزاء في الرمق الأخير (2-2).
ويضمن متصدرو كل مجموعة وأصحاب المركز الثاني التأهل مباشرة إلى الدور الـ 16، بينما تتأهل أيضاً أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث من المجموعات الست إلى الأدوار الإقصائية.