واصلت إسرائيل، أمس الخميس، قصفها الجوي والمدفعي العنيف على مختلف أنحاء قطاع غزة، ما أدى إلى قوع عشرات القتلى والجرحى، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 24620 قتيلاً و61830 مصاباً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، في وقت تصاعدت حدة الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في مناطق شمال وجنوب قطاع غزة.
أعلنت الفصائل مزيداً من العمليات ضد قوات راجلة ودبابات للجيش الذي اعترف بسقوط 28 جريحاً في صفوفه خلال الساعات الماضية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر جثث 21 محتجزاً إسرائيلياً بخان يونس ونقلها لإسرائيل، في حين حذرت «اليونيسيف» من أن الوضع في غزة تحول من كارثي إلى شبه انهيار.
ومع دخول الحرب على القطاع يومها ال104 تجددت الاشتباكات شرق جباليا شمال القطاع، بينما تكثف القصف المدفعي شرق خان يونس جنوبي القطاع، بالتزامن مع غارات إسرائيلي عنيفة على تلك المناطق. وقالت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد» إن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود وآليات إسرائيلية في محاور التقدم شرق جباليا. وأعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» استهداف قوة إسرائيلية متمركزة في أحد المنازل بقذيفة مضادة للتحصينات وإيقاع 5 قتلى من أفرادها شرق مدينة خان يونس. وكانت القسام أعلنت تدمير 6 دبابات «ميركافا» في مخيم المغازي وسط القطاع، كما أعلنت مقتل 12 جندياً إسرائيلياً بالمخيم وحي الشيخ رضوان. كما أعلنت «كتائب القسام»، أنه وبعد عودة مقاتليها من خطوط القتال، أكدوا تفجير منزل تم تفخيخه مسبقاً بعدد من العبوات الناسفة بقوة اسرائيلية راجلة مكونة من 30 جندياً بعد استدراجهم للمنزل، وفور دخولهم للمكان تم نسفه بالكامل وأوقعوهم بين قتيل وجريح في بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ومن جانبه، اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 28 ضابطاً وجندياً خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة خلال 24 ساعة. وكشفت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن عدداً من جنود قوات الاحتياط رفضوا الامتثال للخدمة العسكرية والمشاركة في القتال داخل قطاع غزة. وأشارت إلى أنه تم استدعاء قوات من الاحتياط بعد بدء الحرب في غزة، للمشاركة في تشكيل كتيبة عسكرية جديدة مهمتها الدفاع عن بلدات غلاف غزة ومستوطنات في الضفة الغربية. وأضافت الإذاعة أن الجنود فوجئوا خلال عمليات التدريب والتجهيز بإبلاغهم أنهم سيدخلون إلى غزة للمشاركة في أعمال قتالية تشمل ما يصفه الجيش بتطهير المنازل من المسلحين والبحث عن وسائل قتالية وأسلحة وأنفاق، وذلك دون الخضوع لتدريبات ملائمة لهذه المهام.
وفي وقت يتواصل انقطاع الاتصالات والإنترنت عن القطاع لليوم السابع، أعلنت مصادر فلسطينية عن مقتل مدير فضائية «القدس اليوم» الصحفي وائل فنونة، إثر استهدافه بقصف إسرائيلي في مدينة غزة، ليرتفع بذلك عدد الصحفيين الذين قتلوا في القطاع منذ بدء الحرب إلى 119 صحفياً.
من جهة أخرى، كشف تيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية لليونيسيف، أمس الخميس، عقب اختتام زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى قطاع غزة أن القطاع «في شبه انهيار»، وأن أطفال غزة وعائلاتهم يعانون «بعضاً من أفظع الظروف» التي رآها على الإطلاق. وأضاف شيبان الذي كان قد زار غزة قبل شهرين «تحول الوضع من الكارثي إلى شبه الانهيار».
ومضى قائلاً في بيان «إن أكثر من 1.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 85% من سكان غزة، أصبحوا الآن نازحين، بما في ذلك العديد ممن نزحوا عدة مرات. ويوجد أكثر من مليون منهم في رفح». وأشار إلى صعوبة استيعاب هذا العدد الهائل من المدنيين على الحدود، مؤكداً أن الظروف التي يعيشون فيها غير إنسانية «فالمياه نادرة وسوء الصرف الصحي أمر لا يمكن تفاديه. تسبب البرد والمطر هذا الأسبوع في أنهار من النفايات. الطعام القليل المتوافر لا يلبي الاحتياجات الغذائية الفريدة للأطفال. ونتيجة لذلك، يعاني آلاف الأطفال سوء التغذية والمرض». وتابع قائلاً «هذا ليس إلا تدهور صارخ في ظروف أطفال غزة. وإذا استمر هذا التدهور، فقد نرى الوفيات الناجمة عن النزاع العشوائي تتفاقم بسبب الوفيات الناجمة عن المرض والجوع. نحن بحاجة إلى انفراج كبير».(وكالات)