موسى علي – الخليج
طفت ظاهرة السوق السوداء على سطح كأس أمم أفريقيا المقامة حالياً في كوت ديفوار، لتعكر صفو البطولة على البلد المنظم وجماهير القارة السمراء، الذين سجلوا حضورهم خجولاً في معظم المباريات بسبب غلاء أسعار التذاكر.
أنفقت كوت ديفوار نحو 1.5 مليار دولار على عملية الترميم والتحضير للبطولة، إذ جهزت ملاعبها كما يجب، خصوصاً ملعب الحسن واتارا في مدينة أنياما شمالي العاصمة أبيدجان، الذي استقبل حفل الافتتاح.
ونالت كوت ديفوار إشادة رئيس الاتحاد الأفريقي باتريس موتسيبي على حسن التنظيم والاستضافة، لكن رغم ذلك، طفا على السطح أمر ربما أنه لم يكن في الحسبان، ألا وهو الحضور الجماهيري المتواضع لمباريات البطولة حتى الآن.
وكشفت اللجنة المنظمة قبل مباراة الافتتاح بين كوت ديفوار وغينيا بيساو، عن نفاد جميع التذاكر المطروحة للبيع، والبالغة 47 ألف تذكرة، لكن عقب نهاية اللقاء الذي فاز فيه صاحب الأرض 2 ـ 0، أُعلن أن الحضور بلغ37 ألف مشجع فقط.
بيد أن الصدمة الكبرى كانت في الحضور الجماهيري الخجول لمباراة نيجيريا وغينيا الإستوائية الأحد الماضي، رغم أهميتها، وأيضاً لعبها يوم عطلة أسبوعية، ليتضح لاحقاً أن السبب قيام مشجعين بشراء عشرات التذاكر أونلاين، لبيعها في السوق السوداء، وهو أمر استنفر الكاف واللجنة المنظمة.
ظهرت الأزمة للعلن بعد مباراة نيجيريا وغينيا الإستوائية على ملعب الحسن واتارا الأحد 14 يناير، والتي انتهت بالتعادل 1 ـ 1، وعلى الرغم من بيع اللجنة المنظمة جميع التذاكر، إلا أن مدرجات الملعب بدت شبه فارغة تقريباً، إذ بلغ عدد الحضور 9 آلاف متفرج فقط في ملعب سعته نحو 60 ألفاً.
تلاه في اليوم الذي أعقب المباراة، فيديو ظهر فيه عدد كبير من الجماهير الغينية، وهي غاضبة بسبب عدم تمكنها من مشاهدة مباراة منتخب بلادها أمام الكاميرون على ملعب ياموسوكرو، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1 ـ 1.
ووفقاً لموقع “كيك 442” فإن 60% من الجماهير الغينية لم تدخل إلى الملعب بسبب رفضها شراء التذاكر بأسعار السوق السوداء.
وبلغت أسعار التذاكر المعروضة على الجماهير خارج الملعب 40 ألف فرنك (66 دولار)، في وقت تباع فيه على الموقع الرسمي بـ5 آلاف فرنك إيفواري (8.5 دولار) فقط، وعرضت على بعض وسائل التواصل الاجتماعي تذاكر من الفئة ذاتها بـ100 ألف فرنك (165 دولاراً).
- استنفار إيفواري
تسببت ظاهرة بيع التذاكر في السوق السوداء، باستنفار عمدة مدينة بواكي أمادو كونيه، الذي ظهر خارج ملعب السلام في بواكي يوزع تذاكر مجانية على الجماهير، تشجيعاً للحضور ولملء ملعب مباراة الجزائر وأنغولا، لكن رغم ذلك فإن الحضور في المدرجات لم يتجاوز 19 ألف مشجع في الملعب الذي يتسع لـ40 ألفاً.
تسببت تلكم الظاهرة بتدخل وزير الرياضة الإيفواري بوغري مابي، الذي أكد أنه سيفعّل إجراءات ستأتي بنتائج خلال 48 ساعة.
ومن بين هذه الإجراءات، التأكد بشكل خاص من إمكانية إعادة بيع التذاكر المخصصة لمشجعي الدول الأجنبية، أو الشركات التي لم تجد مشترين للتذاكر.
وطالب مابي بالتنسيق بين الكاف واللجنة المنظمة، لتشجيع الجماهير على الذهاب إلى نقاط البيع الفعلية للحصول على تذاكرهم، من المنافذ التي تم زيادة عددها، وبلغت 50 منفذاً بجميع مدن كوت ديفوار.
وتتراوح أسعار التذاكر الشعبية بين 3 آلاف فرنك إلى 10 آلاف فرانك (من 5 إلى 16 دولاراَ).