«الخليج – وكالات
في ظل احتدام واستمرار المعارك بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس، أكدت وزارة الصحة في غزة الأحد، ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 25105 فلسطينيين، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وأوضحت الوزارة أن نحو 178 فلسطينياً قتلوا وأصيب 293 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
وكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، رفضه منح الفلسطينيين السيادة على غزة، لضمان ألا تُشكّل «بعد الآن تهديداً لإسرائيل» فيما احتدم القتال في القطاع الفلسطيني في اليوم السادس بعد المئة من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: إنّه «في محادثته مع الرئيس (الأمريكي جو) بايدن، أكّد رئيس الوزراء نتنياهو مجدداً سياسته المتمثلة في أنه بعد تدمير حماس، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة، لضمان ألا تشكّل غزة بعد الآن تهديداً لإسرائيل، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية».
وكان نتنياهو أكّد الخميس، رفضه السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية، معتبراً أنها تتعارض مع حاجة إسرائيل إلى «السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن».
وأبدى بايدن بعد المكالمة الجمعة، تمسّكه بحلّ الدولتين موضحاً أنّ «هناك عدداً من الأنواع لحلول الدولتين، ثمة عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ليست لديها جيوش».
وأكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش السبت، خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا أنّ «رفض قبول حلّ الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إنكار حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول».
وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه السبت، أنّ «للفلسطينيين الحق في السيادة وفي إنشاء دولة»، مؤكداً عبر منصة إكس أنّ «فرنسا ستبقى وفية لالتزامها من أجل بلوغ هذا الهدف».
ومساء السبت، تظاهر آلاف الإسرائيليين في وسط تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وإجراء انتخابات مبكرة لإطاحة نتنياهو.
وكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة السبت، حيث قُتل نحو 25 ألف شخص منذ بداية الحرب حسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس، في وقت تصاعدت التوترات في سوريا بعد مقتل خمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني في ضربة نسبها الحرس إلى إسرائيل.
- تشريد أكثر من 80% من السكان
وفي قطاع غزة، شنت القوات الإسرائيلية قصفاً مدفعياً وغارات جوية مكثّفة خصوصاً في مدينة خان يونس (جنوب) التي باتت الساحة الجديدة للقتال البرّي والغارات الجوّية، بعدما تركّزت المرحلة الأولى من الحرب في شمال القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ قواته، مدعومة بإسناد جوي وبحري، تدمّر «البنية التحتية» للفصائل الفلسطينية في جميع أنحاء القطاع، كما استهدفت منصّات إطلاق صواريخ في خان يونس.
وأتى هذا التطور في وقت أفادت حماس بحصول معارك عنيفة في شمال القطاع المحاصر والمدمّر. وبحسب الحركة، قُتل 165 شخصاً في الساعات الـ24 الأخيرة، فيما أصيب 62388 شخصاً منذ بداية الحرب.
واندلعت الحرب التي دمّرت قطاع غزّة وشرّدت أكثر من 80 في المئة من سكّانه، إثر شنّ حماس هجوماً غير مسبوق على غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل أسفر عن مقتل 1140 شخصاً، حسب أرقام رسميّة إسرائيلية.
كذلك، احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصاً رهائن ونُقلوا إلى غزّة، وأطلِق سراح زهاء 100 منهم خلال هدنة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني. ووفق إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزّة، ويُعتقد أنّ 27 منهم لقوا حتفهم.
والسبت، ألقى الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح التي يتجمع فيها عشرات آلاف النازحين مناشير تُظهر صور الرهائن وتدعو السكان إلى مشاركة أي معلومات عنهم.
وفي رفح «قُتل خمسة أشخاص بينهم امرأة» في «قصف استهدف سيارة مدنية»، وفق حماس.
- ولدوا «في جحيم الحرب»
وأعربت منظّمة الصحة العالميّة عن أسفها لـ«ظروف الحياة غير الإنسانيّة» في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى كلّ شيء، بما في ذلك الاتّصالات.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن 375 ألف شخص مهددون بـ«سوء تغذية حادّ» في غزة.
ونزح ما لا يقلّ عن 1,7 مليون شخص بسبب الحرب في غزة، حسب أرقام جديدة صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أعلنت الجمعة أنّ نحو 20 ألف طفل ولدوا «في جحيم» الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول في «ظروف لا يمكن تصورها، بينما عبرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها بشأن عدد «النساء والأطفال» القتلى، محذّرة من صدمة«تستمر لأجيال».
- «الزمان والمكان المناسبان»
ومع دخول الحرب شهرها الرابع، تبرز الخشية من اتّساع نطاقها وسط تبادل يومي للنار على الحدود الإسرائيليّة اللبنانيّة، وزيادة هجمات الحوثيّين ضدّ سفن تجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن، وتكثيف الضربات الأمريكيّة ضدّ مواقع لهم في اليمن.
وفي جنوب لبنان، قُتل مدني وعنصر من حزب الله في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما، حسب ما أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية وحزب الله.
وقُتل خمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني السبت في ضربة إسرائيلية دمرت مبنى بكامله في العاصمة السورية، فيما توعدت طهران بالرد «في الزمان والمكان المناسبَين».
وأسفرت الضربة عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم الإيرانيون، وفق وسائل إعلام عربية، واستهدفت حي المزة في غرب دمشق، حيث تقع مقار أمنية وعسكرية سورية عدة، وأخرى لقيادات فلسطينية وسفارات ومنظمات أممية، ووصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الضربة بـ«الهجوم الجبان»، مؤكّداً أنّ طهران لن تتركها «بلا ردّ».
ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة.
في العراق، أطلق مسلّحون عصر السبت، صواريخ بالستية وصواريخ على قاعدة عراقية تؤوي جنوداً أمريكيين ما أسفر عن إصابة عسكري عراقي بجروح واحتمال إصابة عدد من العسكريين الأمريكيين بارتجاج دماغي، بحسب ما أعلن البنتاغون.
وأعلنت الولايات المتحدة السبت أنها شنّت ضربات جديدة على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن مستهدفة صاروخاً مضاداً للسفن كان«جاهزاً للإطلاق».
منذ نوفمبر/تشرين الثاني، يشن الحوثيون، هجمات على سفن يعتبرون أنها على صلة بإسرائيل، واضعين ذلك في إطار دعم الفلسطينيين في غزة.