- هدف الغساني ينقذ منتخب الإمارات من الحسابات المعقدة
متابعة: علي نجم
ضرب منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم موعداً مع نظيره الطاجكستاني الأحد المقبل في الدور ثمن النهائي من منافسات كأس آسيا 2023، وذلك بعدما حل «الأبيض» ثانياً في المجموعة الثالثة عقب الخسارة في الجولة الأخيرة من دور المجموعات أمام المنتخب الإيراني 1-2.
ووقف الحظ مع منتخبنا عندما وضعه في الطريق الأسهل خلال الدور التالي، لأن مواجهة طاجكستان تبقى أسهل من الاصطدام بالمنتخبات القوية، ولاسيما أن العرض الذي قدمه «الأبيض» أمام إيران أحد المنتخبات القوية في القارة لم يكن مطمئناً وأشعر الشارع الرياضي بالقلق.
وكان الشارع الرياضي قلقاً أيضاً بعد مباراة فلسطين،حيث عانى «الأبيض» كثيراً أمام «الفدائي» قبل أن يخرج متعادلاً 1-1، ولم يظهر بشخصية فريق بعد لعبه بعشرة لاعبين، إثر طرد المدافع خليفة الحمادي.
العقدة تتواصل
وفشل منتخبنا في فك العقدة أمام نظيره الإيراني، ليسقط للمرة 11 في المباريات الرسمية، وإن خرج هذه المرة بأقل الأضرار من هذه الموقعة بعدما سجل يحيى الغساني هدفاً في الدقيقة 90+3 من زمن المباراة كان كفيلاً بمنح «الأبيض» مركز الوصافة، والابتعاد عن المركز الثالث وحسابات هوية من سيلاقي من الخصوم الكبار في الدور الثاني.
خاض منتخبنا الوطني 90 دقيقة للنسيان أمام المنتخب الإيراني، بدا من خلالها المدير الفني البرتغالي باولو بينتو المعاقب بعد طرده أمام فلسطين، وكأنه أراد «معاقبة» كل عشاق المنتخب، فخاض اللقاء بتشكيل أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه غريب.
للمرة الأولى منذ بداية رحلته مع «الأبيض»، خاض بينتو لقاء المصير أمام إيران بالرهان على 5 مدافعين، فزج بالظهير خالد الظنحاني ليلعب إلى جوار خالد الهاشمي وبدر ناصر، رغم وجود «قلب الدفاع» محمد العطاس على الدكة!. خيارات «الفيلسوف» البرتغالي بلغت درجة الاستغراب أكثر في إبعاد كايو وفابيو ليما عن خط الهجوم، في وقت تم تصعيد علي مبخوت هداف دورينا والهداف التاريخي للأبيض من دكة البدلاء، إلى المدرجات، ليضع الرهان على مثلث هجومي شاب يتكون من يحيى الغساني وعلي صالح وحارب عبد الله.
سيطرة إيرانية
بسط الإيرانيون سيطرتهم منذ صفارة البداية، وهاجموا مرمى خالد عيسى بوابل من المحاولات أبعد «جبل حفيت» ما أمكن وحال سوء التوفيق فيكرتين، ووضع عملاق بورتو البرتغالي مهدي طارمي بصمته التهديفية الأولى في البطولة بعدما إنسل من بين «ثلاثي» محور دفاع منتخبنا، ليسجل أول أهداف المباراة.
مر الشوط الأول بأقل الأضرار، حيث كان خروج الأبيض متأخراً بهدف مكسب كبير، أملاً في أن يتم تعديل الشوط الأول «الكارثي»، لكن لم يتحرك المد الهجومي لمنتخبنا، إلا بعدما دفع البرتغالي بالمهاجم كايو، وما هي إلا دقائق حتى تحصل يحيى الغساني على ركلة جزاء، منع كايو من تنفيذها، ليتخذ قرار التسديد بنفسه، لكن العملاق الإيراني الحارس علي رضا نجح في صدها.
دقائق عصيبة
بعد الركلة الضائعة، سجل الإيرانيون سريعاً الهدف الثاني عبر طارمي الذي وضع ثنائيته الأولى، ووقف بعدها «الفار» إلى جانب الأبيض، وحرم إيران من تسجيل الثالث.
الدقائق العشر الأخيرة من زمن المباراة، عاش فيها كل عشاق الأبيض لحظات خوف، بعدما تقدم منتخب فلسطين على هونغ كونغ بالثلاثة، وبات الأبيض على مشارف احتلال المركز الثالث، والدخول في لعبة الحسابات المعقدة، لكن لحظة إبداع من الغساني حين استغل كرة داخل المربع ليتلاعب بالدفاع الإيراني، وليسدد كرة ولا أروع سكنت شباك الحارس علي رضا بيرانفاند قلص بها الفارق في المباراة وانتزع من خلالها الأبيض مركز وصافة المجموعة الثالثة، ليواجه طاجكستان بدلاً من مواجهة أستراليا.
هدف تاريخي
ويعتبر هدف يحيى الغساني في شباك إيران مهماً، ذلك أنه الهدف الأول الذي يسكن شباك منتخب المنافس في النهائيات الآسيوية، في 6 مباريات لعبها مع منتخبنا.
وانتهت المواجهات الخمس السابقة بين المنتخبين بفوز إيران دون أن ينجح أي من لاعبينا بهز شباك المنافس، وهو ما تمكن الغساني من تحقيقه للمرة الأولى منذ اللقاء الأول بين المنتخبين في نهائيات سنغافورة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 1984.
وجاء هدف الغساني ليكون أول أهداف منتخبنا في مرمى إيران في كل المسابقات والمباريات بعد انتظار دام 5543 يوماً، بعدما كان عبد الرحيم جمعة آخر من سجل هدفاً في الشباك الإيرانية في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 ضمن التصفيات المونديالية.
وتمكن لاعب شباب الأهلي الغساني من رفع رصيده التهديفي في المسابقة القارية إلى هدفين، ليتساوى مع زميله المصاب سلطان عادل الذي وضح تأثير ابتعاده عن خط الهجوم بعدما شكل عنصراً مؤثراً في المباراتين السابقتين.
أما المنتخب الإيراني، فقد خرج سعيداً بالفوز، والتربع فوق قمة المجموعة عن جدارة، بعدما نال العلامة الكاملة، كما رفع غلته من الانتصارات أمام منتخبنا إلى 15 فوزاً ودياً ورسمياً، مقابل فوز واحد للأبيض كان ودياً عام 1997، في 19 مباراة جمعت بين المنتخبين.
وتكشف أرقام وإحصاءات المباراة، مرة جديدة عن الصعوبات التي عاناها الأبيض، وعن التفوق الإيراني الواضح، بعدما بلغت نسبة الاستحواذ 60% لمنتخب إيران، وحصل الإيرانيون على 7 ركلات ركنية، مقابل صفر لمنتخبنا.
ماذا بعد؟
كان هو السؤال الأبرز على لسان الشارع الرياضي، وهو يترقب التأهل «الدراماتيكي» لمنتخبنا وصيفاً عن المجموعة الثالثة.
وقد يكون تربع إيران على قمة المجموعة منطقياً، قياساً إلى تصنيف وقدرات المنتخبين الفنية، لكن ما زرع الخوف والقلق الكبير تلك الصورة المتواضعة التي قدمها المنتخب في المباريات الثلاث، والتي لا شك يتحمل المدرب البرتغالي بينتو مسؤولية كبيرة، في ظل «التخبط» والتغيير الدائم على صعيد التشكيل وهوية العناصر الأساسيين، بل وحتى أسلوب اللعب، حتى بات توقع من سيخوض المباراة قبل بدايتها ضرباً من الخيال!.
«رب ضارة نافعة»،كانت تلك رؤية من يريد أن يرى النصف الممتلئ من الكوب، خاصة مع تأهل الأبيض للمرة الثالثة على التوالي من دور المجموعات، وسط رهان على أن يكون رقماً صعباً في الأدوار النهائية بعدما تخلص لاعبوه من لعبة حسابات النقاط، وضغط المنافسة لاسيما أنها البطولة القارية الأولى التي يخوضها غالبية العناصر، حيث لم تضم تشكيلة، أمس الأول، سوى خالد عيسى الذي حضر مع الأبيض في نسخة 2019 في الإمارات.