واصلت إسرائيل، أمس السبت، حملتها المدمرة على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، وارتكبت 19 مجزرة خلفت 560 قتيلاً وجريحاً خلال 24 ساعة، في الوقت الذي يعاني فيه النازحون الفلسطينيون من سوء الأحوال الجوية وتدهور الأوضاع الإنسانية، في ظل تدهور تام للنظام الصحي مع القطاع المنكوب.
وأفاد سكان بإطلاق نار كثيف من الجو والدبابات في أنحاء خان يونس، وهي المنطقة التي أصبحت محور الهجوم البري الإسرائيلي على القطاع. وبموازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 26 ألفاً و257 قتيلاً و64 ألفاً 797 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي: «استمر الجيش الإسرائيلي، لليوم ال113، بارتكاب المجازر، مستهدفاً المزيد من التجمعات السكانية والأهالي في مختلف أرجاء قطاع غزة». وأضافت أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 19 مجزرة بقطاع غزة راح ضحيتها 183 قتيلاً و377 جريحاً خلال 24 ساعة.
وقتل 51 فلسطينياً وأصيب نحو 100 بجروح، في القصف الإسرائيلي المستمر على مدينة خان يونس. وأفاد مستشفى ناصر الطبي بالمدينة بأن الأطقم الطبية انتشلت 51 قتيلاً، ونحو 100 جريح، جراء استهداف طائرات ومدفعية الجيش الإسرائيلي لتجمعات الفلسطينيين في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
في الأثناء، قالت منظمة أطباء بلا حدود، إنه «لم يعد هناك نظام صحي عملياً في غزّة» بعد أن أصبحت معظم الخدمات في مستشفى ناصر معطلة. وعبرت المنظمة، في بيان، أمس السبت، عن أسفها؛ لأن «القدرة الجراحية لمستشفى ناصر»، أكبر مرفق صحي في خان يونس بجنوب قطاع غزة، أصبحت «شبه معدومة»، مشيرة إلى أنه «يتعين على أفراد الطاقم الطبي القلائل الذين بقوا في المستشفى التعامل مع مخزونات منخفضة جداً من المعدات الطبية».
وقالت المنظمة، إنه «في حين نزح معظم موظفي المستشفى وآلاف الأشخاص الذين لجأوا إليه في الأيام الأخيرة، فإن ثمة ما بين 300 إلى 500 مريض مصابين بجروح خطِرة لم يتسنَّ إجلاؤهم بسبب الخطر ونقص سيارات الإسعاف في المرفق الطبي».
وتزامناً مع عمليات القصف المستمرة غمرت الأمطار الغزيرة المناطق الوسطى والشمالية من قطاع غزة، ودمّرت خيام النازحين، مما أجبر البعض على البحث عن مأوى بديل في منتصف الليل.
وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد حذر، أمس الأول الجمعة، من أن الطقس البارد والممطر في غزة يهدد بجعل القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب غير صالح للعيش على الإطلاق. كما أعلن الدفاع المدني بغزة أن حياة آلاف النازحين الفلسطينيين مهددة بسبب البرد الشديد والأمطار التي أغرقت خيامهم، وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بإدخال أجهزة ومعدات إنقاذ لقطاع غزة بشكل عاجل.
على صعيد آخر، أعلنت «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أمس السبت، استهداف ناقلة جند إسرائيلية محلية الصنع في حي الأمل غرب مدينة خان يونس. كما أعلنت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة «الجهاد»، أن مقاتليها خاضوا اشتباكات مع جنود وآليات إسرائيلية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع في محاور التقدم غرب وجنوب مدينة خان يونس. وقالت، إنها استهدفت دبابة من نوع «ميركافا» وناقلة جند إسرائيليتين بقذائف ال «آر بي جي» في خان يونس.
وأضافت أنها قصفت «سديروت» و«نيرعام» ومستوطنات الغلاف برشقات صاروخية، كما قصفت بقذائف الهاون تحشدات إسرائيلية في محيط موقع «أبو صفية» العسكري شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وبالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، سحبه كتيبة 7107 من قطاع غزة بعد أشهر من المشاركة في القتال هناك، وذلك بعدما نفذ الجيش عدة انسحابات، وركّز قواته في خان يونس جنوبي القطاع.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، تعدّ هذه الكتيبة إحدى كتائب الهندسة القتالية التابعة لقوات الاحتياط، وقد شاركت في القتال شمالي قطاع غزة، وجاء الإعلان عن سحبها تزامناً مع تقارير بوسائل إعلام إسرائيلية تفيد باستعداد الجيش لتقليل عدد قواته في شمال القطاع.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت أعلن قبل نحو أسبوعين عن انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في شمال القطاع. (وكالات)