مع اقتراب مهرجان طيران الإمارات للآداب السنوي المزمع عقده الأسبوع الجاري، يكثر الحديث عن أهمية الأدب والقراءة في ترسيخ القيم الاجتماعية وخاصة حماية البيئة مع زيادة الكوارث الطبيعية في الآونة الأخيرة، وبعد انعقاد قمة كوب 28 في الإمارات الشهر الماضي، وفي إطار سير الإمارات على طريق الاستدامة يتبادر سؤال جوهري: كيف يمكن ترسيخ فكرتي الاستدامة والمناخ في أذهان الأطفال الذين ستقع على عاتقهم مسؤولية التصدي لتداعيات تغيّر المناخ؟ وكيف تدعم مؤسسة الإمارات للآداب رؤية دولة الإمارات للاستدامة؟
وفي مقابلة أجريت خلال تغطية «CNN الاقتصادية»لمؤتمر الأطراف (كوب 28) في مدينة إكسبو في دبي، قالت أحلام بلوكي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، إن «التمتع بالفضول إحدى أهم الصفات التي تشتد الحاجة إليها في تربية قادة الاقتصاد الأخضر في المستقبل
».
جيل مستقبل يسير على طريق الاستدامة
يحتضن المهرجان في نسخته هذا العام نخبة من أعظم الكتّاب والمبدعين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم في فضاء منفتح على الثقافة والأدب وفعاليات وتجارب جديدة مثل «بعد النهار في ليل»، و«ملتقى الأفكار»، وبرنامج المهرجان للعائلة وبرنامج يوم الشباب.
ويستضيف المهرجان سلسلة واسعة من حفلات إصدار الكتب ومن أبرز هذه الإصدارات كتاب «خارج حدود هذا العالم» لرائد الفضاء سلطان النيادي، والذي تم تعيينه حديثاً وزيراً للشباب في الإمارات.
وقد عزز المهرجان شراكته مع هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» لدعم الكتّاب الإماراتيين والمحليين والترويج لهم على الساحة الأدبية العالمية ضمن مبادرة «بالإماراتي»، حيث تسلّط الهيئة من خلالها الضوء على المواهب
.
وأضافت بلوكي أن هناك ضغطاً كبيراً على قطاع تعليم الأطفال ويضع الكثير من المسؤولية على عاتق الأطفال، لكن في نهاية المطاف، يتعلم الأطفال من مشاهدة البالغين.
وتابعت بلوكي قائلة إنه يتوجب على المعلمين في المدارس الذين يرغبون ضمان دمج ممارسات الاستدامة ضمن حياة طلابهم وعقولهم وممارساتهم، وهو من المهم أن تعكس الفصول الدراسية البيئة المحيطة، وشددت بلوكي أنه من الضروري تربية جيل قادر على تطوير قدرة التعاطف مع الآخر.
التفكير النقدي في مقدمة برامج التعليم
وأكدت بلوكي أن «الشيء الوحيد الذي يمكننا تعليمه للأطفال هو نقد أنفسهم والبحث عن الإجابات» وأنه يتوجب على الجميع أن يكون صادقاً مع الأطفال بالقول إننا «لا نعلم الإجابات»، خاصة يما يتعلق بالمستقبل والذكاء الاصطناعي لأنه عالم مجهول حتى الساعة.
وتابعت بلوكي قائلة إن بعض التحديات التي تواجهها القراءة هي مدى اهتمام الأشخاص الذين اعتادوا استهلاك الكثير من المعلومات بشكل مفرط يومياً عن طريق وسائط مثل مقاطع الفيديو، وأصرت بلوكي على أن تصفية هذه المعلومات وتعامل الناس مع التكنولوجيا أمر يتطلب الجلوس والانتباه.
مبادرات مؤسسة الإمارات للآداب لتعزيز الاستدامة
وختمت بلوكي بالقول إن مؤسسة الإمارات للآداب تعمل على مبادرات متنوعة نحو الاستدامة مثل مبادرة القراءة من أجل المتعة التي تهدف إلى نشر مفاهيم ومبادئ القراءة وتعزيزها بالصورة الأمثل والأشمل، وذلك ضمن نطاق مدارس دبي، حيث تركّز المبادرة على تكريس ثقافة القراءة وأهميتها لدى طلبة مدارس دبي بكل مستوياتهم من خلال تنفيذ استراتيجية متكاملة تقوم على غرس مفاهيم حب القراءة لدى الطالب كعادة يومية في حياته، كما عقدت المؤسسة شراكة مع مدينة إكسبو لإدارة نادي تواصل العقول للكتاب والذي دعا المؤلفين من أنحاء العالم كافة لإجراء محادثات جانبية أمام مجتمع دبي حول مواضيع متنوعة تتعلق بالتغيّر المناخي.