لندن – (أ ف ب)
أن يُعلِن مدرب بحجم الألماني يورغن كلوب الرحيل عن فريق يشرف عليه منذ 2015، وأعاده بين كبار إنجلترا وأوروبا، فهذه صدمة هائلة لليفربول ومشجعيه، يمكن أن تؤثر في حظوظ الفريق بالمنافسة على أي لقب، بدءاً من مواجهته المقبلة مع تشلسي الأربعاء في الدوري المحلي.
لكن لاعبي ليفربول أظهروا الخميس، أنهم عازمون على توديع الألماني بأفضل طريقة من خلال بلوغهم الدور ثمن النهائي لمسابقة كأس إنجلترا، بفوز ساحق على فريق المستوى الثاني نوريتش سيتي 5-2، في أول مباراة لهم بعد القنبلة التي فجرها كلوب الجمعة، بقوله إنه سيترك النادي الصيف المقبل قبل عام على نهاية عقده معه.
وفي مقابلة مع موقع ليفربول الجمعة، قال ابن الـ56 عاماً «يمكنني أن أتفهم أنها صدمة للكثير من الناس في هذه اللحظة، عندما تسمعونه (الخبر) للمرة الأولى، لكن من الواضح أن بإمكاني تفسيره أو على الأقل محاولة شرحه».
وتابع «أنا أحب كل شيء في هذا النادي، أحب كل شيء في المدينة، أحب كل شيء في مشجعينا، أحب الفريق، أحب الطاقم. أحب كل شيء. لكن أن أتمكن من اتخاذ هذا القرار (رغم هذا الحب)، يظهر لكم أني مقتنع بأنه هو القرار الذي يجب أن أتخذه».
وبرّر «الأمر هو أنه كيف يمكنني أن أوضح ذلك، طاقتي نفدت. ليس لدي أي مشكلة الآن، من الواضح أنني كنت أعلم منذ فترة طويلة أنني سأضطر إلى الإعلان عن ذلك في وقت ما، لكنني بخير الآن. أعلم أنني لا أستطيع القيام بهذه المهمة مراراً وتكراراً».
ويأتي إعلان كلوب وليفربول في صدارة الدوري الممتاز بعد 21 مرحلة، بفارق خمس نقاط عن مانشستر سيتي حامل اللقب الذي لعب مباراة أقل.
- للتخلص من عقدة تشلسي
والآن، يسعى لاعبو ليفربول إلى التأكيد أنهم لم يتأثروا بهذا القرار الصادم حين يستضيفون تشلسي الأربعاء، في المرحلة الثانية والعشرين، باحثين عن فك العقدة أمام الفريق اللندني الذي عادت إليه الحياة في الآونة الأخيرة بتحقيقه ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري واكتساحه ميدلزبره من المستوى الثاني 6-1 ليبلغ نهائي كأس الرابطة، حيث يتواجه في 25 الشهر المقبل مع ليفربول بالذات بعدما تخطى الأخير فولهام.
وتوقفت فورة تشلسي الأحد، لكن من عواقب كارثية، إذ سيضطر لخوض مباراة معادة في الدور الرابع من مسابقة الكأس بتعادله السلبي مع أستون فيلا على «ستامفورد بريدج».
ولم يذق ليفربول طعم الفوز على تشلسي في المواجهات الست الأخيرة التي جمعتهما على صعيد الدوري، فخسر الأولى في هذه السلسلة على أرضه 0-1 في آذار/مارس 2021 قبل أن يتعادل في المباريات الخمس التالية.
ويعود الفوز الأخير لليفربول على تشلسي في «أنفيلد» إلى 22 تموز/يوليو 2020 بنتيجة 5-3 خلال فترة تفشي فيروس كورونا، وبالتالي يريد التخلص من هذه العقدة كي يحافظ أقله على فارق النقاط الخمس الذي يفصله عن مانشستر سيتي حامل اللقب الذي يخوض بدوره اختباراً في متناوله الأربعاء، على أرضه ضد بيرنلي التاسع عشر قبل الأخير الذي خسر مواجهاته الـ11 الأخيرة أمام فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا.
وفي مباراة الأحد ضد نوريتش، احتفل جمهور «أنفيلد» بكلوب الذي منح النادي في 2020 لقبه الأول في الدوري منذ 1990 وأهداه لقب دوري أبطال أوروبا عام 2019 ووصل معه إلى النهائي مرتين أيضاً عامي 2018 و2022، إضافة إلى إحراز الكأس الإنجليزية (2022) وكأس الرابطة (2022) والكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية (2019).
وعلق الألماني على ذلك «من الرائع أن الجمهور أظهر لي محبته»، مع التشديد على ضرورة «أن ننساه لبعض الوقت»، في إشارة إلى القرار الصادم الذي اتخذه، طالباً من لاعبيه «عدم التفكير بالمدرب».
- أرسنال لمواصلة الصحوة
ورُفِعت في المدرجات لافتات كثيرة تحمل عبارات مودة للمدرب الألماني، وكتب على بعضها «رجاء يورغن يجب أن تبقى»، أو «دانكه يورغن» (شكراً بالألمانية)، و«نحبك يورغن».
ويدرك كلوب أن عدم التفكير برحيله مهم جداً بالنسبة لفريقه، لاسيما أنه مهدد من أربعة فرق، لأن سيتي الذي يملك أيضاً مباراة مؤجلة، وأرسنال وأستون فيلا تتخلف عن «الحمر» بفارق 5 نقاط فقط، ويأتي من بعدها توتنهام الخامس بفارق 8 نقاط.
وبعد خروجه من الدور الثالث لمسابقة الكأس على يد ليفربول بالذات بالخسارة أمامه على أرضه 0-2 ومن قبلها أمام جاريه وست هام (0-2) وفولهام (1-2) في الدوري، استعاد أرسنال توازنه في المرحلة السابقة بفوز ساحق على جاره الآخر كريستال بالاس 5-0، ويُمنِّي النفس بمواصلة الصحوة الثلاثاء، على ملعب نوتنغهام فورست قبل مواجهة ليفربول للمرة الثالثة منذ 23 كانون الأول/ديسمبر (تعادلا 1-1 في الدوري خلال المرحلة 18).
وتشهد المرحلة مواجهة قوية بين أستون فيلا الرابع ونيوكاسل المتراجع إلى المركز العاشر، بعد خسارته مبارياته الأربع الأخيرة، فيما يلعب توتنهام، القادم من خسارة في الدور الرابع من مسابقة الكأس على يد مانشستر سيتي حامل اللقب 0-1، على أرضه ضد برنتفورد.
وضمن مسعاه للإبقاء على حظوظه بنيل مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، يحل مانشستر يونايتد، الثامن والمنتشي من تأهله إلى الدور الخامس لمسابقة الكأس بفوزه الأحد على نيوبورت كاونتي من المستوى الثالث 4-2، ضيفاً على ولفرهامبتون الحادي عشر والذي يتخلف عن «الشياطين الحمر» بفارق ثلاث نقاط فقط.