قطاع غزة – أ.ف.ب
لا راحة حتى للموتى في قطاع غزة: قبور جماعية وعمليات دفن على عجل، وقوات إسرائيلية تقوم بنبش القبور، بينما يدفن عدد من الضحايا في ساحات مستشفيات ومدارس.
في حي التفاح في مدينة غزة، شاهد مصور لوكالة «فرانس برس» قوات إسرائيلية تنبش قبراً. وأُلقيت جثث ورفات ملفوفة بالأكفان إلى جانبه فوق أرض موحلة.
وتقول وزارة الشؤون الدينية في قطاع غزة: إن الجيش الإسرائيلي «هدم ودمر أو خرب أكثر من ألفي قبر في عشرين مقبرة رسمية وعشوائية وبداخل المستشفيات» خلال عملياته في القطاع. ولم يردّ الجيش الإسرائيلي على سؤال لوكالة «فرانس برس» حول استخدام الجرافات لنبش القبور.
لكنه قال في بيان إنه يتصرف «في أماكن محددة، حيث تشير المعلومات إلى احتمال العثور على جثث رهائن». وأضاف أن «الجثث التي يتم تحديد أنها لا تعود للرهائن تعاد بكرامة واحترام».
«أرواحهم ترتجف»
تقول سائدة جابر (43 عاماً) التي نزحت من مخيم جباليا شمال القطاع إلى مدرسة في دير البلح وسط القطاع كيف شاهدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لمقبرة جباليا بعد تجريفها. وتقول: «شعرت أن قلبي سيقف. والدي وجدّتي وجدّي دفنوا هناك في المقبرة وكثير من أفراد عائلتنا ومعارفنا».
وأضافت: «شعرت أن أرواحهم ارتجفت، لا يمكنني تخيل كيف يجرؤ أحد على نبش القبور وانتهاك حرمة الأموات».
وفي مدرسة باتت مركز إيواء في مخيم المغازي وسط القطاع، لجأ النازحون إلى حفر قبور في ساحة المدرسة.
وقالت سيدة بتأثر: «ابنتي ماتت بين ذراعي. لم يكن هناك إسعاف لأخذها» إلى غرفة الطوارئ.
وأوضحت أن المدرسة تعرضت لقصف بالصواريخ ما أدى إلى انفجار عبوات غاز.
وأشار رجل يعتني بالموقع إلى أنه تم دفن أكثر من 50 شخصاً، مع وجود بين ثلاث وأربع جثث في كل قبر. وكُتبت الأسماء إما على الطوب أو على الجدار المجاور. وأدى الارتفاع الكبير لأعداد لقتلى في هذه الحرب إلى وجود مقابر جماعية في مختلف أنحاء القطاع. واضطر كثيرون لدفن الجثث في ساحة مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة. وقام كثيرون بفصل القبور بالحجارة وأغصان النباتات.
ومن بينهم عرفة دادر (46 عاماً) الذي قتل نجله محمد 22 عاماً عندما كان عائداً إلى المستشفى قبل عدة أسابيع.
وقال إنه دفن ابنه في حديقة المستشفى الخلفية مقابل قسم ثلاجة الموتى، موضحاً: «لو ذهبنا للمقبرة قد يقومون بقصفنا ونموت».
وأضاف: «وضعت علامة على القبر، الآن الحديقة مزدحمة بقبور جماعية، بالكاد أتعرف على قبر ابني».
ويأمل الكثير من سكان غزة عند انتهاء الحرب من التمكن من نقل رفات أقاربهم لدفنهم في مقابر أخرى.
وفي دير البلح، تؤكد سائدة جابر أنها ستعود إلى جباليا لتفقد قبور عائلتها. وأضافت: «سأموت من القهر لو كانت جُرفت أيضاً».