«الخليج» – وكالات
على طريقة الأفلام المستوحاة من رويات الخيال العلمي، ولاسيما مسلسل المرآة السوداء الذي يجسد الإنسان بشكله العصري، حيث يمشي الناس بشريحة تخزين تُزرع وراء الأذن تساعدهم على الشفاء والتخطيط والدراسة وغيرها، خضع أول مريض من البشر لزراعة شريحة دماغية من التي تنتجها شركة نيورالينك الناشئة الأحد، وقال الملياردير ومؤسس الشركة إيلون ماسك، إن المريض يتعافى بشكل جيد.
وأضاف في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس الإثنين: «تظهر النتائج الأولية رصد زيادة الخلايا العصبية على نحو واعد»، ويصف المعهد الوطني الأمريكي للصحة، الخلايا العصبية بأنها خلايا تستخدم الإشارات الكهربائية والكيميائية لإرسال المعلومات عبر الدماغ وإلى الجسم.
قال إيلون ماسك مؤسس شركة نيورالينك، إن أول مريض من البشر خضع لزراعة شريحة دماغية من التي تنتجها الشركة الناشئة يوم الأحد، وإنه يتعافى بشكل جيد.
وأضاف في منشور على منصة التواصل الاجتماعي (إكس) الإثنين: «تظهر النتائج الأولية رصد زيادة الخلايا العصبية على نحو واعد»، وقال ماسك في منشور منفصل على (إكس)، إن شريحة نيورالينك سيطلق عليها اسم (تيليباثي).
- لماذا صنعت الشريحة ؟
وأفادت «نيورالينك» على موقعها الإلكتروني بأن الشريحة تمكن الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي من التحكم في الأجهزة بتفكيرهم.
وواجهت نيورالينك دعوات للتدقيق في ما يتعلق ببروتوكولات السلامة الخاصة بها، وذكرت رويترز هذا الشهر، أن السلطات المعنية غرمت الشركة لانتهاكها قواعد وزارة النقل الأمريكية في ما يتعلق بنقل المواد الخطرة.
وقدرت قيمة الشركة بنحو خمسة مليارات دولار في حزيران/يونيو الماضي.
وكانت شركة «نيورالينك» قد أعلنت الشهر الماضي، أنها حصلت على موافقة من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، لإجراء أول تجربة سريرية على البشر، وهي علامة فارقة بالنسبة للشركة الناشئة في وقت تواجه فيه تحقيقات في الولايات المتحدة بشأن طريقة إجرائها للتجارب على الحيوانات.
وأقرت الإدارة في بيان سابق، بأنها سمحت لشركة «نيورالينك» بإجراء تجارب لزراعة للرقائق في الدماغ وباستخدام روبوت للجراحة في التجارب لكنها رفضت الإسهاب في التفاصيل.
وأفاد خبراء لرويترز في وقت سابق بأنه إذا تمكنت «نيورالينك» من إثبات أن أجهزتها آمنة للبشر، سيستغرق الأمر بضع سنوات أو ربما أكثر من عقد للحصول على ترخيص بالاستخدام التجاري.
- تكنولوجيا قديمة
وتعتمد شركة «نيورالينك» في شريحتها الجديدة، على تكنولوجيا تم استخدامها لعقود طويلة، تهدف إلى زرع أقطاب كهربائية في أدمغة الإنسان لتفسير بعض الإشارات الدماغية وعلاج حالات مثل الشلل والصرع ومرض باركنسون.
ولكن الفارق المحوري بين جهاز «نيورالينك»، الذي قال ماسك إنه سيُطلق عليه اسم «تيليباثي»، والأجهزة القديمة، أنه يحتوي على أكثر من 1000 قطب كهربائي، وهو عدد أكبر بكثير من الأجهزة السابقة. فهو يستهدف الخلايا العصبية الفردية، بينما تستهدف العديد من الأجهزة الأخرى الإشارات الصادرة عن مجموعات من الخلايا العصبية.
ومن المفترض أن يتيح ذلك ل«نيورالينك» درجة أعلى من الدقة، وفقاً لما أكدته الشركة.
في البداية تريد شركة «نيورالينك» مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل، ثم أولئك الذين يعانون فقدان السمع والبصر.
وقال ماسك إنه يأمل في يوم من الأيام أن تسمح عملية الزرع بتحقيق أهداف مستقبلية مثل تمكين الناس من التحكم في الهواتف وأجهزة الكمبيوتر بعقولهم.
جاء ذلك بعد أن أجرت الشركة سلسلة من تجارب الزرع على حيوانات مختلفة، عرضت الشركة لانتقادات شديدة بسبب تجاربها على الحيوانات، حيث أفادت تقارير إخبارية بأن التجارب، التي أُجريت على الحيوانات، تسببت في معاناة لبعضها.
وكان أربعة مشرعين طلبوا في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية التحقيق في ما إذا كان ماسك قد ضلل المستثمرين بشأن سلامة تقنيات «نيورالينك» بعد أن أظهرت السجلات البيطرية مشكلات في عمليات زرع الشريحة في أدمغة القرود منها الشلل وتورم الدماغ.
وقال موظفون سابقون بالشركة، لوكالة «رويترز» للأنباء، إنه في إحدى الحالات، جرى زرع الجهاز في موضع خاطئ بالخنازير، ما أدى إلى نُفوقها.
- نوع جديد من البشر
ترى صحيفة «واشنطن بوست» أن الآثار الاجتماعية لهذه التكنولوجيا الحيوية المعاصرة سلبية وبائسة بسبب تجارب ماسك غير القانونية على الحيوانات وطريقة ترويجه لهذه التجارب من دون مسؤولية اجتماعية، الأمر الذي سيمتد إلى وادي السليكون، لأن ماسك ليس العالم الوحيد الذي لديه تكنولوجيا يريد أن يختبرها على الحيوانات.
وترى الصحيفة أنه عندما نشاهد مقاطع الفيديو لتجارب ماسك على الحيوانات، فليس من الضروري فقط أن نسأل أنفسنا عما إذا كان العلم المعروض صحيحاً، لكن أيضاً ما إذا كانت التغييرات الاجتماعية التي قد يؤدي إليها مثل هذا العلم إيجابية.
وادعى ماسك أن «نيورالينك» ستخلق يوماً ما نوعاً جديداً من البشر، قادراً على «الإدراك الخارق» من خلال اتصالهم بأجهزة الكمبيوتر، وبالتالي تغيير هويتنا ليس فقط كمستخدمين لكن كنوع.
واعتبرت الصحيفة أنه عند مقارنة هذا الحديث بصورة قرد الاختبار، نجد أن ماسك يبدو أنه قادر بالفعل على الدخول في مثل هذا العصر التكنولوجي الاجتماعي الجديد. ومع ذلك، فيجب إدراك أن قدرة ماسك للسيطرة على الحيوانات، ليست فقط إثباتاً للنجاح العلمي، لكن أيضًا قد تكون مؤشراً على تطلعاته بالسيطرة على العالم اجتماعياً وسياسياً.
اقرأ أيضاً: