كشفت مصادر عراقية عن وجود اتصالات مكثفة بين بغداد وواشنطن لمنع أي تصعيد، بعد أن أعطى الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر للرد على استهداف قاعدة عسكرية في «التنف» قرب الحدود الأردنية السورية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن الاتصالات تهدف إلى تحجيم الرد الأمريكي أو تؤجله بعض الوقت حتى لا تتدهور الأوضاع وتتسع دائرة الانتقام بين واشنطن والفصائل العراقية المسلحة، فيما دعت إيران الولايات المتحدة للكف عن لغة التهديد، وقالت إن أي تهديد أمريكي لها لن يمر دون رد.
وتأتي هذه التطورات، في وقت أعلن فيه فصيل عراقي مسلح، تعليق كل عملياته العسكرية ضد القوات الأمريكية بالمنطقة، بعد توجيه البنتاغون أصابع الاتهام له بالوقوف وراء الهجوم المميت الذي أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين على الحدود الأردنية السورية، وقال الفصيل المسمى «كتائب حزب الله العراقية»، إن قرار وقف الهجمات جاء استجابة لجهود رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأشار الفصيل العراقي، الذي تتهمه الولايات المتحدة بتنفيذ الهجوم على قاعدتها في الأردن إلى انه سيعلق عملياته العسكرية والأمنية ضد القوات الأمريكية بهدف منع أي إحراج للحكومة العراقية، وأضاف في بيان له، أن إيران لا تعلم كيفية عمله، وكثيراً ما كانت تعترض على تصعيده ضد القوات الأمريكية. وقال فرهاد علاء الدين المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن قرار الفصيل العراقي، جاء بعد أيام من الجهود من قبل رئيس الوزراء لوقف التصعيد، وطالب جميع الأطراف المعنية بدعم جهود منع أي تصعيد.
لكن أربعة مصادر عراقية، قالت ل(رويترز) إن وقف الهجمات من قبل هذا الفصيل، جاء بعد ضغوط من طهران وأحزاب عراقية مشاركة في الحكم، شعرت بأن الفصيل تجاوز الخط الأحمر. وقال ريناد منصور الباحث البارز في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن «الجماعات في حكومة بغداد تشعر بقلق من أن يصبح العراق ساحة لصراع إقليمي أوسع.
من جهتها قللت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» من شأن تعليق الفصيل العراقي لهجماته على القوات الأمريكية. وقال المتحدث باسم الوزارة بات رايدر أثناء إيجاز صحفي «إننا نأخذ بالأفعال لا الأقوال»، وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء أنّه اتخذ قراراً بشأن كيفية الرد على الهجوم، مما يرجّح أن يتخذ شكل «عدّة» عمليات انتقامية. ورداً على سؤال بشأن إيران، قال الرئيس الأمريكي «أنا أحمّلهم المسؤولية، بمعنى أنّهم يزوّدون بالأسلحة الأشخاص الذين قاموا بذلك (الهجوم)».
من جانبها، دعت إيران الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، إلى «الكف عن استخدام لغة التهديد»، ونقلت وكالة إرنا للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله خلال اجتماع للحكومة إنّ على أمريكا أن تتوقف عن استخدام لغة التهديد، مضيفاً أنّ عليها التركيز على حلّ سياسي.
من جهته، حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي امس الأربعاء من أنّ إيران مستعدة للرد على أي هجوم. وأضاف: نحن لا نريد الحرب ولكننا لا نخاف منها. وتابع القول «نسمع تهديدات من المسؤولين الأمريكيين.. نقول لهم إنكم اختبرتمونا بالفعل ونعرف بعضنا بعضاً الآن، لن نترك أي تهديد دون رد». (وكالات )