كشفت الساعات الأخيرة تفاصيل جديدة عن مفاوضات صفقة الأسرى والهدنة، وقالت قطر إن إسرائيل وافقت على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، دون التوصل إلى اتفاق، كما أكدت أن لدى الدوحة تأكيداً إيجابياً أولياً من حركة «حماس» نحو المقترح، في وقت تواصل فيه التصعيد العسكري في قطاع غزة، وسط معارك وسقوط مزيد من الضحايا الفلسطينيين، بينما تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر إضافية، وسحب قوات أخرى من شمال غزة ومدينة خان يونس.
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق يتعلق بوقف إطلاق النار ضمن «هدنة كبرى» في غزة حتى مساء أمس، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري: «الاجتماع في باريس نجح في دمج المقترحات… لقد وافق الجانب الإسرائيلي على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس»، في إشارة إلى المحادثات التي استضافتها العاصمة الفرنسية الأحد الماضي وشارك فيها مسؤولون من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر.
وقال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات، أمس الخميس، إنه من المستبعد أن ترفض حركة «حماس» اقتراحاً طرحه وسطاء هذا الأسبوع لوقف إطلاق النار، لكنها لن توقع عليه دون ضمانات بأن إسرائيل ستلتزم بإنهاء الحرب. ويبدو أن الصفقة بدأت تتخذ ملامح جدية مع نشر وسائل إعلام إسرائيلية أخباراً حول شروط «حماس»، وأهمها إطلاق سراح قيادات فلسطينية لها اعتبارها في الشارع، ويتصدرها مروان البرغوثي، في وقت طلب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وساطة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو للمساعدة على استعادة الرهائن.
وعلى الرغم من الحديث عن تقدم في المفاوضات، لا تزال المعلومات والتفاصيل متضاربة حول ما توصل إليه المفاوضون الدوليون بشأن الصفقة ووقف الحرب في قطاع غزة التي دخلت شهرها الرابع.
وتدرس الفصائل الفلسطينية اقتراحاً يتألّف من ثلاث مراحل، تنصّ الأولى منها على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعيّن على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يومياً. كما يتضمن المقترح إمكانية تمديد التهدئة لأسبوع إضافي بعد ال 35 يوماً، من أجل إجراء مفاوضات حول إمكانية استكمال المرحلة الثانية من الصفقة، والتي تتضمن إطلاق سراح الشباب، وكل من تصفهم حماس بالجنود، في وقت أكدت فيه مصادر عدة أن إحدى نقاط الخلاف الأساسية، تكمن في أن «حماس» تتمسك بأن تشمل الصفقة القادمة ثلاثة أسرى فلسطينيين معروفين، وهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبدالله البرغوثي، وفق ما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مساء أمس الأول الأربعاء.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الأسماء الكبيرة تعتبر قادرة على تغيير وجه السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها البرغوثي، الذي اعتقلته إسرائيل عام 2002 ويقضي خمسة أحكام مؤبدة و40 عاماً في السجن بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات قُتل فيها خمسة إسرائيليين وأصيب آخرون.
إلى ذلك، اقترح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو التوسط في إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة من خلال «لجنة سلام»، استجابة لطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد الزعيم الكولومبي في رسالة: «من أجل الهدف الواضح المتمثل في قيادتنا نحو توافق.. أعتبر أن من الأولويات التحرك بسرعة نحو وقف الأعمال العدائية وبدء محادثات لإطلاق سراح جميع الرهائن».
ويدعم بيترو، أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، القضية الفلسطينية علناً ويتهم إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» حالياً في قطاع غزة.
وتؤيد كولومبيا شكوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بشأن انتهاكها المحتمل لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948.
على الصعيد الميداني، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إن القوات الإسرائيلية ستتحرك أيضاً نحو رفح على حدود غزة مع مصر بعد خان يونس.
وذكر أنه جرى تفكيك كتيبة خان يونس التابعة ل«حماس»، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل 10 آلاف مقاتل من غزة، وأصاب مثلهم وأصبحوا غير قادرين على القتال، حسب قوله.
وبموازاة ذلك، أفادت وسائل إعلام بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من مناطق شمال غرب مدينة غزة وشمال القطاع، لأول مرة منذ بدء عمليته العسكرية البرية في 27 تشرين الأول 2023، لكن الجيش أعلن انسحاب اللواء 55 مظليين في قوات الاحتياط من منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع اعترافه بمصرع أربعة من جنوده خلال الساعات الماضية. (وكالات)