رغم أن الكثير من دول الناتو بمن فيها بعض الدول الأعضاء الذين يريدون انخراطاً أكبر في دعم وتسليح أوكرانيا، يتحسبون جيداً للعواقب المؤكدة لأي استفزاز لروسيا، ويحاولون الهروب من خانة الإجبار على تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الحلف للدفاع المشترك والمخاطرة في صراع مباشر مع روسيا،إلا أن غالبيتهم يحذرون مراراً وبلا انقطاع من حرب قد تنشب في أي لحظة مع الدب الروسي.
وفي أعقاب بولندا وألمانيا وبريطانيا، انضمت رومانيا، الخميس، إلى قائمة دول «الناتو» التي تحذر من احتمال الدخول في حرب مع روسيا.
وقال الجنرال جورجيتا فلاد، وزير الدفاع الروماني، خلال مقابلة تلفزيونية، إن بلاده غير مستعدة حالياً لاحتمال الحرب مع روسيا وحذرت من أنها بحاجة إلى اتخاذ مثل هذا التهديد على محمل الجد.
- تعبئة في بريطانيا
يأتي تحذير فلاد في أعقاب تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي الجنرال باتريك ساندرز، قائد الجيش البريطاني، والتي دعا فيها السلطات البريطانية إلى الاستعداد لتعبئة جماعية، بسبب احتمال امتداد الصراع الروسي الحالي في أوكرانيا إلى دول أخرى.
قبل أن يدلي ساندرز بتصريحاته، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في مقابلة نُشرت في 19 يناير، إن هجوماً روسياً على الناتو قد يحدث خلال «الخمس إلى الثماني سنوات» المقبلة.
وقال فلاد: «لقد أصبح الاتحاد الروسي مشكلة للنظام العالمي وللديمقراطية، في الواقع، إنها حرب روسية مع العالم الديمقراطي، هذه ليست حرباً مع أوكرانيا».
- هل تصبح مولدوفا هدفاً؟
وفيما يتعلق باحتمال قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن حرب في مكان آخر، قال فلاد إن «سكان رومانيا، مثلهم مثل جميع سكان الاتحاد الأوروبي وأوروبا، يجب أن يشعروا بالقلق».
وتابع: «إذا فاز بوتين في أوكرانيا، فسيكون الهدف الرئيسي هو جمهورية مولدوفا، وسنشهد توترات في غرب البلقان».
وأضاف: «أنا على قناعة تامة بأن سياسة الرئيس بوتين سوف تتصاعد في المستقبل القريب».
كما حث الجنرال الروماني دول الناتو على دراسة بدء الخدمة العسكرية التطوعية، كما دعا حلفاء الناتو إلى بناء مخزوناتهم من الأسلحة.
- بولندا لا تستبعد أي سيناريو
نقلت وكالة PAP للأنباء عن وزير دفاع بولندا فلاديسلاف كوسينياك كاميش، قوله إنه لا يجوز للناتو استبعاد أي سيناريو محتمل تجاه روسيا، بسبب تعزيزها لهجومها في أوكرانيا.
وأضاف الوزير البولندي: «علينا أن نكون مستعدين لأي سيناريو».
ووصف وزير الدفاع البولندي الوضع على الجبهة الأوكرانية بأنه في غاية الجدية، ودعا إلى مواصلة عملية توسيع وتحويل الجيش البولندي.
وأكد أنه ستتم في هذا العام زيادة الميزانية العسكرية للبلاد بنحو 20 في المئة.
في وقت سابق، أفادت صحيفة بيلد، نقلاً عن مواد سرية الطابع لوزارة الدفاع الألمانية، أن الجيش الألماني يستعد لخوض الحرب بين الناتو والجيش الروسي التي قد تبدأ في صيف عام 2025.
ومن جانبها، علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على «الوثيقة السرية» التي نشرتها صحيفة «بيلد». وشبهتها بتوقعات من العام الماضي للمنجمين لمواليد برج الحوت في برج السرطان.
ونصح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الجانب الألماني بالقلق بشأن تورطه في الصراع في أوكرانيا، وليس بشأن مقال صحيفة بيلد.
ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في وقت سابق الناتو بأنه «تهديد» لروسيا قبل أن يشير إلى أنه قد يكون هناك رد على الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الحلف.
وجاءت تصريحاته عندما سئل عن التدريبات العسكرية لحلف شمال الأطلسي «المدافع الصامد 2024».
وتضم عملية التحالف، التي انطلقت الأسبوع الماضي، نحو 90 ألف جندي من 31 حليفاً في الناتو والسويد.
وقال بيسكوف، بحسب وكالة «فرانس برس»: «بالطبع، يشكل الناتو تهديداً لنا، هذه هي الطريقة التي نتعامل معه، ونتخذ باستمرار الإجراءات المناسبة للتعامل معه».
وحذرت روسيا مع نهاية الشهر الماضي، من أن الخطر النووي الأكبر المرتبط حالياً باستراتيجية التصعيد التي تنتهجها أمريكا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» في الأزمة الأوكرانية، يمكن أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين القوى النووية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف «غينادي غاتيلوف» قوله في الجلسة العامة لمؤتمر نزع السلاح النووي، في الوقت الحالي تأتي المخاطر الأكثر حدة ذات الطبيعة الاستراتيجية من التزام أمريكا وحلف شمال الأطلسي بتصعيد الأزمة الأوكرانية، وهي محفوفة بالانزلاق إلى صراع عسكري مباشر بين القوى النووية مع عواقب كارثية.
وأضاف «غاتيلوف» أن روسيا ملتزمة بالتفاهم الذي تم التوصل إليه في الثمانينات، والذي ينص على أنه لا يمكن أن يكون هناك فائزون في حرب نووية ولا ينبغي إطلاق العنان لها.
وأشار إلى أن هذه القاعدة الأساسية تم تأكيدها بمبادرة من روسيا في البيان المشترك لقادة الدول النووية الخمس بشأن عدم جواز الحرب النووية، ومنع سباق التسلح، بتاريخ 3 يناير 2022، وندعو جميع الدول الخمس متابعة الالتزامات التي تعهدت بها.
وتنص معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الموقعة عام 1968، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1970، على أن 5 دول فقط تمتلك أسلحة نووية وهي الاتحاد السوفيتي وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين، وحظرت ظهور قوى نووية جديدة، وتعهدت الدول الخمس النووية بعدم نقل الأسلحة النووية إلى دول أخرى أو المساعدة في إنشائها، وتعهدت الأطراف المتبقية في المعاهدة بعدم قبول أو إنشاء قنبلة ذرية.