لاهاي – (أ ف ب)
أعلنت محكمة العدل الدولية أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة الجمعة، أنها مؤهلة النظر في الجزء الأكبر من قضية رفعتها أوكرانيا بشأن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا عام 2022، للمطالبة بالحصول على تعويضات من موسكو.
ورفعت أوكرانيا القضية أمام محكمة العدل الدولية بحق روسيا بعد أيام من بدء الحرب، سعياً إلى محاربة جارتها على مختلف الجبهات، القانونية والدبلوماسية والعسكرية.
في القضية المرفوعة أمام المحكمة التي تتخذ مقراً لها في لاهاي بهولندا، تتهم كييف روسيا بالتذرع بوقوع «إبادة جماعية»، في أوكرانيا لشن عمليتها العسكرية الخاصة.
وبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جزئياً العملية العسكرية، باتهام كييف بارتكاب «إبادة جماعية»، بحق الناطقين بالروسية شرقي أوكرانيا.
وعقب يومين من بدء الحرب، توجهت كييف في 26 شباط/فبراير إلى محكمة العدل الدولية، ونفت «نفياً قاطعاً» الاتهام، معتبرة أن استخدام روسيا لهذه الذريعة يتعارض مع اتفاقية الأمم المتحدة، لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948.
في آذار/مارس 2022، أصدرت المحكمة قراراً لصالح أوكرانيا، وأمرت روسيا بـ«التعليق الفوري»، لعملياتها العسكرية المستمرة.
وعارضت موسكو الحكم قائلة: إن المحكمة التي تفصل في النزاعات بين الدول، غير مختصة للنظر في القضية.
قرارات المحكمة ملزمة قانوناً للدول، لكن استمرار الحرب يعكس صعوبة تنفيذها.
في جلسة استماع في أيلول/سبتمبر، قال ممثل أوكرانيا، أنطون كورينيفيتش: إن موقف موسكو: «يعد أيضاً هجوماً على سلطة هذه المحكمة».
وأضاف: «مع كل صاروخ تطلقه روسيا على مدننا، تفعل ذلك في تحد لهذه المحكمة».
غير مدعوم بالوقائع
في المقابل، اعتبر كبير ممثلي موسكو غينادي كوزمين، أن موقف كييف القانوني «غير مدعوم بالوقائع»، و«يتعارض مع السوابق القضائية الراسخة» للمحكمة.
وأضاف كوزمين: إن اتهام كييف روسيا بـ«انتهاك» اتفاقية الأمم المتحدة، بشأن منع الإبادة الجماعية، باستخدامها ذريعة لشن العملية العسكرية الخاصة، «لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة».
وأضاف أن مجرد «التصريحات» حول الإبادة الجماعية لا يمكن اعتمادها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
ويدعم أكثر من 30 بلداً آخر كييف في هذه القضية، وجميعها من حلفاء أوكرانيا الغربيين.
دعم الانفصاليين
وأصدرت محكمة العدل الدولية الأربعاء، قراراً في قضية منفصلة رفعتها أوكرانيا واتهمت فيها روسيا بتقديم دعم مالي للانفصاليين شرقي أوكرانيا على مدى سنوات قبل الحرب.
ورفضت المحكمة معظم طلبات أوكرانيا، لكنها خلصت إلى أن، «موسكو فشلت في التحقيق في الانتهاكات المحتملة للاتفاقية الدولية بشأن قمع تمويل الإرهاب».
وكانت محكمة العدل الدولية، محور الاهتمام الأسبوع الماضي على خلفية قضية بارزة أخرى تتعلق بالحرب في غزة، ودعت المحكمة إسرائيل إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة، لمنع حدوث إبادة جماعية محتملة خلال حربها مع حماس في قطاع غزة، رداً على هجوم الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.