بغداد: زيدان الربيعي، وكالات
شنّت الولايات المتحدة غارات جوية في العراق وسوريا على أكثر من 85 هدفاً مرتبطاً بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي تتهم طهران بدعمها، وسط أنباء عن مقتل نحو 41 شخصاً وإصابة 36 آخرين، فيما نددت دمشق وبغداد بالضربات الأمريكية التي جاءت رداً على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين بهجوم بمسيّرة على قاعدة «التنف» الأحد الماضي، وقالت الرئاسة العراقیة أمس السبت إن «العدوان الأمریكي الذي تعرضت له مدینة (القائم) في محافظة الأنبار ومناطق حدودیة عراقیة أخرى یمثل انتهاكاً صارخاً للسیادة العراقیة»، رغم إعلان الحكومة العراقية غير مرة رفضها مثل هذه الأعمال، كما أن هذه الهجمات تعمل على تصعيد التوتر وتهدد أمن واستقرار المنطقة ككل».
وهذه الضربات، التي شملت استخدام قاذفات«بي-1» بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، هي الأولى في رد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على هجوم مطلع الأسبوع الماضي في الأردن. ويُتوقع تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية الأمريكية في الأيام المقبلة.
- تقويض مفاوضات عمل التحالف
وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في بيان إن«العراق أبدى رغبة واضحة في تنظيم عمل التحالف الدولي من خلال جولة من المحادثات، إلا أن هجمات الجمعة ستقوّض فرص نجاح المفاوضات الجارية، حيث إن العنف لا يولّد إلا العنف والتأزيم».
ودعا إلى عقد اجتماع طارئ للرئاسات الثلاث والكتل السياسية لبحث هذه التطورات والتداعيات واتخاذ مواقف واضحة وموحدة تحفظ كرامة البلد وسيادته وأمن المواطنين».
واستدعى العراق القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد لتقديم احتجاج رسمي.
وقالت قوات «الحشد الشعبي» العراقية، إن 18 من أعضائها قتلوا بينهم مقاتلون ومسعفون، فيما أصيب 36 آخرون.
وجاء في بيان صدر عن الحكومة العراقية إن المناطق التي قصفتها الطائرات الأمريكية شملت أماكن تتمركز فيها قوات الأمن العراقية بالقرب من مواقع مدنية.
وقالت مصادر سورية إن الغارات هناك أسفرت عن مقتل 23 شخصاً كانوا يحرسون المواقع المستهدفة. واعتبرت دمشق أن الاحتلال الأمريكي لمناطق في سوريا «لا يمكن أن يستمر».
- السوداني يعلن الحداد العام
ووجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني،بإعلان الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، على أرواح ضحايا القوات المسلحة والمدنيين. وقال اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، مدير العمليات بهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن الضربات كانت ناجحة على ما يبدو وأدت إلى انفجارات ثانوية كبيرة عندما أصاب القصف أسلحة الفصائل.وذكر أن الضربات نُفذت مع العلم باحتمال سقوط قتلى بين الموجودين في المنشآت.
- «لا نسعى لصراع»
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بعد الغارات، إن الرئيس جو بايدن أمر باتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الحرس الثوري الإيراني ومن يرتبطون به. وأضاف «هذه بداية ردنا».
وتابع «لا نريد صراعاً في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر لكن الرئيس وأنا لن نتهاون مع أي هجمات على القوات الأمريكية».
وقال البيت الأبيض إن واشنطن أبلغت العراق بالضربات قبل تنفيذها. واتهمت بغداد الولايات المتحدة «بالتدليس» قائلة إن مزاعم واشنطن عن التنسيق مع السلطات العراقية «ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي».
ودانت حركة «حماس» الضربات الأمريكية وقالت إن واشنطن تصب «الزيت على النار».
ووصفت بريطانيا الولايات المتحدة بأنها حليفتها «الراسخة» وقالت إنها تدعم حق واشنطن في الرد على الهجمات.
وقال الجيش الأمريكي في بيان إن الغارات أصابت أهدافاً تشمل مراكز قيادة وتحكم ومنشآت لتخزين صواريخ وقذائف وطائرات مسيّرة وكذلك مرافق للخدمات اللوجستية وسلاسل توريد ذخيرة.
وقال بايدن «ردنا بدأ وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها».
وانتقد روجر ويكر كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بايدن لعدم تكبيده إيران خسائر كبيرة بما يكفي والتأخر كثيراً في الرد.
- الفصائل تستهدف قاعدتين أمريكيتين بسوريا والعراق
قالت فصائل عراقية مسلحة إن مقاتليها استهدفوا أمس السبت قاعدة الحرير الجوية التي تستضيف قوات أمريكية في شمال البلاد، وذلك بعد ساعات من شن الولايات المتحدة ضربات انتقامية في العراق وسوريا على أهداف مرتبطة بإيران.
لكن 3 مصادر أمنية عراقية أكدت لوكالة (رويترز) أنه لم يتم رصد أي هجوم على القوات الأمريكية في قاعدة الحرير الجوية.
كما أعلنت الفصائل العراقية استهداف قاعدة «خراب الجير» الأمريكية التي تقع في ريف رميلان شمال الحسكة السورية، بطائرة مسيرة.
وعرضت الفصائل مشاهد من إطلاقها لطائرتين مسيّرتين باتجاه قاعدتين أمريكيتين في العراق وسوريا. ونشرت مقطع فيديو يظهر «مشاهد من إطلاقها لطائرة مسيّرة باتجاه قاعدة «الحرير» في أربيل شمال العراق»، ومشاهد من «إطلاقها طائرة مسيّرة تجاه قاعدة «خراب الجير» في سوريا».(وكالات)