قطاع غزة – وكالات
واصلت إسرائيل هجومها العنيف في قطاع غزة، السبت، مع تزايد المخاوف من توغلها في مدينة رفح (جنوب) التي تعج بنازحين شرّدتهم الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أشهر، فيما كشفت تقارير صحفية عن وجود خلافات بين قادة «حماس» تعطل إتمام صفقة الأسرى بين الحركة وإسرائيل.
واستهدف وابل من الغارات الجوية والقصف المدفعي خان يونس، أكبر مدن جنوب قطاع غزة، وأبرز محاور الهجوم الإسرائيلي حالياً. في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة، مقتل أكثر من 100 شخص في أنحاء القطاع خلال الليل، معظمهم من النساء والأطفال. وقال الجيش الإسرائيلي، إن قواته قتلت عشرات المسلحين في شمال غزة ووسطها خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفرّ مئات الآلاف من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى رفح جنوباً منذ اندلاع الحرب، وتكدست خيامهم في الشوارع والحدائق. وتقول الأمم المتحدة إن المدينة التي كان يقطنها 200 ألف نسمة تؤوي الآن أكثر من نصف سكان قطاع غزة.
ويحاول النازحون الذين فروا إلى رفح على الحدود مع مصر، تجنب أجزاء من المدينة طالها القتال الدائر في خان يونس القريبة.
وشوهد فلسطينيون يتجمعون حول صفّ من الجثث المكفّنة في مستشفى النجار في رفح بعد غارات إسرائيلية.
وقال أحمد بسام الجمال: «كان الأطفال نائمين وفجأة وقعت الدار، كل الردم وقع فوق أولادي. ربنا سلمني في ثلاثة، وراح منهم واحد»، مشيراً إلى أن والده قتل أيضاً في القصف الإسرائيلي.
وقال محمود مرداوي، إن «المقاومة ما زالت صامدة في خان يونس. وتكبد الاحتلال خسائر»، مضيفاً: «لن يحقق العدو شيئاً باستهداف خان يونس».
- – «طنجرة ضغط من اليأس»
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في خان يونس، الأمر الذي يدفع المزيد من الغزيين إلى الجنوب. وقال المتحدث باسم المكتب ينس لايركه، إن «رفح بمثابة طنجرة ضغط من اليأس. نحن نخشى ما سيأتي بعد ذلك». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حذّر الخميس، من أن الجيش يستعد لتوجيه جهوده نحو رفح.
ولا يزال الغموض يحيط صفقة الأسرى المرتقبة بين إسرائيل و«حماس»، إذ كشفت شفت مصادر إعلامية مقربة من الحركة، أن زعيمها يحيى السنوار والقيادي البارز بها محمد ضيف ستكون لهما الكلمة الأخيرة في ما يتعلق فيها.
وكشفت تقارير لصحيفة «يديعون أحرونوت» الإسرائيلية، أن خلافات بين قادة «حماس» داخل غزة وخارجها تعطل إتمام الصفقة. وكان من المقرر أن يجري وفد من الحركة زيارة إلى القاهرة مطلع الأسبوع الجاري، لكنها تأجلت لأيام بعد عدم توصلها إلى موقف موحد بشأن الصفقة التي تعمل عليها قوى إقليمية ودولية منذ أسابيع.
وبينت الصحيفة أن إسرائيل تنتظر رداً من «حماس» بشأن الصفقة المقترحة، من الممكن أن تقدمه الحركة للوسيط القطري الأحد.
وأشارت تقارير صحفية، إلى أن الحركة قد توافق على صفقة الأسرى مقابل وقف مؤقت، وليس دائماً، لإطلاق النار، مع تمسكها باختيار من سيطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية، والسماح لسكان غزة بالعودة إلى منازلهم في القطاع.
وذكرت «وول ستريت جورنال» وجود خلافات في الرأي بين السنوار وهنية، خاصة بعدما انقلب مسار القرارات المعتاد في التنظيم، حيث يقول السنوار، إنه مستعد لقبول عرض الهدنة الأولية لمدة 6 أسابيع، كما هو الحال مع كبار مسؤولي حماس الآخرين في غزة.
لكن قادة حماس في الخارج، بحسب التقرير، يطالبون إسرائيل بالمزيد من التنازلات، ويريدون التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.
ومن المرتقب أن يجري وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، جولة مكوكية للتوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن محتجزين في غزة، مقابل هدنة إنسانية مؤقتة تسمح بإيصال مستمر ومتزايد للمساعدات الإنسانية لمدنيين في غزة.
وقتل أكثر من 27 ألفاً من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي رداً على عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل فلسطينية. ودمر القتال القطاع الساحلي الصغير، في حين أدى الحصار الإسرائيلي إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية.