ما زلت الجهود الدبلوماسية تواصل مساعيها لإبرام هدنة ثانية طويلة في غزة، وبينما يستمر تخبط حكومة الحرب الإسرائيلية أعلنت حركة «حماس»، أمس، أنه لا توجد حتى الآن صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، فيما قالت أوساط سياسية إن إتمام هذه الصفقة ينتظر انتهاء جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التي يبدؤها اليوم في المنطقة.
وأعلن القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، أمس، أنه «حتى الآن لا توجد صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين»، مؤكداً أن الرد على المقترح الحالي حول صفقة الهدنة يستند إلى وقف الحرب وانسحاب إسرائيل». واعترف حمدان، في مؤتمر صحفي، قائلاً: «تسلّمنا مقترح الإطار العام الناتج عن مفاوضات باريس»، مضيفاً: «نتواصل مع شركائنا من الفصائل في غزة لنناقش المقترحات». وتابع: «منفتحون على أي مبادرات لوقف الحرب على قطاع غزة». يأتي ذلك، بينما أفادت مصادر أمريكية بأن هناك انقسامات بين كبار قادة «حماس» تمنع الحركة من التوقيع على مقترح وقف إطلاق النار.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مصادر، لم تسمها، أن الانقسامات، تمنع الحركة من التوقيع على مقترح وقف إطلاق النار في غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن قادة حماس في غزة ومن بينهم يحيى السنوار يؤيدون الهدنة المقترحة التي تمتد إلى ستة أسابيع.
وأضافت أن قادة حركة حماس في الخارج يضغطون للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وسيكون مقترح الهدنة هذا في قلب زيارة جديدة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة اعتباراً من اليوم الأحد تتخلّلها محطات في قطر، ومصر، وإسرائيل، والضفة الغربية المحتلة، والسعودية. وقالت مصادر أمريكية إن بلينكن سيدفع قُدماً بمقترح للإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة مقابل تعليق للهجوم الإسرائيلي على القطاع.
وصرّح بلينكن مساء أمس الأول الجمعة أنه يسعى خلال هذه الجولة إلى العمل على «سلام دائم في المنطقة، بما في ذلك أمن مستدام للإسرائيليين والفلسطينيين على حدّ سواء».
وستكون هذه المرة الخامسة التي يجري فيها بلينكن زيارة للمنطقة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.
بدوره، بدأ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، أمس السبت، جولة شرق أوسطية تستمر حتى الثلاثاء وتدور حول الآفاق السياسية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.
ومن شأن هذه الجولة التي ستشمل مصر، والأردن، وإسرائيل، والأراضي الفلسطينية، ولبنان أن تدفع قُدماً نحو «وقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن» و«فتح آفاق سياسية» استناداً إلى حلّ الدولتين، مع دولة فلسطينية قائمة إلى جانب إسرائيل، وفق ما قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان.
على صعيد آخر، قال نادي الأسير الفلسطيني إن عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية ارتفع إلى 6500 منذ 7 أكتوبر 2023، وذلك بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي 12 فلسطينياً خلال اقتحام محافظات عدة الليلة قبل الماضية. (وكالات)