واجه ملايين الأشخاص، أمس الاثنين، فيضانات ضخمة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية التي تضربها عاصفة شديدة هطلت خلالها أمطار قياسية مترافقة برياح عاتية أسفرت عن مقتل شخص على الأقل، في حين تسببت في إعلان حالة الطوارئ وانقطاع الكهرباء عن مئات آلاف الأشخاص في الولاية. بينما قال رئيس تشيلي جابرييل بوريك إن عدد قتلى حرائق الغابات المستعرة في وسط البلاد ارتفع إلى 122، فيما أتت النيران على أحياء كاملة، وأضاف أن البلاد تواجه «مأساة كبيرة جداً».
وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية من حدوث فيضانات «تشكّل تهديداً على الحياة» ناجمة عن «هطول أمطار غزيرة»، خصوصاً في الجزء الجنوبي من الولاية، مع وصول ما يسمى «النهر الجوي» إلى اليابسة من المحيط الهادئ. وقال حاكم الولاية الديمقراطي غافن نيوسوم «هذه عاصفة كبيرة لها تبعات قد تشكّل خطراً على الأرواح» معلناً حالة الطوارئ في ثمانٍ من مقاطعات الولاية البالغ عددها 58. ومن بين أكثر المناطق تأثراً بالعاصفة لوس أنجلوس وأورانج وريفرسايد وسان برناردينو وسان دييغو وسانتا باربرا.
وأفادت هيئة الأرصاد الجوية أنه يُتوقع هطول أمطار إضافية تتراوح ما بين 13 و20 سنتيمتراً حول منطقة لوس أنجلوس خلال الأيام المقبلة، ما يرفع كمية الأمطار الإجمالية التي هطلت خلال الساعات ال 48 الماضية إلى ما بين 20 و35 سنتيمتراً في بعض المناطق. وذكرت «ستصبح الظروف الجوية أكثر سوءاً وستتفاقم الفيضانات بسبب هطول هذه الأمطار الإضافية، ما يؤدي إلى استمرار تهديد الفيضانات الخطرة والتهديد بتدفق الحطام وانزلاقات التربة». وفي شمال كاليفورنيا، قُتل رجل عندما سقطت عليه شجرة في الفناء الخلفي لمنزله، وفقاً للشرطة في مدينة يوبا قرب ساكرامنتو.
وفي سياق متصل، يواصل رجال الإطفاء التشيلي، لليوم الثالث على التوالي، مكافحة عشرات الحرائق في وسط وجنوب البلاد. وأعلن مسؤول بوزارة الداخلية في تشيلي أن العدد المؤكد لضحايا حرائق الغابات ارتفع إلى 112 قتيلاً. وقال وكيل الوزارة مانويل مونسالفي في مؤتمر صحفي إن الطبيب الشرعي تسلّم «112 قتيلاً وتم التعرف إلى هوية 32 جثة»، مضيفاً أنه لا يزال هناك «40 حريقاً نشطاً». وكانت الحصيلة السابقة التي أعلنها الرئيس غابرييل بوريتش بلغت 64 قتيلاً، قائلاً: «هذا العدد سيرتفع، ونحن نعلم أنه سيزداد بشكل كبير». وأضاف بوريتش «إنها أكبر مأساة نشهدها منذ زلزال 2010»، في إشارة إلى الزلزال الذي بلغت قوته 8.8 درجة والذي أعقبه تسونامي في 27 شباط/فبراير 2010 ما تسبب في مصرع أكثر من 500 شخص. وقال رئيس بلدية منتجع فينيا ديل مار ماكارينا ريبامونتي، وحاكم منطقة فالبارايسو رودريغو مونداكا، إن مئات الأشخاص في عداد المفقودين. ويكافح عناصر الإطفاء بلا كلل لإخماد 34 حريقاً وتمكنوا من السيطرة على 43، بحسب الهيئة الوطنية للوقاية من الكوارث والاستجابة لها.
(وكالات)