أبدى محلل طبي قلقه بشأن عدم الإفصاح عن نوع السرطان الذي يعانيه تشارلز الثالث، ملك بريطانيا، مؤكداً أن ذلك يعمل على «تأجيج التكهنات والقلق بين الجمهور».
وبعد الإعلان عن غياب الملك تشارلز عن الحياة العامة لفترة غير محدّدة، بعد 17 شهراً فقط، من اعتلائه العرش بسبب المرض، أوضح المحلل الطبي لشبكة CNN، الدكتور جوناثان راينر، أنه لا بد من وجود المزيد من الشفافية حول الأمر.
وأضاف: «أعتقد أن هذا أمر ينذر بالسوء في الواقع، أثناء دخول الملك تشارلز للمرة الأولى إلى المستشفى بسبب تضخم البروستاتا الحميد، بذل القصر قصارى جهده لتذكير الجمهور بأنه ليس مصاباً بالسرطان، وأنه من المهم بالنسبة إليهم أن يعرفوا ذلك».
وتابع: «الآن بعدما أصبح هناك تشخيص مختلف، يبدو أن القصر متحفّظ جداً في تقديم أي تفاصيل على الإطلاق، ولا يؤدي ذلك إلا إلى تأجيج التكهنات، والقلق بين الناس، أعتقد أنه عندما تواجه الشخصيات العامة أمراضاً خطرة، مثل أمراض القلب والسرطان، فلا بد من إزالة وصمة العار عن تلك التشخيصات والتخفيف من وطأتها، ومجرد مصارحة الجمهور يساعد بشكل كبير».
وواصل جوناثان راينر في لقاء تلفزيوني: «أراد الملك استخدام الإجراء الأخير الذي خضع له، لحث الرجال على الصراحة أكثر بشأن خضوعهم للفحوصات. لذلك، مرة أخرى، أعتقد أنه عندما تتحدث عن تشخيصك ومعاناتك، فإنك تضفي طابعاً إنسانياً على نفسك، وتحفّز الناس أيضاً على أن يكونوا أكثر استباقية في ما يتعلق بصحتهم».
واختتم راينر حديثه قائلاً: «آمل أن يستخدم القصر هذه الفرصة ليكون أكثر شفافية، ومساعدة الجمهور البريطاني على فهم وضع ملكهم الآن بشكل أفضل».
وكان قصر باكينغهام أعلن مؤخراً، إصابة الملك تشارلز الثالث بمرض السرطان، من دون التطرق إلى نوعه، وتفاصيل حالته الصحية. وأصدر القصر بياناً أوضح خلاله أن الفحوص الطبية التي أجراها الملك عقب جراحة خضع لها مؤخراً، لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، كشفت عن أمر مثير للقلق، وهو وجود أحد أشكال السرطان.
وأكد القصر أن الملك تشارلز بدأ، أمس الأول الاثنين، جدولاً للعلاج المنتظم، حيث سيؤجل ارتباطاته العامة خلال تلك الفترة بناء على نصيحة الأطباء، مع مواصلته القيام بأعمال الدولة والمهام الرسمية المعتادة.
وأعرب تشارلز عن امتنانه لفريقه الطبي لتدخلهم السريع، والذي أصبح ممكناً بفضل الإجراء الذي خضع له في المستشفى مؤخراً، مؤكداً أنه يتعامل بإيجابية مع حالته، ويتطلع إلى العودة إلى الخدمة العامة في أقرب وقت.
وأشار البيان إلى أن الملك تشارلز الثالث اختار إعلان تشخيص حالته الصحية، لمنع التكهنات، وعلى أمل أن يساعد ذلك في الدعم العام لمرضى السرطان حول العالم.
يذكر أن ملك بريطانيا تشارلز الثالث، 75 عاماً، غادر المستشفى في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد قضاء 3 أيام خضع خلالها للعلاج من تضخم البروستاتا الحميد.