أسقط الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار عاجل بتخصيص أموال لحليف بشكل منفرد، فيما انضم رئيس الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ إلى رئيس مجلس النواب الجمهوري لنعي المشروع الذي قدمه الرئيس جو بايدن كحزمة واحدة لتخصيص أموال لأوكرانيا وإسرائيل وأمن الحدود والعون الإنساني، في حين أكد بايدن أن رفض مساعدة أوكرانيا يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
- رفض مشروع ديمقراطي
قال رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ بالكونغرس الأمريكي، تشاك شومر، إن المجلس سيصوت على مشروع قانون لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل، وتشديد إجراءات الرقابة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن التصويت سيتم على الرغم من أن الجمهوريين استبعدوا بالفعل الموافقة عليه. وأوضح بيان صادر عن مكتبه أن هذا تصويت إجرائي. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، فشل مشروع قانون مماثل في اجتياز تصويت إجرائي في مجلس الشيوخ. وأشار زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إلى أن مشروع القانون لن يوافق عليه الكونغرس ولن يصبح قانوناً، وقال في مؤتمر صحفي: «لقد أوضح لنا رئيس (مجلس النواب الأمريكي، الجمهوري مايك جونسون) أن هذا لن يصبح قانوناً أبداً».
ويتضمن مشروع قانون الميزانية المقدم في 4 فبراير/شباط،حزمةبقيمة 118 مليار دولار مساعدات أمنية،منها 14.1 مليار دولار لإسرائيل، و60.06 مليار دولار لأوكرانيا. وتخصيص 2.44 مليار دولار للقيادة المركزية الأمريكية، التي ستساعد الجيش الأمريكي في عملياته بالبحر الأحمر ضد الحوثيين في اليمن. وتخصيص 10 مليارات دولار للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية وأوكرانيا.
- رفض مشروع جمهوري
وكان مجلس النواب رفض في وقت متأخر ليل أول أمس الثلاثاء مشروع قانون تقدم به الجمهوريون يقضي بتقديم 17.6 مليار دولار لإسرائيل، في حين قال الديمقراطيون إنهم يريدون التصويت بدلاً من ذلك على مشروع قانون أشمل يقدم أيضاً المساعدة لأوكرانيا ولجهود التمويل الإنساني الدولي ويوفر تمويلاً جديداً لأمن الحدود. وصوَّت 250 نائباً لصالح مشروع القانون، ورفضه 180، لكن لم يتم إقراره نظراً لطرحه بموجب إجراء سريع يتطلب أغلبية الثلثين لإقراره. وجاء التصويت على أساس حزبي إلى حد كبير على الرغم من معارضة 14 نائباً جمهورياً لمشروع القانون وتأييد 46 نائباً ديمقراطياً له. وتحظى مبادرة تقديم المعونة لإسرائيل، وهي إحدى أكبر الدول المتلقية للمساعدات الخارجية الأمريكية، بدعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس. لكن العديد من المعارضين وصفوا مشروع قانون مجلس النواب بأنه حيلة سياسية من جانب الجمهوريين لصرف الانتباه عن معارضتهم لمشروع قانون مجلس الشيوخ الذي يتضمن تمويلاً قدره 118 مليار دولار، ويجمع بين إصلاح سياسة الهجرة الأمريكية وتوفير تمويل جديد لأمن الحدود وتقديم مليارات الدولارات من المساعدات الطارئة لأوكرانيا وإسرائيل وشركاء لواشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إن مشروع قانون مجلس الشيوخ «مات عند وصوله» إلى المجلس حتى قبل طرحه.
وقالت النائبة روزا ديلاورو وهي أكبر عضو ديمقراطي في لجنة المخصصات بمجلس النواب «هذا لا يحقق شيئاً ويؤخر وصول المساعدات إلى حلفائنا وتقديم الإغاثة الإنسانية»، وأضافت «حلفاؤنا يواجهون تهديدات وجودية وأصدقاؤنا وأعداؤنا في جميع أنحاء العالم يراقبون وينتظرون ليروا كيف سترد أمريكا».
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر من أن «الوقت ينفد» بالنسبة لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وحث الكونغرس على الموافقة بشكل عاجل على حزمة جديدة من المساعدات لكييف. وقال الرئيس الديمقراطي عن النص الذي قدمه إلى مجلس الشيوخ «إن دعم مشروع القانون هذا يعني مواجهة بوتين، ومعارضته تصب في مصلحة الرئيس الروسي».
ويؤكد الديمقراطيون أن النص المقترح هو «الأكثر تشدداً» منذ عقود في ما يتعلق بالهجرة.
لكن بحسب الجمهوريين اليمينيين لا يذهب بعيداً بما فيه الكفاية، منذ أن حشد الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفاؤه جهودهم لإلغاء هذا الإجراء، ونتيجة لذلك، اتهم بايدن خصمه الجمهوري الثلاثاء ب«استغلال» قضية الهجرة. وصرح بايدن خلال كلمة ألقاها من البيت الأبيض أن «ترامب يفضل استغلال هذه القضية بدلاً من حلها». (وكالات)