لاس فيغاس – (أ ف ب)
كادت لاس فيغاس الأمريكية تشهد شللاً في الأشهر الأخيرة، بسبب تهديد الآلاف من موظفي الكازينوهات بالإضراب، إذ لم تعد أجورهم تكفي في مواجهة ارتفاع الأسعار بالولايات المتحدة.
وفي خضم الحملة لإعادة انتخابه لولاية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر، يستخدم بايدن باستمرار ورقة التأثير النفسي بالإعلان أن الاقتصاد الأمريكي في حالة جيدة بفضل أدائه في البيت الأبيض.
مظاهرات
وتقول النادلة جينين مينرفيني لوكالة فرانس برس خلال تظاهرة أمام كازينو غولدن ناغيت في هذه المدينة غرب الولايات المتحدة إن «الاقتصاد في وضع مروع. التضخم أثر في الجميع».
وتوصلت نقابتها التي تمثل 60 ألف موظف في الفنادق إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة السبت، مع بعض الكازينوهات للحصول على زيادات في الرواتب. منذ أشهر، كانت النقابة تعيد التفاوض على الاتفاقيات الجماعية لكل فندق فخم تحت طائلة الإضراب.
ورغم هذا التقدم، فإن القاسم المشترك بين السقاة والنوادل والطهاة في لاس فيغاس يعكس استياء معمماً في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وباتت الفاتورة الباهظة في السوبرماركت أو السعر المرتفع لملء خزان السيارة بالوقود يثير غضب الأمريكيين.
وذلك بالرغم من المؤشرات الاقتصادية المواتية.
وفي عام 2022، تباطأ التضخم بشكل كبير في الأشهر الأخيرة ليقترب من هدف 2%، وهذا لا يعني أن الأسعار تراجعت. وتسجّل الولايات المتحدة نمواً مقبولاً (+3,1% في عام 2023).
واعتاد الرئيس الترويج لسياساته الاقتصادية، والجمعة، بينما تظاهر قطاع الفنادق في لاس فيغاس شدد في بيان على تأمينه 14,8 مليون وظيفة منذ توليه ولايته.
وأضاف أن «الاقتصاد الأمريكي هو الأقوى في العالم».
- «لا علاقة لنا بهذه الحروب»
يتناقض هذا الخطاب تماماً مع الشعور السائد في صفوف الأمريكيين، لا سيما في نيفادا، الولاية التي تقع فيها لاس فيغاس وتعتمد على الأوضاع المتقلبة للكازينوهات وتسجل أسوأ معدلات البطالة منذ سنوات.
يقول آندرو وينتلاند «كل شيء أصبح باهظ الثمن… تكلفة المعيشة والإيجارات والتأمين على السيارات، كل شيء! حتى الطعام».
لتأمين معيشة كريمة، اضطر موظف الكازينو هذا إلى إيجاد وظيفة ثانية.
ويقول الرجل الخمسيني الذي بات يعمل 16 ساعة يومياً «حاولت إجراء الكثير من التعديلات. من الصعب العيش كالفقراء».
ويشعر باستياء لصرف الحكومة أموال الضرائب التي يدفعها لتمويل المساعدات لأوكرانيا أو إسرائيل، وهما دولتان في حالة حرب تدعمهما الولايات المتحدة.
ويضيف «لا علاقة لنا بهذه الحروب. اهتموا بنا قبل الاهتمام بهم».
وهذا السخط هو الخطر الرئيسي الذي يواجه الرئيس في شوارع لاس فيغاس، لأن ولاية نيفادا هي إحدى الولايات الرئيسية القليلة التي ستقرر مستقبل البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي عام 2020 فاز جو بايدن على دونالد ترامب بفارق ضئيل بحصوله على 33 ألف صوت إضافي.
- «التصويت وفقاً للرواتب»
يقول بيتر غوزمن رئيس غرفة التجارة الإسبانية في نيفادا «يشعر الأفراد بالقلق عندما ينقصهم المال». ويضيف «سيصوتون على أساس أوضاعهم المعيشية».
إذا تحقق هذا التوقع، فعلى جو بايدن أن يقلق. وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة «إن بي سي نيوز» الاثنين، أن ثلث الناخبين الأمريكيين فقط يؤيدون سجله الاقتصادي.
ولا يُخفي العديد منهم عدم حماستهم لاحتمال حدوث مواجهة جديدة بين الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً والجمهوري دونالد ترامب البالغ من العمر 77 عاماً، لأنهما الأوفر حظاً في الانتخابات التمهيدية لحزبيهما.
لكن عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، للملياردير مكانة خاصة بين الناخبين المترددين.
وقالت لورا بولادو لوكالة فرانس برس «لا أحب ترامب. لكنني أدرك أن إلمامه بالاقتصاد عاد بفائدة كبيرة على البلاد».
وهي صاحبة شركة إعلانات في لاس فيغاس ولم تحسم قرارها بعد، لكنها تشعر بالقلق.
وتشير إلى أن «المزيد من الشركات تغلق أبوابها، لأنها عاجزة عن دفع الإيجار. قبل كل شيء أود أن أرى نتائج».