كثف الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، ضرباته على رفح، الأمر الذي ضاعف المخاوف على مصير أكثر من مليون فلسطيني تضيق بهم هذه المدينة جنوبي قطاع غزة، فيما يقول النازحون القادمون من مناطق مختلفة من القطاع إلى رفح، إنهم سيواجهون مصيرهم ولن يغادروا غزة، في وقت تؤكد فيه أوساط دبلوماسية أن إقدام إسرائيل على اجتياح المدينة المكتظة على الحدود المصرية، سيفجر أزمة مع مصر، بينما حذرت الولايات المتحدة من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح دون تخطيط أو بالقليل من التفكير ستكون «كارثة».
ومع دخول الحرب الإسرائيلية شهرها الخامس رسمياً في يومها ال125، أفاد شهود عيان ومصادر طبية باستهداف قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة، خصوصاً مدينة رفح. كما ارتكب الجيش الإسرائيلي 15 مجزرة خلال يوم واحد ذهب ضحيتها 130 قتيلاً فلسطينياً على الأقل، ليرتفع بذلك إجمالي عدد ضحايا الحرب إلى 27840 قتيلاً 67317 مصاباً، إضافة إلى آلاف المفقودين، فيما سحب الجيش الإسرائيلي فرقة و3 ألوية وكتيبة من معارك القطاع وكتيبة أخرى من خان يونس.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، أن مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة يتعرض لكارثة صحية وإنسانية نتيجة الحصار والاستهداف الإسرائيلي، مؤكدة أن 300 كادر طبي و450 جريحاً و10 آلاف نازح في مجمع ناصر الطبي يتعرضون للقتل والجوع.
وأشارت إلى النقص حاد في أدوية التخدير والعناية المركزة والمستلزمات الجراحية، إضافة إلى توقف المولدات الكهربائية خلال أقل من 48 ساعة نتيجة نقص الوقود، ما أدى إلى فصل الكهرباء عن أجزاء من المستشفى لساعات عدة نتيجة نقص الوقود، مضيفة أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع حركة سيارات الإسعاف، ويعيق وصول الجرحى والمرضى لمستشفى مجمع ناصر الطبي.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من استمرار تعرض مجمع ناصر الطبي لكارثة نتيجة تكدس النفايات الطبية وغير الطبية في الأقسام والساحات، حيث منع الاحتلال خروجها.
في الأثناء، اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس الخميس، أن تدمير المباني بشكل ممنهج والذي يؤكد خبراء ومنظمات حقوقية أن إسرائيل تقوم به في قطاع غزة بغرض إقامة منطقة عازلة، غير قانوني ويرقى إلى «جريمة حرب».
وأوضح بوب كيتشن من منظمة «انترناشونال ريسكيو كوميتي» غير الحكومية أنه إذا واجهت رفح المصير نفسه لمدينتي غزة (شمال) وخان يونس (جنوب) اللتين تعرضتا لقصف كثيف منذ السابع من أكتوبر، فإن وكالات المساعدة قد لا تكون قادرة على تلبية الحاجات الأساسية للسكان.
وقال: «إذا لم يقتل المدنيون في المعارك، فإن الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين مهددون بالموت جوعاً أو مرضاً».
وعبّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الخميس، عن «القلق الشديد» إزاء التقارير الواردة عن قصف إسرائيلي مكثف على رفح.
وأضاف غيبريسوس، في تصريح على منصة «إكس»، أن نصف سكان القطاع نزحوا إلى رفح طلباً للسلامة، مشيراً إلى أن المستشفيات الستة في المنطقة «مكتظة للغاية». وقال إن هؤلاء النازحين ليس أمامهم مكان آخر يلوذون به، داعياً إلى الوقف الفوري لإطلاق النار.
وذكرت هيئة البث الرسمية «كان» أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حصل على تعهد خلال اجتماعاته في تل أبيب بأن إسرائيل ستتجنب إثارة غضب مصر بأي نشاط عسكري في منطقة رفح أو منطقة محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
بدوره، ردد مارتن غريفيث، كبير مسؤولي المساعدات في الأمم المتحدة، مخاوف دولية واسعة النطاق بشأن المزيد من تصعيد الصراع.
وقال غريفيث عبر موقع «إكس»: «بينما تتوغل الحرب في رفح، فإنني أشعر بقلق بالغ بشأن سلامة ورفاهية العائلات التي تحملت ما لا يمكن تصوره بحثاً عن الأمان»، حسبما جاء في بيان نشر على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.
ومع ذلك، أفاد الجيش الإسرائيلي، أمس، بأنه ينفذ عمليات شمالي القطاع المدمر وجنوبه، متكبداً مزيداً من الخسائر، فيما كشف صحفي إسرائيلي أن عدد الإصابات في صفوف الجيش منذ بدء الحرب وصل إلى 13 ألفاً، بينما يقول موقع الجيش الإسرائيلي إن هناك 3500 جريح.
وكانت منظمة معاقي الجيش الإسرائيلي كشفت عن أن عدد جرحى الجيش نتيجة الحرب الحالية، قد يصل إلى 20 ألفاً «إذا أدرجنا مصابي اضطراب ما بعد الصدمة». (وكالات)