شهدت مدينة غريان الليبية، صباح أمس السبت، هدوءاً حذراً وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات وتصاعد التوتر، عقب مواجهات ليلية بين قوة جهاز دعم الاستقرار، وجهاز مكافحة الإرهاب، التابعين لحكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة في طرابلس، أثارت هلع المواطنين، فيما أكد عضو المجلس الأعلى للدولة، علي السويح، أن بعض الدول تعرقل إجراء انتخابات في البلاد «لأنها لا تضمن تنصيب أشخاص موالين لها»، في حين ناقش رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، «دعم فرنسا لعمل اللجنة المالية العليا»، وضمان إجراء الانتخابات الليبية، في حين أعلن جهاز البحث الجنائي ضبط تشكيل عصابي مكون من رجال ونساء يمتهنون خطف المهاجرين غير الشرعيين واحتجازهم في زنزانات لطلب الفدية المالية من ذويهم.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة اشتباكات استُعملت خلالها قنابل يدوية وقذائف صاروخية من الجانبين، كما سُمعت على نطاق واسع أصوات إطلاق الرصاص.
وحسب مصادر محلية، تشهد غريان توتراً وانتشاراً لسيارات مسلحة، على خلفية مداهمة قامت بها عناصر جهاز الدعم والاستقرار، برئاسة عبد الغني الككلي، لمقر مكافحة الإرهاب برئاسة مختار الجحاوي.
بحسب المصادر، فإن المقر الذي شهد الاشتباكات يبعد نحو (10 كم عن وسط غريان)، وتمت مصادرة الأسلحة والسيارات الموجودة في مقر مكافحة الإرهاب، ولم تسجل الاشتباكات سقوط قتلى أو جرحى حتى الآن.
وقالت مصادر محلية إن المدينة تشهد هدوءاً حذراً، تزامناً مع انتشار سيارات وآليات مسلحة للدعم والاستقرار، وسط وفي مداخل ومخارج غريان.
وأفاد المصدر بخروج رتل تابع لقوة المكافحة باتجاه غريان، فيما انتشرت قوة من الاستقرار واللواء 555 في مناطق واسعة، من بينها منطقة الهيرة، كما خرجت قوة من أبو سليم لدعمها، والتي تُسمع فيها أصوات الرصاص.
من جهة أخرى، أكد عضو المجلس الأعلى للدولة، علي السويح، أن بعض الدول تعرقل إجراء انتخابات في البلاد «لأنها لا تضمن تنصيب أشخاص موالين لها».
وقال السويح، في تصريحات صحفية، إن هناك تقارباً الآن بين مجلسي الدولة والنواب. وكثير من القوى الاجتماعية والسياسية والشعبية، التي تنادي بإيجاد حل الآن، تشعر بالخطر بأن ليبيا متجهة إلى مستنقع. وأضاف السويح موضحاً: «هناك جدية من كثير من الأطراف لإيجاد حل قريب، واقتراح حكومة جديدة للإشراف على الانتخابات… لكن الحاجز الذي يقف أمام إجراء الانتخابات، هو أن هناك كثيراً من أصحاب المناصب يحافظون على الوضع الحالي للاستفادة منه، وللخوف من المجهول بسبب عدم الثقة في المستقبل، والبعض يخاف من عملية الملاحقة القانونية، والبعض الآخر يسعى للمحافظة على المكاسب، ولا ننسى أن بعض الدول تريد أن تنصّب أشخاصاً يكون ولاؤهم لها، وبالتالي تعرقل حدوث أي تقارب». (وكالات)