غزة – أ ف ب
أعلنت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّها تمكّنت من تحرير رهينتَين خلال عمليّة في رفح ليل الأحد الاثنين، كان مقاتلو حماس قد خطفوهما في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة الاثنين، أن العملية أدت إلى سقوط «نحو مئة قتيل».
وفي بيان أشارت الوزارة إلى سقوط «نحو مئة قتيل غالبيتهم من الأطفال والنساء» في الهجوم الليلي للقوات الإسرائيلية على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر.
وقالت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيلية في بيان: إنّه «خلال عمليّة ليليّة في رفح نفّذها بشكل مشترك كلّ من الجيش والشين بيت (الأمن الداخلي) والشرطة الإسرائيليّة، تمّت استعادة الرهينتين فرناندو سيمون مارمان (60 عاماً) ولويس هار (70 عاماً) اللذين خطفتهما منظّمة حماس في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر من كيبوتس نير يتسحاق».
وأضاف البيان «كلاهما في حال صحية جيدة، وقد نُقلا لإجراء فحص طبّي في مستشفى شيبا تل هشومير».
ويحمل الرهينتان الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية، وفي منشور على موقع إكس، أعرب مكتب الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي عن «امتنانه» للجيش الإسرائيلي لتحرير الرهائن.
وحذّرت حماس الأحد، من أنّ عمليّة عسكريّة إسرائيليّة في رفح في أقصى جنوب غزّة حيث لجأ مئات آلاف المدنيّين، ستُقوّض احتمال إطلاق الرهائن المُحتجزين في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتُشكّل رفح، الواقعة عند حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيّين الفارّين من القصف الإسرائيلي المستمرّ في أماكن أخرى من قطاع غزّة في إطار حرب إسرائيل المستمرّة منذ أربعة أشهر ضدّ حماس.
لكنّ الغارات الليليّة على رفح لا يبدو أنّها تُمثّل بداية الهجوم الذي أثار قلق المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل.
وطالت الغارات الليليّة 14 منزلًا وثلاثة مساجد في مناطق مختلفة برفح، حسب حكومة غزة، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه «نفّذ سلسلة غارات ضدّ أهداف في جنوب قطاع غزّة»، مضيفاً أنّ الغارات قد انتهت.
وتسبّبت هذه الغارات التي كانت أكثر كثافة ممّا كانت عليه خلال الأيّام الأخيرة، في تصاعد سحب من الدخان، حسب صحفيّين في وكالة فرانس برس وشهود عيان.
وحضّ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على عدم شنّ عمليّة عسكريّة برية في رفح «من دون خطّة موثوقة وقابلة للتنفيذ» لحماية المدنيّين، في حين تُحذّر دول عدّة من «كارثة إنسانيّة» إذا شُنّ الهجوم على المدينة المكتظّة.
وتعهّد نتانياهو توفير «ممر آمن» للمدنيّين قبل شنّ عمليّة عسكريّة في رفح، وسط تحذيرات دولية من «كارثة إنسانيّة» في حال شنّ هجوم على المدينة.
وحذّر مصدر قيادي في حماس الأحد، إسرائيل من أنّ أي عمليّة عسكريّة ستؤدّي إلى «نسف مفاوضات» تبادل الرهائن الإسرائيليّين والمعتقلين الفلسطينيّين.
ويحتشد 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان القطاع المحاصر، في رفح، وهم في غالبيّتهم العظمى فرّوا من العنف في شمال القطاع ووسطه عقب اندلاع الحرب قبل أكثر من أربعة أشهر.
وبعدما أمر الجيش بالإعداد لهجوم على المدينة، قال نتانياهو في مقابلة مع قناة «إيه بي سي نيوز» إنّ «النصر في متناول اليَد، سنفعل ذلك، سنُسيطر على آخر كتائب حماس في رفح وهي المعقل الأخير للحركة».
وأضاف «سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكّان المدنيّين حتّى يتمكّنوا من المغادرة، نحن نعمل على وضع خطّة مفصّلة لتحقيق ذلك»، متحدّثاً عن وجود مناطق في شمال رفح «طُهّرت ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين».
ولدى تفقّده مساء قاعدة عسكريّة في جنوب البلاد، قال نتانياهو إنّه يريد أن يكون قطاع غزّة «منزوع السلاح»، موضحاً «يقتضي هذا الأمر بسط سيطرتنا، على صعيد الأمن على كامل المنطقة الواقعة غربي الأردن، بما في ذلك قطاع غزّة».
«لا مكان يذهبون إليه»
وقالت فرح محمد (39 عاماً) النازحة مع أطفالها الخمسة من مدينة غزّة في شمال القطاع والتي لم تتمكّن من التواصل مع زوجها منذ شهر، «لا أعرف أين نذهب، كما أنّ الطريق خطير والموت في كلّ مكان».
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنّه «في ظلّ الظروف الحاليّة» فإنّ واشنطن «لا تستطيع دعم عمليّة عسكريّة في رفح بسبب الكثافة السكّانية».
وأضاف أنّ السكّان المدنيّين «ليس لديهم مكان يذهبون إليه».
وأثار التلويح بعمليّة عسكريّة وشيكة في رفح، قلق بعض الإسرائيليين من تأثير ذلك في الرهائن المحتجزين في القطاع.