انتقد بعض أعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي رفيقهم الرئيس السابق دونالد ترامب، بعد قوله إنه لا يريد حماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي من أي هجوم مستقبلي قد تشنه روسيا، إذا لم تنفق بالقدر الكافي في الحلف الدفاعي، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن سخطه، وقال إن تصريحات ترامب «متهورة»، وإن الناتو لا يمكن أن يكون حلفاً عند الطلب.
انتقاد الرفاق
قال كريس كريستي المرشح الجمهوري السابق للرئاسة الأمريكية لشبكة (إن.بي.سي): «لهذا السبب كنت أقول منذ فترة طويلة إنه (ترامب) غير لائق ليصبح رئيساً للولايات المتحدة».
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وهو حليف وثيق لترامب، لرويترز، إنه لا يتفق مع «الطريقة التي قال بها (ترامب) الأمر»،
وأضاف: «روسيا لم تغزُ أحداً عندما كان رئيساً، وإذا أصبح رئيساً مرة أخرى فلن يفعلوا ذلك».
وقالت حاكمة كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي: «آخر شيء نريد القيام به على الإطلاق هو الوقوف إلى جانب روسيا». وخلال تجمع سياسي يوم السبت في كارولينا الجنوبية، شكا ترامب من تقصير بعض دول حلف شمال الأطلسي في الإنفاق، وتحدث عن نقاش أجراه في السابق مع رئيس «دولة كبيرة» حول أي هجوم قد تشنه روسيا على مثل هذه الدول. وذكر أنه قال لرئيس هذه الدولة: «لا، لن أحميك. في الواقع، سأشجعهم على فعل ما يريدون. عليك أن تدفع». ولم يذكر اسم الدولة ولا رئيسها. ويشكل عدم التزام العديد من دول حلف الناتو بهدف جعل الإنفاق الدفاعي عند اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مصدراً للتوتر منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة، جوهر القوة العسكرية للحلف. وتظهر التقديرات أن 11 دولة فقط من بين الأعضاء هي التي تنفق بالمستوى المستهدف.
«حسب الطلب»
أكد مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الاثنين، أن حلف شمال الأطلسي «لا يمكن أن يكون حلفاً حسب الطلب»، بعدما قلل دونالد ترامب، من أهمية التزامه بالناتو في حال أعيد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
وقال بوريل: «بكل جديّة، لا يمكن للناتو أن يكون حلفاً عسكرياً حسب الطلب. لا يمكن أن يكون حلفاً عسكرياً يعتمد على مزاج رئيس الولايات المتحدة» كل يوم. وتابع، «إما أن يكون موجوداً أو لا»، مضيفاً أنه لن يواصل التعليق على «أي فكرة حمقاء» تصدر عن حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
«متهورة»
وصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، تصريحات ترامب بأنها «متهورة». وقال ميشال على موقع «إكس»: «لقد دعم التحالف الأطلسي أمن وازدهار الأمريكيين والكنديين والأوروبيين منذ 75 عاماً». وأضاف أن «التصريحات المتهورة بشأن أمن الناتو والتضامن بموجب المادة الخامسة لا تخدم سوى مصالح بوتين»، و«لا تحقق المزيد من الأمن والسلام للعالم». واعتبر أنها «على العكس من ذلك، تؤكد من جديد ضرورة أن يطور الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل استقلاله الاستراتيجي، وأن يستثمر في الدفاع عنه».
وبموجب المادة الخامسة من معاهدة تأسيس الحلف، فإنّ أيّ هجوم على أيّ من دوله الأعضاء يعدّ هجوماً على الحلف بأسره ويستدعي ردّ فعل مشتركاً منه.(وكالات)