توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأربعاء، بعملية «قوية» في رفح «بعد» السماح للسكان المدنيين بمغادرة المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة المحاصر، فيما يخشى الفلسطينيون المكدسون في آخر ملجأ لهم في القطاع من أن إسرائيل ستشن قريباً هجوماً تخطط له منذ فترة. وبالتوازي مع تعاظم هذا الهاجس، لم يتوقف القصف الإسرائيلي على أنحاء غزة، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا.
وقال نتنياهو في رسالة بالعبرية على حسابه الرسمي على تطبيق تلغرام «سنقاتل حتى النصر الكامل، ما يتضمن تحركاً قوياً في رفح، بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال».
وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، في اتصال هاتفي مع نتانياهو، على «معارضة فرنسا الصارمة لشنّ هجوم إسرائيلي على رفح، والذي لن يؤدي سوى إلى كارثة إنسانية ذات حجم غير مسبوق، كما يحصل في كلّ تهجير قسري للسكان، الأمر الذي سيشكّل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي ويزيد من خطر حصول تصعيد إقليمي»، حسبما ورد في بيان نشره قصر الإليزيه.
وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة «وقف» العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المحاصر لأن «الحصيلة البشرية والوضع الإنساني» باتا «لا يُحتملان».
واتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمس، نتنياهو بأنه لا يكترث إلا لبقائه السياسي، في وقت تبدو فيه محاولات إنهاء الصراع في غزة غير حاسمة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، ارتفاع عدد الضحايا في القطاع إلى 28576 فلسطينياً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء القوات الإسرائيلية هجماتها في غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وقالت الوزارة إن 103 أشخاص قُتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينما بلغ عدد المصابين منذ بدء الحرب 68291 جريحاً.
في الأثناء، استمر القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين. واستهداف القوات الإسرائيلية مستشفى المعمداني بمدينة غزة بصاروخ استطلاع، كما شنت الطائرات الإسرائيلية 3 غارات على المناطق الغربية، شمال غزة.
وأفادت وكالة «وفا» الفلسطينية بمقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي، استهدف منزلين غرب مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. كما قتل 6 فلسطينيين، وأصيب 5 آخرون، إثر قصف الطائرات الإسرائيلية منزلاً آخر قرب دوار أبو صَرار، غرب المخيم.
وفي السياق، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن محيط مستشفى الأمل التابع لها في مدينة خان يونس، شهد قصفاً عنيفاً، ما أدى إلى أضرار كبيرة في المبنى. كما نسف الجيش الإسرائيلي مربعاً سكنياً في حي الأمل غرب خان يونس، ودمر منزلاً لعائلة أبو سنيمة، شرق رفح، جنوب قطاع غزة، وشن غارتين على محيط منطقة التوام شمال غرب القطاع.
إلى ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، من أن شن هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح سيتسبب ب«كارثة لا يمكن تصورها»، ويزج بالنظام الصحي في القطاع ليقترب أكثر من حافة الهاوية.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، إن «العمليات العسكرية في هذه المنطقة، هذه المنطقة المكتظة، ستكون بالطبع كارثة لا يمكن تصورها… بل وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال».
وقالت الأمم المتحدة إن أي هجوم إسرائيلي في رفح يمكن أن «يؤدي إلى مذبحة».
وقال بيبركورن «سيؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة العبء على نظام صحي مثقل تماماً… ويزيد من عبء الصدمات وسيزج بالنظام الصحي ليقترب أكثر من حافة الهاوية». كما أشار إلى أن قدرة منظمة الصحة العالمية على توزيع المساعدات الطبية على غزة محدودة بسبب رفض العديد من طلباتها لتوصيل الإمدادات. وقال إن 40 في المئة فقط من بعثات منظمة الصحة العالمية إلى شمال غزة حصلت على الموافقات، اعتباراً من نوفمبر، وإن هذا المعدل انخفض بشكل ملحوظ منذ يناير. (وكالات)