تخلّت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم، الأربعاء، عن صفقة استثمارية ضخمة بقيمة نحو 1.1 مليار دولار مقابل نسبة من عوائد البث التليفزيوني، وذلك بعد احتجاجاتٍ واسعةٍ من جماهير الأندية التي اعتبرت القرار “نجاحا” للمشجعين.
وقال المتحدث باسم هيئة رئاسة الرابطة هانز-يواكيم فاتسكه في بيان “نظراً للتطورات الراهنة، لم يعد من الممكن استمرار العملية بنجاح”.
وألقت الجماهير كرات المضرب وشوكولاته على شكل عملات معدنية إلى أرض الملعب، بالإضافة إلى ربط أقفال دراجات بقائمي المرمى، كما إدخال سيارات لعب إلى أرض الملعب للإشارة إلى معارضتهم للصفقة.
وتسببت هذه الاحتجاجات بتوقّف العديد من مباريات الدرجتين الأولى والثانية في الأسابيع الماضية مما أدى إلى إضافة دقائق كثيرة من الوقت بدل الضائع، ودفع الحكّام إلى التهديد بإلغاء المباريات.
وصوّتت الأندية الألمانية في ديسمبر الماضي على مشروع تمت الموافقة عليه بأغلبية الثلثين في اجتماع عام لرابطة الدوري، ينص على دخول مستثمر إلى كرة القدم الألمانية الاحترافية، بهدف خطة لـ”تأمين نجاح مستمر وطويل الأمد”.
وكان الدوري سيحصل على استثمار فوري، قيل إنه قريب من 1.1 مليار دولار، مقابل 8 بالمئة من عائدات النقل التفلزيوني مستقبلاً، وذلك لمساعدة السوق والترويج للدوري عالمياً.
وعلى الرغم من الحضور الجماهيري الكبير في الملاعب والصفقة التلفزيونية المحلية المربحة، يبقى الاهتمام الدولي بالـ”بوندسليغا” أقل من نظيريه في الدوري الإنكليزي أو الإسباني.
لكن الروابط الجماهيرية للأندية القوية في ألمانيا قالت إن عملية الاستثمار تفتقر إلى الشفافية وتجاهلت رغبات المشجعين.
وتتميّز كرة القدم الألمانية بقانون “50+1” الذي ينصّ على إلزام الأندية بأن ملكيتها لأعضاء النادي ومنع المستثمرين التجاريين من امتلاك نصف أسهم النادي أو أكثر.
وتحظى هذه القاعدة بشعبية كبيرة بين الجماهير الألمانية التي يعتبر بعضها أنها أهم من النجاح على أرض الملعب.
وقال فاتسكه إن كرة القدم الألمانية كانت تخضع للاختبار من قبل المحتّجين “حتى لو كانت الأغلبية تؤيّد ضرورة الشراكة الاستراتيجية”.
وأضاف إنه في ظل هذه الظروف، فإنه “لا يُمكن ضمان” إكمال هذه الصفقة، مشيراً إلى أن قرار التخلي عن الصفقة اتُّخذ بالإجماع.
وسبق أن فشل اقتراح مماثل هدف إلى بيع نسبة أعلى من عائدات النقل التلفزيوني مقابل رسوم أكبر بعد عرضه على التصويت في مايو الماضي.