الخرطوم: عماد حسن، وكالات
مع استمرار القتال في الخرطوم ومدن سودانية أخرى، ترتفع صيحات طلب الاستغاثة بسبب الجوع في مخيمات النازحين، وسط تحذيرات المنظمات الإنسانية الدولية من وضع غذائي كارثي، في وقت حذر فيه برنامج الأغذية العالمي من أن السودان يعاني سوء التغذية، وأن أقل من 5% من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم، كثاني أسوأ تصنيف عالمي لحالات الطوارئ بعد المجاعة.
وقالت مصادر سودانية إن حولي 800 ألف نازح بمخيمات ولاية جنوب دارفور يحاصرهم خطر الجوع وسوء التغذية الحاد وهم مهددون بالموت فعلياً، في وقت لا يوجد بريق أمل لوصول أي مساعدات إنسانية في القريب العاجل، جراء المواجهات العسكرية المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكشفت المصادر أن معظم حالات الوفاة وسط الأطفال والنساء الحوامل خاصة في مخيم كلمة، ناتجة عن سوء التغذية والأمراض المتعلقة بنقص الغذاء. ولفت مصدر إغاثي إلى أن المخيمات في حاجة ماسة لغذاء الطوارئ الخاص بالأطفال دون سن الخامسة من أي وقت مضى.
في الأثناء، بحث حاكم إقليم دارفور المكلف ووزير الصحة والرعاية الاجتماعية بابكر حمدين، أمس الأول، مع رئيسة بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» البلجيكية جين استول، الوضع الإنساني والصحي في الإقليم ومسارات توصيل وتنظيم دخول الإغاثة إلى الإقليم، في ظل هذه الحرب، كما ناقش ضعف استجابة المنظمات الدولية للوضع الإنساني في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
ووعد الحاكم المكلف بتذليل كافة العقبات التي تواجه عمل المنظمة وناشد المنظمة بضرورة العمل على استقطاب الدعم وحشد المنظمات الدولية لتقديم الدعم إلى ولايات دارفور بالتنسيق مع حكومة الإقليم وصولاً إلى دارفور.
في الأثناء، قال مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، إيدي رو، أمس الخميس، إنه يوجد حاليا أقل من 5% من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم. وتشير تقارير في الخصوص إلى أن قرابة خمسة ملايين على شفا الكارثة، وهو ما يعتبر ثاني أسوأ تصنيف يعتمده برنامج الأغذية العالمي لحالات الطوارئ بعد تصنيف المجاعة، نتيجة لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية والنقص الحاد في التمويل.
بدوره، قال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا مايكل دانفورد، إن هناك مشكلة كبيرة في «توافر البيانات للتأكيد بطريقة أو بأخرى ما إذا كان قد تم بلوغ الحدود (المطلوبة لإعلان المجاعة)». وقال إن برنامج الأغذية العالمي قادر فقط على الوصول إلى 10% من المحتاجين إلى مساعدات في السودان إذ «هناك مساحات كبيرة من البلاد لا يمكننا ببساطة الوصول إليها».
من جهتها، قالت ألمانيا إن العودة إلى طاولة المفاوضات بين طرفي الصراع في السودان مهمة حتى لا ينزلق السودان إلى الهاوية. وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دينيس كوميتات، أن السودان كان على جدول أعمال المناقشات التي جرت في مؤتمر ميونيخ للأمن مؤخراً. وأضاف أن وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أشارت إلى أنه من أجل زيادة الضغط السياسي، قمنا في الاتحاد الأوروبي بأولى عمليات الإدراج على القوائم في إطار نظام العقوبات. وأكد أن السودان لن يجد سلاماً طويل الأمد إلا مع حكومة مدنية وشرعية ديمقراطية.