واصلت مؤشرات وول ستريت الرئيسية في تحقيق المكاسب التاريخية، مدفوعة بحمى الذكاء الاصطناعي التي تجتاح السوق منذ تقرير أرباح إنفيديا التاريخي، والتي دفعت القيمة السوقية للشركة فوق تريليوني دولار.
وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها إنفيديا لهذا الإنجاز الذي جاء بعد توقعات بزيادة عوائد الشركة المصممة للرقائق مما أدى إلى رفع قيمتها السوقية 277 مليار دولار الخميس في أكبر مكسب يتحقق في يوم واحد في وول ستريت على الإطلاق.
وقال أنتوني ساجليمبيني، كبير استراتيجيي السوق في Ameriprise: “إن إنفيديا هي إحدى الشركات الرئيسية، إن لم تكن الشركة الأولى، التي دفعت مؤشري ناسداك وS&P 500 إلى الارتفاع”.
ورغم أن المستثمرين تراجعوا عن توقعاتهم بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تكون بمثابة رياح معاكسة للأسواق، لكن أداء شركة إنفيديا وغيرها من شركات التكنولوجيا الكبرى دفع مخاوف بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الوراء، بحسب ساجليمبيني، الذي قال إن “التركيز منصب بشكل كبير في الوقت الحالي على شركات التكنولوجيا الكبرى، وخاصة على إنفيديا … يبدو أن الأسواق قد تجاوزت توقيت خفض الفائدة”.
الرقائق.. اقتصاد الذهب
دفع الصعود السريع لسهم إنفيديا العام الماضي المحللين إلى تشبيهها بمزودي المعاول والمجارف في فترة الاندفاع على الذهب في القرن التاسع عشر بعد أن استخدم رقائقها كل الضالعين في الذكاء الاصطناعي التوليدي تقريبا بدءا من شركة أوبن إيه.آي مبتكرة برنامج تشات جي.بي.تي وصولا إلى غوغل.
وساعد هذا إنفيديا على القفز بالقيمة السوقية من تريليون دولار إلى تريليوني دولار في نحو ثمانية شهور فحسب، في أسرع قفزة بين الشركات الأميركية وفي أقل من نصف الوقت الذي استغرقه عملاقا التكنولوجيا آبل ومايكروسوفت.
في غضون ذلك، ارتفع مؤشر S&P 500 ومؤشر داو جونز الصناعي إلى مستويات غير مسبوقة مرة جديدة عند الإغلاق الجمعة، بينما اقترب مؤشر ناسداك 100، الذي تركز عليه شركات التكنولوجيا، من أعلى مستوى له على الإطلاق.
الأداء الأسبوعي
أظهرت بيانات السوق لمستويات الإغلاق أن المؤشر داو جونز الصناعي صعد 60.58 نقطة بما يعادل 0.16 بالمئة إلى 39129.69 نقطة، وأغلق المؤشر ستاندرد اند بورز 500 مرتفعا 2.28 نقطة أو 0.03 بالمئة إلى 5088.78 نقطة، بينما خسر المؤشر ناسداك المجمع 44.80 نقطة أو 0.28 بالمئة ليسجل 15996.82 نقطة.
وعلى مدار الأسبوع، سجلت مؤشرات وول ستريت الثلاثة مكاسب أسبوعية، حيث زاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.6 بالمئة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 1.4 بالمئة هذا الأسبوع. وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 1.3 بالمئة خلال الأسبوع الماضي.
في حديث خاص لسكاي نيوز عربية، أكد المحلل المالي وعضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد CISI في الإمارات وضاح الطه، أن هناك سببين أنتجا هذا الارتفاع الكبير في القيم السوقية لشركات التكنولوجيا:
- أولا زخم الذكاء الإصطناعي
- ثانيا الإقبال الكبير على الرقائق الإلكترونية في السنوات الأخيرة.
“هناك قبول بين المستثمرين أن يتجاوز “مكرر الربحية” المعدل المقبول وخاصة لقطاع التكنولوجيا الأميركي، فعلى سبيل المثال “في نهاية التسعينات مايكروسوفت وصل مكرر الربحية إلى 78 مرة وتجاوز الـ 90 مرة”، بحسب الطه.
يذكر أن مكرر الربحية هو عبارة عن ناتج قسمة سعر السهم على ربحية السهم. وهو يرشدك بشكل رئيسي بقيمة ما ستدفعه مقابل كل دولار من أرباح الشركة. بمعنى إذا كانت قيمة مكرر الربحية لدى الشركة “س” تساوي 20 مرة، فهذا يشير إلى أنك ستدفع 20 دولارا عن كل واحد دولار تحققه الشركة كأرباح.
والمتعارف عليه أو الشائع بين المستثمرين هو أنه كلما قلت قيمة مكرر الربحية كان ذلك أفضل، وذلك لأننا نرغب في الحصول على أكبر قدر ممكن من الأرباح مقابل كل دولار نستثمره، وهكذا يصبح مكرر الربحية المنخفض أكثر جاذبية من المرتفع.
هل سيتوقف المستثمرون عن هذا الزخم في التداول؟
من جانبه، يحذر تشارلي ريبلي، كبير استراتيجيي الاستثمار في إدارة الاستثمار بـ “أليانز”، قائلا: “السؤال الآن هو هل سيتوقف المستثمرون عن هذا الزخم الحماسي؟ لقد ارتقى السوق بسرعة كبيرة، وقد لا يكون من المنطقي الانضمام أو ملاحقة هذا النوع من الزخم”.
وأضاف لشبكة CNBC قائلا: “من الواضح أننا لم نشهد نفس الزخم في أسهم التكنولوجيا… أعتقد أن هذا يمثل بعض المخاطر”.
من جانبه، قال المدير العالمي لقسم الابحاث والتعليم لدى “CFI DUBAI” جروج خوري لـ سكاي نيوز عربية، إنه طالما أن أرقام شركات التنكنولوجيا جيدة والمؤشرات الاقتصادية إيجابية ومعدلات التضخم تحت السيطرة ستظل هذه الشركات في صعود متواصل، محذرا من أن هذا الصعود مقلق ومخيف إلى حد ما.
في ختام جلسة الجمعة، قفز سهم بلوك بنسبة 16.1 بالمئة، بعد أن تجاوزت إيرادات الربع الرابع تقديرات وول ستريت. ارتفع سهم كارفانا بنسبة 32.1 بالمئة بعد أن صرحت شركة تجارة السيارات المستعملة بأنها تتوقع نمو وحدات التجزئة في عام 2024.
يذكر أن في جلسة الخميس، شهد مؤشر S&P 500 أفضل يوم له منذ يناير 2023، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3 بالمئة تقريبًا ليحقق أفضل أداء له منذ فبراير 2023. وارتفع مؤشر داو المكون من 30 سهماً بنحو 1.2 بالمئة.