أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين، خطوات جديدة لدعم أوكرانيا في معركتها ضد الحرب الروسية، قائلاً: «إنه ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية، لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إنزال الهزيمة بموسكو».
وفي حديث له في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا، ضم أكثر من عشرين من القادة الأوروبيين، رسم ماكرون صورة قاتمة لروسيا، فقال: «إن مواقفها «تتشدد» في الداخل وفي ساحة المعركة».
وقال: «نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا»، مضيفاً أن روسيا تبدي «موقفاً أكثر عدوانية ليس فقط في أوكرانيا بل بشكل عام».
وأشار إلى أنه رغم عدم وجود «إجماع» بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا، فإنه «لا ينبغي استبعاد أي شيء، سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب».
ورفض ماكرون الإدلاء بالمزيد حول موقف فرنسا من إرسال قوات، مشيراً إلى الحاجة لـ «الغموض الاستراتيجي»، لكنه قال: إن هذا الموضوع طُرح «من ضمن خيارات».
ونقل عن رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو قوله: «إن بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يدرسون هذا الخيار».
وقال ماكرون: «كثير من الناس الذين يقولون: لا أبداً، اليوم هم الأشخاص نفسهم الذين قالوا: لا للدبابات ولا للطائرات ولا للصواريخ طويلة المدى، أبداً قبل عامين، عندما بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مضيفاً «دعونا نتحلى بالتواضع، لنلاحظ أننا تأخرنا في كثير من الأحيان من 6 إلى 12 شهراً».
«بذل المزيد بشكل أسرع»
وتحدث ماكرون عن تحالف جديد سيتم إنشاؤه، لتزويد أوكرانيا بـ «صواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى، لتنفيذ ضربات عميقة»، وقال: إن هناك «إجماعاً واسعاً على بذل المزيد بشكل أسرع».
وأضاف، أن هناك إجماعاً أيضاً على زيادة الإنتاج المشترك للأسلحة مع أوكرانيا وتعزيز صناعتها العسكرية.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إن: هناك «دعماً كبيراً لمبادرة تهدف لمساعدة أوكرانيا على شراء ذخائر من خارج الاتحاد الأوروبي، وأكد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أن بلاده ستسهم وستتبعها دول أخرى.
وقال ماكرون: «لا يمكن استبعاد أي شيء لتحقيق هدفنا، لا يمكن لروسيا أن تنتصر في هذه الحرب».
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس البولندي أندريه دودا من بين نحو 20 رئيس دولة وحكومة حاضرين في المؤتمر الذي ألقى خلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة عبر الفيديو.
وشارك أيضاً وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون، كما كانت كل من الولايات المتحدة وكندا متمثلة في المؤتمر.
وقال ماكرون لدى افتتاحه المؤتمر في قصر الإليزيه: «إن حلفاء أوكرانيا بحاجة إلى زيادة دعمهم مع دخول الحرب عامها الثالث»، وأضاف «لقد شهدنا تصلباً من جانب روسيا، خاصة في الأشهر القليلة الماضية».
«قفزة»
وقال ماكرون: «إن الغرب بحاجة إلى «قفزة» في مقاربته، تأخذ بعين الاعتبار التحول في التهديد من وجهة نظر عسكرية واستراتيجية».
وأظهر المؤتمر حرص ماكرون على تقديم نفسه في مقدمة الداعمين الأوروبيين لأوكرانيا، وسط مخاوف متزايدة من تراجع الدعم الأمريكي في الأشهر المقبلة.
وقال زيلينسكي في رسالة فيديو قصيرة إلى المؤتمر:«علينا أن نضمن معاً ألا يتمكن بوتين من تدمير إنجازاتنا أوتوسيع عدوانه ليشمل دولاً أخرى»، وأقر مسؤولون غربيون بأن روسيا قد تتفوق عسكرياً في النزاع عام 2024 مع نفاد الأسلحة والذخيرة لدى الجانب الأوكراني.
وفي مؤشر على ذلك، أعلنت أوكرانيا الاثنين، أنها انسحبت من منطقة لاستوشكين في شرق أوكرانيا التي أعلنت روسيا السيطرة عليها، في هزيمة أخرى للقوات الأوكرانية منذ سقوط أفدييفكا.
وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف الأحد: إن نصف المساعدات العسكرية الغربية التي تم التعهد بها لكييف سلّمت متأخرة، مشيراً إلى أن «التعهّد لا يعني التسليم».
وكشف زيلينسكي أن أوكرانيا لم تتلق سوى 30 في المئة من مليون قذيفة تعهد بها الاتحاد الأوروبي، وأقر ماكرون من الواضح أننا لم نكن نملك هذا المليون، واصفاً الأمر بـ «الالتزام غير الحكيم».
وفي تصريحات كشفت حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها أوكرانيا، قال زيلينسكي: إن 31 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب مع روسيا.
وتسري شكوك متزايدة حيال مدى جدوى الدعم الأمريكي طويل المدى لأوكرانيا، في وقت لم تحصل حزمة مساعدات جديدة على موافقة الكونغرس، بينما يتطلع دونالد ترامب للعودة إلى الرئاسة في الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا العام.
وفي سياق متصل، رحّب حلفاء أوكرانيا بتصويت البرلمان المجري الاثنين، على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وهنأ ماكرون السويد، في حين وصف شولتس هذه الخطوة بأنها «انتصار لنا جميعاً» وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: إنه «يوم تاريخي» للتحالف العسكري.