البديوي: أزمة غزة ستكون حاضرة بقوة على طاولة اجتماع المجلس الوزاري الخليجي

على هامش الاجتماع الوزاري الثالث عشر ل منظمة التجارة العالمية الذي تستضيفه أبوظبي حالياً، أجرت «CNN الاقتصادية» مقابلة حصرية مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، تناولت دور الخليج في المنطقة وسط تقلبات واضطرابات شتى في ضوء انعكاسات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واضطرابات البحر الأحمر، كما تطرق الحديث إلى مساهمات الخليج الإقليمية والدولية لضمان مستقبل تجاري رقمي ومستدام.

دور الخليج في إيجاد حل لأزمة غزة

وقال البديوي إنه إن لم يتدخل المجتمع الدولي لوضع حد للحرب في غزة، فإن انعكاسات هذه الحرب لن تتوقف، واضطرابات البحر الأحمر خير دليل على ذلك، متمنياً ألّا تطرأ مشكلات أخرى بسبب هذه الحرب.

وبدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، بعد الهجوم المباغت الذي شنه مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعات أخرى وأسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز 253 رهينة بحسب الإحصاءات الإسرائيلية، واقتربت الحرب من إتمام شهرها الخامس وراح ضحيتها حتى الآن قرابة 30 ألف فلسطيني، بحسب بيانات سلطات الصحة الفلسطينية.

وقال البديوي إن دور دول مجلس التعاون الخليجي إقليمي ومؤثر وواضح وجلي، مشيراً إلى تدخلات ومساعٍ عديدة لقادة هذه الدول للحد من انعكاسات هذه الأزمة ومن أجل تأمين السلم في المنطقة وإنقاذ الشعب الفلسطيني خاصة في غزة.

وأضاف أن هناك لجاناً وزارية عديدة، من بينها لجان عربية خليجية، تشارك فيها دول المجلس التعاون الخليجي، كما أن هناك جهوداً عديدة تبذلها دولة قطر للسعي نحو تبادل الرهائن وإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وتابع أن هناك جهوداً واضحة للسعودية كاستضافة القمة العربية الإفريقية المشتركة، بالإضافة إلى جهود الإمارات والبحرين وسلطنة عمان في هذا الصدد، وبحسب الأمين العام فإن برنامج اجتماع المجلس الوزاري الخليجي المقبل سيتناول بقوة ملف أزمة غزة للسعي إلى إيجاد حلول، مؤكداً أن مجلس التعاون الخليجي أسهم بـ100 مليون دولار لصندوق التبرعات لغزة، ولن يتردد في المساهمة في التوصل إلى حل وتحقيق انفراجة.

وتستضيف العاصمة السعودية الرياض الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في الثالث من مارس آذار.

مستقبل تكنولوجي أخضر

أكد البديوي أن دول الخليج تسعى وراء مستقبل تكنولوجي أخضر، وتابع أن دول مجلس التعاون الخليجي تملك كل مقومات النجاح للمضي قدماً نحو الاقتصاد الأخضر.

وثمن البديوي دور الإمارات التي استضافت ثلاثة اجتماعات دولية خلال أقل من شهرين، مشيراً إلى دورها المحوري في تقريب وجهات النظر وتحقيق التوافق في قضايا شائكة.

وقال «التجارة الرقمية بلغت 15% من الناتج القومي العالمي، وهذه نسبة عالية جداً، ودول الخليج تعمل عليها بعين الاهتمام»، وتابع الأمين العام قائلاً إن هناك الكثير من اللجان المعنية المشتركة الخليجية التي تسعى لتطوير التجارة الرقمية والاقتصاد الرقمي، وإنها تلعب دوراً رئيسياً في نمو الاقتصاد الرقمي والتجارة الرقمية.

وأكد البديوي أن دول الخليج لديها البنية التحتية المؤهلة ورأس المال الهائل الذي يمكنه أن يطور هذه التجارة والاقتصاد الرقمي، وأضاف أن الموقع الجغرافي لدول الخليج الذي يربط آسيا بأوروبا محوري في تأدية دورها، بالإضافة الى اهتمام الشركات بالانتقال اليها مثل أمازون وعلي بابا والعديد من الشركات الدولية الكبيرة التي تسعى بشكل كبير إلى أن يكون لها مركز في دول مجلس التعاون بسبب الأمان والاستقرار في المنطقة.

ورداً على سؤال عن دور دول الخليج فيما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، قال البديوي «المنظومة الخليجية قديمة، حاضرة ولن تتغير» وتليها منظومة أخرى هي جامعة الدول العربية، وأكد أن كل الدول في هذه المنظومة لديها خططها الطموحة المستقبلية التي من خلالها يقوم العمل على تطوير البنية التحتية وتطوير المواطن وتطوير القدرات الرقمية والتجارية.

وذكر البديوي أن الاقتصاد الخليجي المتحد حقق ناتجاً قومياً بلغ 2.2 تريليون دولار في عام 2022، ما يجعل مجلس التعاون الاقتصاد التاسع في العالم، وتابع قائلاً إن بعض مبادرات مجلس التعاون الخليجي لها انعكاسات إيجابية عالمياً، وإن الخليج له دور بارز في نمو التجارة الرقمية عالمياً، إذ إن استثمارات هذه الدول تفوق أربعة تريليونات دولار على مستوى العالم.