ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حتى أمس الثلاثاء، إلى أكثر من 100 ألف قتيل وجريح خلال 144 يوماً، بينما تواصل القصف الجوي والبري على مناطق مختلفة من القطاع، في حين احتدمت المعارك على محاور القتال في حي الزيتون شرقي غزة، وفي خان يونس جنوباً، مخلفة عشرات الضحايا، حيث ارتكب الجيش الإسرائيلي 11 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية راح ضحيتها 96 قتيلاً، و172 مصاباً خلال يوم واحد، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 29878 قتيلاً، و70215 جريحاً منذ بدء الحرب، وفي وقت اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بأنها تمنع «بشكل منهجي» إيصال المساعدات لسكان غزة، حيث يتزايد خطر الإبادة الجماعية، يتزايد اتساع المجاعة.
وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه أصبح من شبه المستحيل تنفيذ عمليات إجلاء طبي، وتوصيل مساعدات في شمال غزة، كما يزداد الأمر صعوبة في جنوب القطاع. وأشار لايركه إلى حادث وقع، يوم الأحد الماضي، عندما تم منع قافلة نظمتها منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني لإجلاء المرضى من مستشفى الأمل المحاصر في مدينة خان يونس الجنوبية لساعات، واحتجاز عدد من المسعفين. وقال لايركه للصحفيين في جنيف «على الرغم من التنسيق المسبق لجميع الموظفين والمركبات مع الجانب الإسرائيلي، إلا أن القوات الإسرائيلية أوقفت القافلة التي تقودها منظمة الصحة العالمية لحظة مغادرتها المستشفى، ومنعتها من التحرك لعدة ساعات». وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي أجبر المرضى والموظفين على الخروج من سيارات الإسعاف وجرد جميع المسعفين من ملابسهم»، مضيفاً أن القافلة التي كانت تقل 24 مريضاً ظلت متوقفة طيلة سبع ساعات. وكان المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، قال إن إسرائيل تقوم بتجويع الفلسطينيين عمداً، مشدداً على أنه «يجب محاسبتها على جرائم الحرب والإبادة الجماعية».
من جانبها، قالت وكالة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن أكثر من 95% من الأسر في قطاع غزة قلصت حصة البالغين من الطعام، لضمان حصول الأطفال على وجبات أكثر. كما حذرت منظمة أوكسفام من تدمير «الوقت الذهبي» للإنتاج الزراعي بغزة، بسبب قصف إسرائيل وإغلاق شمال القطاع، ما سيؤدي إلى تفاقم سوء التغذية والجوع بسبب فقدان الإنتاج الزراعي المحلي. وقالت مسؤولة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، سالي أبي خليل: «إن خطر الإبادة الجماعية يتزايد في شمال غزة، لأن حكومة إسرائيل تتجاهل حكماً رئيسياً لمحكمة العدل الدولية، لتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها». (وكالات)