يسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإقناع الصين والهند بأسلوبي الإغراء والتهديد للابتعاد عن روسيا لتعميق عزلتها بعد عقوبات غربية، ومنعها من الالتفاف على هذه العقوبات.
وعقد قادة الاتحاد الأوروبي، قمة افتراضية مع القيادة الصينية، فيما زار مسؤول كبير في مجلس الأمن القومي الأمريكي الهند عقب زيارة لوزير الخارجية الروسي.
الصين بأسلوبها
ذكر التلفزيون المركزي الصيني، أن رئيس الحكومة لي كه شيانغ، قال لقادة الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة إن بلده يدفع محادثات السلام الأوكرانية «بطريقته».
وأكد لي أن الصين تناصر حماية مبادئ القانون الدولي والأعراف الدولية بما في ذلك وحدة أراضي جميع الدول.
وكرر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، دعوة بلاده لإجراء محادثات سلام قريباً، مضيفاً أنه يتعين مراعاة المخاوف المشروعة لكل الأطراف.
واجتمع قادة الاتحاد الأوروبي والصين لأول مرة منذ عامين، الجمعة؛ حيث يضغط التكتل على بكين لتقديم ضمانات بأنها لن تدعم روسيا بالأسلحة ولن تساعدها في الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها بسبب عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وفي لهجة صريحة بخلاف المألوف، قال مسؤولون أوروبيون إن أي مساعدة لروسيا ستضر بسمعة الصين على الساحة الدولية وستفسد العلاقات مع أكبر شريكين تجاريين، وهما الولايات المتحدة وأوروبا.
وبدأت أوروسولا دير فون لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي وجوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، محادثات عبر الإنترنت مع رئيس الوزراء الصيني لي كه شيانغ.
إشادة روسية بالهند
وأشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الجمعة، بموقف الهند تجاه النزاع في أوكرانيا فيما أجرى محادثات هدفها حض نيودلهي على مقاومة الضغط الغربي لإدانة موسكو.
وقال لافروف في نيودلهي، خلال لقائه نظيره الهندي س.جايشنكار: «يرغب زملاؤنا الغربيون هذه الأيام في اختزال أي قضية دولية ذات مغزى بالأزمة في أوكرانيا، نقدّر أن الهند ترى الوضع مع جميع الحقائق في الحسبان، وليس فقط بطريقة أحادية الجانب».
وأضاف: «إن الصداقة هي الكلمة المفتاح لوصف تاريخ علاقاتنا وعلاقاتنا كانت متينة جداً خلال عدة فترات صعبة في الماضي».
وامتنعت الهند عن التصويت على قرارات في الأمم المتحدة تفرض عقوبات على موسكو. وتستمر في شراء النفط الروسي فيما تعتبر موسكو أكبر مزوديها بالسلاح.
وركّز جايشنكار، على أهمية وقف العنف وإنهاء الأعمال العدائية. وتابع: «يجب حل الخلافات والنزاعات من خلال الحوار والدبلوماسية واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول وسلامة أراضيها».
ووصل لافروف إلى نيودلهي في ساعة متأخرة، الخميس، قادماً من الصين؛ حيث أشاد ببكين معتبراً أنها جزء من «نظام عالمي جديد عادل متعدد الأقطاب».
تحذير وإغراء أمريكي
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام هندية محلية عن داليب سينغ، كبير مخططي العقوبات في واشنطن، قوله خلال زيارة لنيودلهي إن الهند لا يمكنها الاعتماد على روسيا في حال وقوع اشتباك آخر.
ونقلت عن سينغ قوله: «لا أظن أن أحداً سيصدق أنه في حال انتهكت الصين مرة أخرى (خط المراقبة) ستهب روسيا للدفاع عن الهند»، في إشارة إلى التوتر الحدودي المستمر منذ عقود بين الصين والهند في أعالي الهيمالايا.
وقال سينغ إن الولايات المتحدة على استعداد لمساعدة الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، على تنويع مصادرها من الطاقة والدفاع، لكنه أضاف أنه ستكون هناك عواقب للدول التي تسعى للالتفاف على العقوبات.
وتسعى الهند وروسيا إلى وضع آلية دفع بالروبية والروبل لتسهيل المبادلات التجارية بين البلدين.(ا.ف.ب)