تتواصل ردود الفعل الدولية المنددة بمجزرة شارع الرشيد في غزة بعدما قتل 112 فلسطينياً وأصيب المئات، برصاص قوات الإسرائيلية، التي استهدفت نازحين حاولوا الحصول على الطعام من شاحنات مساعدات محملة بالدقيق عند مفترق النابلسي غربي القطاع.
وقوبلت المجزرة المروعة بردود فعل منددة واسعة، طالبت بتحقيق دولي وشفاف، تنصل على إثرها الجيش الإسرائيلي من مسؤوليته في الحادثة، قائلاً إن الحشود قتلت بسبب دهسها من شاحنات المساعدات، لكن مصادر إسرائيلية أكدت لاحقاً، أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على المحتشدين الجوعى بعدما اقتربوا من بعض آلياته.
تحقيق مستقل
ونددت الرئاسة الفلسطينية في الضفة الغربية بـ«المجزرة البشعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي»، واتهمت الأخير بالسعي إلى «ذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه»
ودانت دولة الإمارات في بيان رسمي، المجزرة، وطالبت بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين، محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة، معربة عن قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء.
وشددت على أن الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار، وضرورة توفير الحماية للمدنيين الأبرياء، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع بشكل عاجل ومستدام، وبلا عوائق.
جريمة جديدة
ودانت الكويت ما وصفتها بـ«الجريمة الجديدة» التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عدد من المدنيين الفلسطينيين العزل، بعد قصفهم أثناء تواجدهم في شمال قطاع غزة لتلقي المساعدات الإنسانية والإغاثية، مجددة مطالبتها بوقف إطلاق النار بشكل فوري وعاجل، وضمان دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية للمدنيين العزل في القطاع المحاصر.
وجددت الكويت رفضها الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له المدنيون في غزة، وكررت مطالبتها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بضمان حماية الشعب الفلسطيني الشقيق، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي الإنساني، وقرارات الشرعية الدولية.
استنكار مصري
واستنكرت مصر ما وصفته بـ«الاستهداف الإسرائيلي اللاإنساني» لمدنيين فلسطينيين عُزّل كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية، معتبرة أن استهداف سكان مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية «جريمةً مشينةً»، وانتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتاراً بقيمة الإنسان وقدسية روحه.
وطالبت مصر الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن، بـ«تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولي وتحمل مسئولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات».
تنديد أممي
واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، المجزرة المروعة، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك: «لا نعرف تحديداً ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع»، مضيفاً أن الواقعة جرت في «ظروف مروّعة».
وأشار دوجاريك إلى أن «المدنيين اليائسين في غزة بحاجة إلى مساعدة عاجلة، بما في ذلك المحاصرون في الشمال، حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من تقديم المساعدات لأكثر من أسبوع»، مكرراً الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار.
مطلب أمريكي
من جهتها، طلبت واشنطن، الخميس، من إسرائيل تقديم أجوبة عن الحادثة، وضمان توصيل الإغاثة الإنسانية، ووصفت الوضع في القطاع الفلسطيني بأنه «يائس». وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: «نحن على تواصل مع الحكومة الإسرائيلية منذ وقت مبكر، من هذا الصباح وعلمنا أن التحقيق جار. وسنتابع هذا التحقيق عن كثب ونضغط للحصول على أجوبة».
بايدن يعلّق
ورأى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الحادثة سوف تتسبب بتعقيد المفاوضات الرامية للهدنة في غزة،
وقال بايدن لصحفيين بشأن الحادثة: «نتحقق من الأمر حالياً. هناك روايتان متضاربتان عمّا حدث، ولا جواب لديّ حتى اللحظة».
ووصفت إيطاليا الحادث ب«المأساوي»، قائلة على لسان وزير خارجيتها، أنطونيو تاياني، على منصة «اكس»، إن «الوفيات المأساوية في غزة تتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار لتسهيل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين».
وأضاف تاياني: «نحضّ إسرائيل بقوة على حماية السكان في غزة والتأكد بدقة من الحقائق والمسؤوليات».
من جهتها، قالت رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني، في بيان: «من الضروري أن تقوم إسرائيل بإلقاء الضوء على هذه الأحداث وتحديد المسؤوليات».
وأضافت ميلوني أن «سقوط ضحايا مدنيين إضافيين، وبأعداد كبرى، يفرض تكثيف الجهود فوراً لإيجاد الظروف لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن».
«التعاون الإسلامي» تطالب بالتدخل العاجل
كما دانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات استمرار ما وصفته بـ«المجازر وجرائم الحرب» التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي والتي كان آخرها مجزرة شارع الرشيد بغزة. وجددت المنظمة، دعوتها للمجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وضمان وصول الاغاثة الإنسانية العاجلة الدائمة لهم.
وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي، عن عقد اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة، لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، الثلاثاء المقبل في مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة.
تنديد خليجي
واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي ما وصفه بـ«العمل الوحشي» الذي قامت به القوات الإسرائيلية باستهدافها للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء، مؤكداً أن هذا العمل يعتبر جريمة من سلسلة جرائم ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، داعياً المجتمع الدولي للتحرك ضد هذه الجرائم والانتهاكات الخطرة، والوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع.
وصمة عار
ودان الأزهر الشريف في بيان «المجزرة الجديدة» في حق الفلسطينيين في غزة، مؤكداً «أن استهداف النازحين المتعطشين للطعام والشراب بعد المجاعات التي فرضتها إسرائيل، هو وصمة عار على جبين الإنسانية الصامتة تجاه ما يحدث في غزة».
كندا: حادثة اليوم كابوس
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، إن مقتل عشرات الفلسطينيين خلال انتظارهم قافلة مساعدات في غزة أشبة بـ«كابوس» ودعت إلى إنهاء القتال في القطاع.
وأضافت جولي للصحفيين في أوتاوا: «عندما يتعلق الأمر بما حدث في غزة اليوم.يجب أن أقول إنني أعتقد أن هذا كابوس. علينا أن نتأكد من إرسال المساعدات الدولية إلى غزة، وأن الناس يتمتعون بالحماية عندما يذهبون ويحصلون على تلك المساعدات».