واشنطن – رويتر
استجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة، أخيراً لضغوط مارسها عدد من المشرعين الأمريكيين من أجل تخفيف الأزمة الانسانية في غزة، معلناً أن الولايات المتحدة ستنفذ إنزالاً جوياً لمساعدات غذائية للقطاع·
وقال بايدن في تصريحات صحفية له: «سنُسقِط إمدادات إنسانية على قطاع غزة جوًّا» وتابع: «سنبذل قصارى جهدنا لإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة»، مؤكداً أن «المساعدات التي تدخل غزة لا تلبي الحد الأدنى وليست كافية».
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة تحاول الوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار بشكل فوري لإدخال المساعدات لغزة.وتابع: «سنستخدم أي وسيلة ممكنة لإدخال المزيد من المساعدات لغزة».
أكثر من عملية
من جهته، أكد متحدث بالبيت الأبيض في بيان، أن أولى المساعدات ستكون مواد غذائية، موضحاً انه سيكون هناك أكثر من عملية إنزال جوي أمريكية للمساعدات لغزة، مبيناً أن واشنطن ستضاعف الجهود لفتح ممر بحري للمساعدات إلى القطاع.
ضغوط مسؤولين
وكان عدد من المسؤولين الأمريكيين حثوا الرئيس الأمريكي على إدخال مساعدات إلى قطاع غزة المهدد المجاعة، بعد تحذيرات من منظمات دولية عدة أكدت، أن شرايين الحياة قطعت في القطاع المحاصر منذ سنوات، والذي يعيش فيها أكثر من مليوني ونصف المليون فلسطيني، أغلبهم نزح جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتأتي تصريحات بايدن، بعد دعوات من أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي طالبت فيها الإدارة الأمريكية بتجاوز التعنت الإسرائيلي وإرسال مساعدات إلى شمال قطاع غزة تشمل سفينة طبية.
تحذير الصحة العالمية
وجاء الموقف الأمريكي، بعدما قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة: إن السكان في قطاع غزة يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء والماء وغيرهما من الضروريات، في ظل ما وصلت إليه الأوضاع من جوع ويأس وسط استمرار الهجوم الإسرائيلي.
وقال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم المنظمة للصحفيين في جنيف: «النظام في غزة على شفير الانهيار، بل أكثر من ذلك… جميع شرايين الحياة في غزة انقطعت بشكل أو بآخر».
وقال ليندماير: إن ذلك خلق «وضعاً مأساوياً»، كما حدث الخميس، عندما قُتل أكثر من 100 شخص، بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية.
وقال ليندماير: «الناس في حاجة ماسة للغذاء والمياه النظيفة، لأي إمدادات، لدرجة أنهم يخاطرون بحياتهم للحصول على أي طعام أو أي إمدادات لدعم أطفالهم وإعالة أنفسهم».
مساعدات بطيئة
وبينما تصل مساعدات إلى المناطق الجنوبية من قطاع غزة، فإنها بطيئة للغاية لدرجة أنها قد لا تكون كافية لتجنب أزمة الجوع هناك، ولا تكاد تصل أي مساعدات إلى المناطق الشمالية البعيدة عن المعبر الحدودي الرئيسي، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال جبهات قتال أكثر احتداماً.
وقال ليندماير: «إمدادات الغذاء متوقفة عمداً، دعونا لا ننسى ذلك».
وتزعم إسرائيل أن عدم إدخال مساعدات كافية إلى غزة، لتلبية الاحتياجات الإنسانية، سببه إخفاق الأمم المتحدة في التوزيع.
وقال مسؤول كبير في مجال المساعدات بالأمم المتحدة، لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء: إن ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وإن حدوث مجاعة واسعة النطاق قد تكون «أمراً شبه حتمي» ما لم يكن هناك تحرك.