وصف مسؤول أممي أمس الجمعة الوضع في السودان ب«الكابوس الحقيقي»، قائلاً إن منع إدخال المساعدات قد يرقى لجريمة حرب، فيما كشفت مصادر عن اجتماعات عقدت بين قادة ميدانيين بالقوة المشتركة للحركات المسلحة وقادة قوات الدعم السريع قطاع شمال دارفور، خلال الفترة الماضية، ناقشت مقترح خروج طرفي الحرب من مدينة الفاشر.
وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن المنع المتعمد والواضح لوكالات الإغاثة من الوصول الآمن إلى داخل السودان يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب. وقال تورك في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن السودان أصبح «كابوسا حقيقياً». وأضاف أن «المنع المتعمد على ما يبدو لوكالات الإغاثة من الوصول الآمن ودون عوائق إلى داخل السودان يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وقد يرقى إلى مستوى جريمة حرب».
لكنه لم يحدد الطرف الذي يمنع دخول المساعدات. ودعا تورك مجدداً المتحاربين إلى الوفاء بالتزاماتهما القانونية من خلال فتح الممرات الإنسانية فوراً قبل فقدان المزيد من الأرواح.
من جهة أخرى، كشفت مصادر عن اجتماعات مكثفة عقدت بين قادة ميدانيين بالقوة المشتركة للحركات المسلحة وقادة الدعم السريع قطاع شمال دارفور، خلال الفترة الماضية، ناقشت مقترح خروج طرفي الحرب من مدينة الفاشر.
وكشف مصدر بالحركات المسلحة أن الاجتماعات عُقدت بمشاركة اللواء دعم سريع النور القبة، والمقدم عباس كتر، بينما شارك من القوة المشتركة الفريق التجاني ضهيب، وبحر جزم، وفضل سكو، وآخرون.
وقال المصدر إن الاجتماعات تناولت كيفية خروج قوات الدعم السريع من الفاشر وترك مهمة حفظ الأمن وحماية المدنيين للقوة المشتركة، وفتح الطريق القومي الفاشر – كوستي لتوصيل القوافل الإغاثية والتجارية والأدوية للمدينة.
وذكر المصدر أن الاجتماع تناول في أجندته كيفية خروج الطرف الثاني من الصراع «الجيش السوداني» من المدينة في توقيت متزامن مع خروج الدعم السريع دون استثناء.
وبرر قادة القوة المشتركة خروج الطرفين من المدينة بعد أن شهدت الفاشر خلال شهر فبرايرالمنصرم أكثر من 6 معارك مسلحة خلفت العشرات من القتلى والجرحى وسط المدنيين، بينما تكرر قصف طيران الجيش للمدينة لأكثر من 4 مرات خلال شهر واحد.
ولفت المصدر إلى أن قوات الدعم السريع لم تبد أي موافقة حيال خروجها من عدمه، بينما تم تحديد موعد لاجتماع آخر خلال الأسبوع الجاري.
إلى ذلك، سيطر الجيش السوداني الخميس على مقر محلية أم درمان الواقعة في تقاطع شارعي الموردة والعرضة والتي تبعد مئات الأمتار غرب مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.(وكالات)