القاهرة – وكالات
يسعى الوسطاء جاهدين قبل شهر رمضان الذي يبدأ في11 آذار/ مارس، للتوصّل إلى هدنة في غزة وإيقاف الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر تقريباً، التي أدّت إلى تدمير القطاع المنكوب.
والسبت، أعلنت الولايات المتحدة أنّ إسرائيل قبلت مبدئيّاً بنود مقترح هدنة، فيما يُتوقّع وصول ممثّلين لحركة حماس إلى القاهرة لإجراء محادثات في شأن المقترح.
وقالت 4 مصادر مطلعة إن من المتوقع اجتماع الوسطاء في القاهرة، الأحد، بحثاً عن صيغة مقبولة لإسرائيل وحماس، لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، مع تزايد الضغوط قبيل شهر رمضان لإقرار هدنة ولو مؤقتة.
وتزايدت خلال الأيام الماضية الآمال بتحقيق أول وقف للقتال منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، في أعقاب جولة من المحادثات بوساطة قطر ومصر في الدوحة، وإشارات من الرئيس الأمريكي جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق.
لكن ما أبرز نقاط الخلاف التي قد تعطل الهدنة أو ربما تطيل أمدها؟
1. هدنة أم إنهاء الحرب:
قال مصدران مصريان ومسؤول في حماس، إن الحركة لم تتراجع عن موقفها، بأن الهدنة المؤقتة يجب أن تكون بداية لعملية تهدف إلى إنهاء الحرب تماماً، لكن المصدرين المصريين قالا إنه تم تقديم ضمانات لحماس بأن شروط وقف دائم لإطلاق النار سيتم وضعها في المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق.
وأوضح المصدران أنه تم الاتفاق على مدة التوقف الأولية عن القتال، وهي مرحلة من المتوقع أن تستمر نحو 6 أسابيع، بينما لم ترد حماس حتى الآن على طلب للتعليق على تلك الضمانات، أو ما إذا كانت كافية للمضي قدماً في مرحلة وقف القتال لـ6 أسابيع.
وأفاد مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة: «في ما يتعلق بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، لا يزال هناك فجوة بين موقفي الطرفين.. لا تزال إسرائيل متمسكة باجتياح مدينة رفح جنوبي غزة، والقضاء تماماً على حركة حماس».
من جهته، ذكر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، السبت، أن إطار التهدئة لمدة 6 أسابيع صار قائماً بموافقة إسرائيل، وأن الأمر يعتمد الآن على موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن.
2. أعداد الرهائن:
أفاد مصدر مطلع على المحادثات بأن إسرائيل لن ترسل أي وفد إلى محادثات القاهرة، ما لم توضح حماس عدد الرهائن الذين سيطلق سراحهم من غزة، وعدد الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وأكدت حماس خلال الأيام الماضية أن نحو 70 رهينة قتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، وأوضح مصدر طلب عدم الكشف عن هويته، أن إسرائيل تريد أيضاً أن توافق حماس على نسبة من السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة.
وتشير مسودة اقتراح طرحت في باريس في فبراير الماضي وأرسلت إلى حماس قبل أيام، إلى إحراز تقدم إزاء عدد من القضايا، واقترحت نسبة إجمالية قدرها 10 سجناء فلسطينيين في إسرائيل مقابل تحرير كل رهينة.
3. انسحاب القوات الإسرائيلية وعودة السكان:
أكد المصدران المصريان أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة وعودة النازحين إلى الجنوب، في حين تتمسك إسرائيل ببقاء قواتها على الأرض في بعض مناطق غزة.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة ليست العائق الرئيسي بالنسبة لإسرائيل.
4. المساعدات:
تضمنت مسودة الاقتراح أيضاً التزاماً بزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يعاني نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، مع نزوح أكثر من نصف السكان.
ولم يتضح ما إذا كانت واقعة مقتل عشرات الفلسطينيين، الذين كانوا بانتظار وصول مساعدات قرب مدينة غزة الخميس، ستؤثر على توقيت التوصل إلى أي اتفاق.
وتتمسك إسرائيل بوضع قيود على وصول المساعدات إلى قطاع غزة، لا سيما شماله، لكنها تسمح بإسقاط مساعدات جواً، وهو ما تفعله عدة دول آخرها الولايات المتحدة.