اتفق أعضاء أوبك بلس الذين أجروا تخفيضات طوعية في الربع الأول على تمديد الخفض الطوعي في الربع الثاني لتجنب وجود فوائض في المعروض، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
أسباب تمديد الخفض الطوعي لأوبك بلس
في تصريحات خاصة لـ«CNN الاقتصادية» قال مصطفى البرزكان، مدير مركز معلومات ودراسات الطاقة، إن قرار أوبك بلس، جاء نتيجةً لمرور أسواق النفط بفترة عدم وضوح وقلق، إلى جانب عوامل أخرى كثيرة بعضها يتعلق بالمعروض والبعض الآخر بالطلب.
كما أوضح أن أسعار النفط الآن بدأت تتأثر بالعلاوات السعرية للعوامل الجيوسياسية الناتجة عن الاعتداءات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر، ما تسبب في تغيير اتجاه الناقلات إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وبحسب البرزكان، فإن الشكوك حول إمكانية تحقيق الاقتصاد الصيني مستويات نمو مرتفعة لا تزال قائمة، ما دفع الدول الأعضاء لتمديد الخفض؛ إذ رفعت الولايات المتحدة إنتاجها من النفط إلى مستوى قياسي وصل إلى 13.3 مليون برميل يومياً، إضافة إلى زيادة إنتاج كل من البرازيل ونيجيريا وغويانا، وتوفر النفط الروسي بتخفيضات سعرية، كل هذا دفع منظمة «أوبك» إلى الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية واستمرار الخفض الطوعي خلال الربع الثاني من العام.
كما ستُبقي «أوبك» على مراقبتها للأسواق وتحركات الأسعار، وبالتالي قد تتخذ قرارات أخرى للربعين الثالث والرابع من هذا العام.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها بقيادة روسيا في نوفمبر تشرين الثاني الماضي على تخفيضات طوعية تصل في المجمل إلى نحو 2.2 مليون برميل يومياً خلال الربع الأول من العام الجاري، وهو ما شمل تمديد السعودية خفضها الطوعي للإنتاج.
ومن المقرر بموجب الاتفاق الحالي أن يبلغ إجمالي تخفيضات الإنتاج 3.66 مليون برميل يومياً بدءاً من بداية أبريل نيسان.
وتتوقع «أوبك» نمو الطلب القوي نسبياً بواقع 2.25 مليون برميل يومياً، بقيادة آسيا، لعام آخر، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمواً أبطأ كثيراً يبلغ 1.22 مليون برميل.
وقال أندريه كوفاتاريو، الشريك المؤسس لمركز أبحاث الاقتصاد البيئي ECERA، في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية» إنه في الوقت الحالي لا يزال العرض يفوق الطلب، وبالتالي فإن التخفيضات الحالية تدعم الأسعار، «لذلك لا يوجد سبب لرفعها».
دول عربية تمدد خفضها الطوعي لإنتاج النفط
أعلنت السعودية، وفقاً لمسؤول، في وزارة الطاقة، أن المملكة ستُمدد خفضها التطوعي، البالغ مليون برميل يومياً، والذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو 2023م، للربع الثاني من العام الحالي، وذلك بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس، وبذلك سيكون إنتاج المملكة ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً، حتى نهاية شهر يونيو حزيران من عام 2024، وبعد ذلك، ودعماً لاستقرار السوق، ستتم إعادة كميات الخفض الإضافية هذه، تدريجياً، وفقاً لظروف السوق، وفقا لوكالة الأنباء السعودية «واس».
كما بيّن المصدر أن هذا الخفض هو بالإضافة إلى الخفض التطوعي، البالغ 500 ألف برميل يومياً، الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة، في شهر أبريل نيسان من عام 2023، والممتد حتى نهاية شهر ديسمبر كانون الأول من عام 2024.
وأكد المصدر أن هذا الخفض التطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول أوبك بلس بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها.
كما أعلنت الإمارات عن تمديد خفض إنتاجها الطوعي الإضافي من النفط البالغ 163 ألف برميل يومياً حتى نهاية الربع الثاني من العام الحالي 2024، وذلك بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق «أوبك بلس».
وذكرت الإمارات، في بيان، أن إنتاجها النفطي سيظل مليونين و912 ألف برميل يومياً حتى نهاية يونيو حزيران من العام الحالي 2024، وبعد ذلك، ودعماً لاستقرار السوق ستتم إعادة كميات الخفض الإضافي هذه تدريجياً، حسب أوضاع السوق.
وأشار البيان إلى أن هذا الخفض الطوعي يأتي إضافة إلى الخفض الطوعي البالغ 144 ألف برميل يومياً، الذي سبق أن أعلنت عنه دولة الإمارات في أبريل 2023 والذي يستمر حتى نهاية ديسمبر 2024، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية «وام».
وفي الكويت، صرح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط الكويتي عماد العتيقي، بأن بلاده ستقوم بتمديد خفضها الطوعي البالغ 135 ألف برميل يومياً حتى نهاية الربع الثاني من العام الحالي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية.
وأوضح العتيقي في بيان صحفي صادر عن وزارة النفط أن هذا القرار يأتي بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق «أوبك بلس»، مبيناً أن إنتاج الكويت سيستمر عند 2.413 مليون برميل يومياً حتى نهاية شهر يونيو حزيران 2024.
وأكد أن هذا القرار يأتي دعماً لاستقرار السوق «وأنه ستتم إعادة كميات الخفض الإضافي هذه تدريجياً حسب أوضاع السوق» مشيداً في الوقت ذاته بروح التعاون والتنسيق في «أوبك بلس».
وذكر أن هذا الخفض الطوعي هو بالإضافة إلى الخفض الطوعي السابق البالغ 128 ألف برميل يومياً الذي سبق أن أعلنت عنه الكويت في شهر أبريل نيسان 2023 والذي سيستمر حتى نهاية ديسمبر كانون الأول 2024.
كما ذكرت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية -في بيان يوم الأحد- أن الجزائر ستقلص إنتاجها من النفط بواقع 51 ألف برميل يومياً في الربع الثاني من العام الجاري.
وأضافت وزارة الطاقة الجزائرية «بذلك يكون إنتاج الجزائر 908 آلاف برميل يومياً، حتى نهاية يونيو حزيران 2024».
كما أعلنت سلطنة عمان أنها ستقلص إنتاج النفط بواقع 42 ألف برميل يومياً حتى نهاية يونيو حزيران.
من جانبها، أعلنت روسيا خفص إنتاجها من النفط بمعدل 471 ألف برميل في اليوم في نهاية الربع الثاني من العام الجاري، بالتنسيق مع بعض الدول الأعضاء في تحالف أوبك بلس، وفقاً لنائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، يوم الأحد.
(شارك في الإعداد أحمد إسماعيل)