#عروض أزياء
سارة سمير
اليوم
في أول مجموعة للمصمم الإيرلندي شون ماكجير Seán McGirr، كمدير إبداعي لدار الأزياء «Alexander McQueen»، بعد رحيل سارا بورتون، ضمن أسبوع باريس للموضة لخريف وشتاء 2024 – 2025.. برز التغيير والابتكار على أزياء المجموعة، التي لطالما كانت صاحبة نغمة معينة وأسلوب مختلف، ليعلن عن دخول الدار حقبة جديدة في تاريخها.
مجموعة مستوحاة من «The Birds 1995»:
استوحى شون ماكجير، مجموعته الأولى مع دار «Alexander McQueen»، من المجموعة الشهيرة والأولى للمصمم الراحل ألكسندر ماكوين في ربيع وصيف 1995، وكانت تحمل عنوان «The Birds» (الطيور)، وقد عبر عن ذلك من خلال تصاميم مستوحاة من الطيور والعصافير.
وضمت المجموعة عناصر الانقباض مع دفقات من التحرر، من خلال تصاميم من الجينز المربوط بأشرطة من الأسفل، وأزياء تشبه الفراء، فضلاً عن طبعات الحيوانات والطيور، والتفاصيل المستوحاة من أسلوب «البانك»، الذي كان شهيراً خلال التسعينيات.
وبينما كان ماكجير يشيد بأسلوب ماكوين المميز، من خلال بدلات السراويل المزينة بالخرز والمعاطف المصممة خصيصًا، فقد قدم عنصراً جديداً لملابس الشارع والنوادي، ما غرس في المجموعة لمسة عصرية، كما قدم لمحات عن هويته الإيرلندية من خلال تفاصيل مثل الأحذية الضخمة المغطاة بحوافر الخيول، المستوحاة من المسافرين الذين يربون الخيول في مسقط رأسه.
وعن الألوان، اعتمد Seán McGirr الألوان الأساسية، مثل: الأسود والأبيض والبني، مع بعض اللمسات البسيطة من التدرجات، مثل: الرمادي وتدرجات البني، بالإضافة إلى الطبعات الخاصة بالحيوانات، التي أضافت سحراً وجاذبية إلى المجموعة، فضلاً عن لمسات الألوان المُبهجة، مثل: الأصفر الفسفوري والأحمر والأزرق اللامع، لينقل مفهوم مجموعته المستوحاة من الطيور بطريقة أكثر تأثيراً.
ألكسندر ماكوين.. رحلة قصيرة صنعت اسماً كبيراً في عالم الموضة:
لقد امتلأ عالم الموضة بالعديد من المصممين الموهوبين على مر السنين، لكنّ القليلين منهم تركوا أثراً دائماً عميقاً، ومنهم ألكسندر ماكوين، الذي اشتهر بتصميماته الدرامية، وعروضه المسرحية، وكان صاحب رؤية تتجاوز الحدود، وتتحدى معايير صناعة الأزياء.
تأسست دار أزياء «ألكسندر ماكوين» عام 1992 على يد لي ألكسندر ماكوين، وهو مصمم بريطاني أكسبته إبداعاته وحرفيته شهرة كبيرة في عالم الموضة، وقد ولد ماكوين ونشأ في لندن، وقد تطور شغفه بالموضة في سن مبكرة، فواصل اهتمامه بتصميم لا هوادة فيه.
وبعد الانتهاء من دراسته في كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم، أطلق علامته التجارية التي تحمل اسمه، وسرعان ما صعد إلى الصدارة، بعدما جذبت تصميماته المبتكرة، ومهاراته الاستثنائية في الخياطة، انتباه عالم الموضة، وأصبحت علامته التجارية مرادفة للأزياء الرائدة.
وتشتهر ماركة «Alexander McQueen» بتصميماتها الدرامية والعاطفية، والمثيرة للجدل في كثير من الأحيان، وكان أسلوب ماكوين مزيجاً من الرومانسي والجميل والمروع، ولقد كان سيدًا في التناقضات، إذ جمع بين عناصر الطبيعة والتكنولوجيا والتقاليد والحداثة، وغالباً تميزت مجموعاته بتفاصيل معقدة، ومطبوعات جريئة، وخامات غير تقليدية، ما يعكس شغفه بتخطي الحدود، وتحدي المعايير.
كان حب ماكوين لسرد القصص واضحاً أيضاً في تصميماته، حيث تحكي كل مجموعة قصة، كما تكون مستوحاة من التاريخ والفن والتجارب الشخصية، ما يجعل عمله يبدو شخصياً للغاية، ومشحوناً عاطفياً.
ولا يمكن التقليل من تأثير ألكسندر ماكوين على صناعة الأزياء، فقد تحدت تصميماته الجريئة والمبتكرة وعروض الأزياء المسرحية الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الموضة، وحولتها من مجرد سلعة إلى شكل من أشكال الفن والتعبير. وجلب ماكوين مستوى جديداً من الإبداع والعاطفة إلى الصناعة، وشجع المصممين على تجاوز الحدود وكسر القواعد، ويتجاوز تأثيره علامته التجارية الخاصة، فقد ألهم جيلاً جديداً من المصممين، وشكل اتجاه صناعة الأزياء، فعلى الرغم من وفاته المفاجئة عام 2010، عن عمر يناهز الـ40 عاماً، فإن إرث ماكوين لا يزال يزدهر من خلال دار الأزياء الخاصة به، التي تظل في طليعة الموضة المتطورة.