الخرطوم، القاهرة: «الخليج»
وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، نداء، أمس الثلاثاء، لحقن دماء الشعب السوداني، تعظيماً لحرمة شهر رمضان الكريم، فيما أكد وزير الخارجية السوداني، علي الصادق علي أن السلطات السودانية وافقت على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع قوات الدعم السريع، بوساطة ليبيا وتركيا».
ودعا أبو الغيط، في ندائه، الأشقاء السودانيين إلى عدم ادخار أي جهد في البحث عن كل ما يقرب من خيارات السلام والحوار وإيثار الوطن على ما عداه، واتخاذ كل خطوت من شأنها أن تسكت صوت المدافع وتضمد الجروح، وتعيد الأمل في المستقبل.
ولفت إلى أن هذه الحرب الضروس، شردت ملايين السودانيين من منازلهم وقراهم، وضربت العاصمة القومية للبلاد، وعرضت أسر وقرى بأكملها إلى جرائم يندى لها الجبين، وبذرت الخوف والرعب في قلوب الأبرياء، بعد أن فقدوا أحبتهم وممتلكاتهم، ونشرت خطابات الكراهية والثأر والانتقام فيما بين أبناء الوطن الواحد.
وذكر أبو الغيط، في ندائه، جميع السودانيين، بأن التسامح وصفاء القلب من صفاتهم المشهورة، التي عرفوا بها وسط جيرانهم، وأن المساهمات القيمة للأجيال السابقة في الدفاع عن أمتهم وقارتهم وبناء نهضتهم لم تمح من الذاكرة، مشدداً على ضرورة أن يستذكروا هذه الصفات وهذه الجهود، في هذه اللحظات المصيرية التي تمر بها بلادهم ومؤسساتهم.
واختتم أبو الغيط، النداء بقوله: «إننا على أعتاب شهر رمضان، شهر التسامح الذي يتسابق المسلمون فيه إلى الخير والعفو وإيثار الغير، أدعو الأشقاء السودانيين إلى حقن دمائهم، تعظيما لحرمة الشهر وحرمة الوطن وحرمة أعراضهم ودمائهم».
وأكد أبو الغيط أن يد الجامعة العربية ستظل ممدودة لكل مسعى، يرنو نحو استعادة السلام والاستقرار والأمل في السودان ولصالح السودانيين.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية السوداني، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية على هامش المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا: «ما زلنا متمسكين بضرورة إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات، لكننا في الوقت نفسه نؤكد أن أي حل يجب أن يرتكز على «منصة جدة» وسننفذه ومن ثم يمكننا المضي قدماً».
وأضاف: «ونحن انطلاقاً من قناعتنا بضرورة إجراء المفاوضات، التي وافقنا عليها على الفور عبر المبادرة الليبية، من المتوقع إجراء مفاوضات غير مباشرة من خلال وساطة ليبيا وتركيا».
وبحسب الوزير، فإن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في مايو 2023، من خلال «منصة جدة»، يتضمن انسحاب قوات الدعم السريع من منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية، وإخلاء العاصمة الخرطوم من كافة العناصر المسلحة، غير أن قوات الدعم السريع لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق».
وأعلن الصادق: «أن العملية العسكرية لتحرير الخرطوم من أيدي قوات الدعم السريع ستبدأ قريباً»، وقال: «نأمل في أخبار جيدة والتحرير بات قريباً، أم درمان شبه خالية تقريباً من المتمردين، نأمل أن نتمكن من تحرير بقية المدينة منهم فهم يسيطرون الآن على عدة أحياء والجيش سيتعامل معهم قريباً».
وفي منحى آخر، أكد الوزير أن السلطات السودانية ليست لديها أي اعتراضات جوهرية على إنشاء قاعدة بحرية روسية في البلاد.