دخلت مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، يومها الرابع في القاهرة وسط ضغوط أمريكية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، قبل حلول شهر رمضان، بينما لا تزال إسرائيل تلعب دور المعرقل، في وقت أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الوضع في غزة لا يحتمل تأجيل وقف إطلاق النار، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يعمل على فتح ممر إغاثة بحري عبر قبرص لدعم سكان غزة، بينما حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إسرائيل من حدوث مجاعة في غزة، في حين أكد نواب أمريكيون في رسالة إلى الرئيس جو بايدن أن اجتياح إسرائيل لرفح ينتهك قواعد تقديم المساعدات العسكرية الأمريكية لتل أبيب.
وتمارس الولايات المتحدة، ضغوطاً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان في العاشر من مارس أو الحادي عشر منه.
ويسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع إلى التوصل لهدنة لمدة ستة أسابيع في غزة قبل رمضان، بما يتيح الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر. وتشترط حركة «حماس» خصوصاً «الوقف الشامل للحرب والانسحاب من قطاع غزة» و«البدء بعمليات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار»، إلا أن إسرائيل ترفض هذه الشروط مؤكدة نيتها مواصلة هجومها حتى القضاء على «حماس»، وتشترط أن تقدم لها الحركة قائمة محددة بأسماء الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.
من جهة أخرى، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يحتمل المزيد من تأجيل التوصل لحلول حاسمة لوقف إطلاق النار. وجاءت تصريحات السيسي أثناء استقباله وفداً من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني، برئاسة النائبة أليسيا كيرنز رئيسة اللجنة، وبحضور سفير بريطانيا في القاهرة غاريث بيلي. وحسب بيان الرئاسة المصرية، حرص الوفد البريطاني على الاستماع لرؤية السيسي بشأن الأوضاع الإقليمية، خاصة في قطاع غزة.
وفي الأثناء، أعلن المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الأربعاء أنها ستسافر إلى قبرص قريباً في الوقت الذي يعمل فيه الاتحاد الأوروبي على فتح ممر إغاثة محتمل عبر الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط لدعم سكان غزة.
وأضاف المتحدث في إفادة صحفية «تتركز جهودنا على التأكد من قدرتنا على تقديم المساعدة للفلسطينيين… نتمنى جميعاً أن يُفتح هذا (الممر) قريباً جداً». وقال متحدث باسم الحكومة في نيقوسيا «ستزور (أورسولا فون دير لاين) غداً الجمعة، وستبحث مع الرئيس القبرصي، البنية التحتية المتعلقة ببعض مراحل الخطة».
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية البريطاني إسرائيل من أن صبرها بدأ ينفد إزاء «المعاناة المروعة» في غزة، حيث يموت الناس جوعاً بسبب نقص المساعدات. وأضاف كاميرون، قبل اجتماعه المقرر مع بيني غانتس عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، للبرلمان البريطاني إن طريقة تعامل إسرائيل، باعتبارها سلطة الاحتلال، مع المساعدات المقدمة لغزة تثير تساؤلات حول الامتثال للقانون الدولي.
وقال كاميرون أمام مجلس اللوردات، المجلس الأعلى في البرلمان «نواجه وضعاً من المعاناة المروعة في غزة… تحدثت قبل بضعة أسابيع عن خطر تحول هذا الأمر إلى مجاعة وخطر تحول الإعياء إلى مرض، ونحن الآن في تلك المرحلة». وأضاف «الناس يموتون جوعاً، ويموتون من أمراض كان من الممكن الوقاية منها».
إلى ذلك، ذكر موقع «أكسيوس» الأمريكي أن مجموعة من النواب الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي توجهوا برسالة للرئيس جو بايدن أعربوا فيها عن مخاوفهم من اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح. وأوضح النواب في رسالتهم وفقاً «لأكسيوس» أن الاجتياح الإسرائيلي لرفح سينتهك الأسس والقواعد التي تم سنّها بخصوص تقديم المساعدات العسكرية الأمريكية. ولفت الموقع إلى أن الاجتياح الإسرائيلي لرفح سيضع ضغوطاً جديدة على إدارة بايدن للنظر في تعليق المساعدات لإسرائيل إذا ما أقدمت تل أبيب على هذه الخطوة. واستشهد النواب في رسالتهم بالمذكرة التي وقّعها بايدن الشهر الماضي والتي تطالب أي دولة تتلقى المساعدات الأمريكية بتقديم ضمانات مكتوبة موثوقة وموثوقة» بأنها ستلتزم بالقانون الدولي، مبينين أن اجتياح رفح من المرجح أن يتعارض مع المذكرة في ظل غياب خطة إسرائيلية ذات مصداقية لحماية المدنيين في قطاع غزة. (وكالات)