شهد سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، أمس الأربعاء، افتتاح مؤتمر النظرية والممارسة في التربية الرياضية، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بمشاركة أكثر من 30 متحدثاً، وذلك في مقر أكاديمية الشارقة للتعليم، كما شهد الافتتاح كل من الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومنى عبدالكريم اليافعي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والدكتورة محدثة يحيى الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وعيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وعدد من كبار المسؤولين ومديري الدوائر وممثلي الجهات المشاركة والمتحدثين.
وكرم سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، الشركاء العلميين والرعاة والداعمين للمؤتمر مهدياً إياهم الدروع التذكارية وملتقطاً معهم الصور الجماعية، متمنياً استمرار جهودهم في دعم ذوي الإعاقة وتعزيز البرامج العلمية والعملية بما يعود بالنفع على منتسبي مراكز الإعاقة وإعداد لاعبين يمثلون الدولة في المحافل البارالمبية.
وعلى هامش المؤتمر اطلع سمو نائب حاكم الشارقة، على منطقة الفعاليات المصاحبة والتي شهدت تطبيقاً عملياً من الأطفال منتسبي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للألعاب والجهود التي يقومون بها لتنمية المهارات لديهم والتحكم والسيطرة بالأدوات، ما يعزز الثقة بالنفس ويحسن السلوك لديهم.
وأكدت منى عبدالكريم اليافعي ان المؤتمر الذي يُعقد على مدار يومين، هو رحلة اكتشاف وتعاون بين نخبة من الخبراء والباحثين والمتخصصين وفق أفضل الممارسات العالمية.
وأضافت: «دعت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية نخبة من أهم الاختصاصيين والعاملين في مجال التربية الرياضية المعدلة، كي نستفيد جميعاً من الخبرات، ونتعرف على أفضل وأحدث الممارسات في هذا المجال، ويأتي تنظيم المؤتمر المخصص للأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة ذوي الإعاقة الذهنية، وذوي اضطراب طيف التوحد، وذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، لمواكبة التطورات الحديثة الخاصة في علوم الحركة والتربية الرياضية وغيرها، والتركيز على الخصائص التربوية والنفسية والصحية لمثل هذه الرياضات، وعلى التطبيقات العملية لها، والممارسات الحديثة والمتطورة في الخدمات والتطبيقات دعماً للأفراد والأسر».
وأشارت الدكتورة محدثة يحيى الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، رئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم، إلى أن أحد أبرز أهداف المؤتمر الخاص بالتربية الرياضية المعدلة هو توفير بيئة تعليمية تناسب جميع الطلبة، وهذا ما ينعكس من خلال التعاون بين الجهات الحكومية، مستعرضة أبرز الأرقام المسجلة للطلبة من فئة ذوي الإعاقة في مدارس الشارقة الخاصة والذي يبلغ عددهم 2759 طالباً وطالبة في 76 مدرسة خاصة خلال عام 2022، مشيرةً إلى أن الهيئة قامت باتخاذ عدة خطوات لتلبية الاحتياجات المختلفة لهذه الفئة منها تحسين المرافق المدرسية وبناء القدرات وتأهيل المعلمين والكوادر الإدارية.
وفي ختام كلمتها عبرت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص عن فخرها بالجهود البحثية التي قدمتها الهيئة بالتعاون مع مركز التدخل المبكر وطلاب برنامج دبلوم الدراسات العليا في التعليم من طلبة برنامج «معلم وافتخر»، لدعم ذوي الإعاقة وتأهيل الكوادر التعليمية والإدارية، والعمل وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة.
وقدم الدكتور نزار فارجو نائب رئيس جامعة موناش الأسترالية لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطى، عرضاً مرئياً تناول فيه أبرز الأرقام والإحصائيات العالمية حول أعداد المعاقين في العالم، والجهود التي تبذلها الجهات الحكومية والخاصة حول العالم في تبني تطوير برامج التربية الرياضية المعدلة بأنواعها البدنية والذهنية، على الرغم من وجود العديد من التحديات والحواجز التي تواجه هذا القطاع وأبرزها قلة الكوادر التدريبية وضعف التغطيات الإعلامية وارتفاع التكاليف المادية.
من جانبه، ألقى ماجد راشد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية، كلمة نقل فيها تجربته الشخصية مع الإعاقة منذ الصغر والصعوبات التي واجهته من حيث اللعب مع الأطفال والخروج من المنزل حتى وصوله لمرحلة اليأس والاستسلام، مثمناً جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في إنشاء نادي الثقة للمعاقين آنذاك، الأمر الذي غير حياته وطريقة تفكيره وجعله يمارس الرياضات المختلفة بيسر وسهولة.
وألقت الدكتورة ريبيكا لاتيل كلمة عن جامعة ولاية كاليفورنيا- تشيكو، عبرت فيها عن سعادتها لوجودها في هذا المؤتمر وشكرها للقائمين عليه مثمنةً جهودهم الكبيرة والتعاون المثمر بين الجهتين، مشيرة إلى أن الجامعة منذ عام 1987 تقوم بتخريج الكوادر التدريبية المؤهلة للتعامل مع ذوي الإعاقة.
وتناولت الدكتورة لاتيل نتائج الشراكات مع الجهات المختلفة في جانب التربية الرياضية المعدلة والتي سجلت قفزة كبيرة عن الماضي من خلال تطور مهارات الأطفال ومساعدتهم على الحركة وممارسة يومهم بشكل أفضل من السابق، إضافة إلى ممارسة العديد من الرياضات البدنية والذهنية التي كانت صعبة في السابق.