يمثل الإعلان الصادر الجمعة، من قبل دولة الإمارات والمفوضية الأوروبية والولايات المتحدة وقبرص بشأن تفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي تعيش أوضاعاً كارثية، خطوة كبرى في سبيل إنقاذ 2.2 مليون شخص مهددين بالمجاعة والموت، أغلبهم نازحون فروا من بيوتهم جراء الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ولفت البيان إلى الوضع الإنساني المأساوي، الذي تعيشه العائلات الفلسطينية والأطفال الأبرياء في قطاع غزة، بعدما باتوا بحاجة ماسة إلى الاحتياجات الأساسية. فجاءت أهمية خطوة فتح ممر بحري، لإيصال المساعدات الإضافية التي تشتد الحاجة إليها عن طريق البحر، وذلك تزامناً مع المساعدات المقدمة إلى القطاع عن طريق مصر والأردن.
- مبادرة أمالثيا
البيان أشار أيضاً إلى أن قيادة قبرص لإنشاء «مبادرة أمالثيا» التي تحدد آلية شحن المساعدات بشكل آمن من قبرص إلى غزة عبر البحر جزءاً أساسياً في تفعيل الجهود المشتركة لإطلاق الممر البحري. وبحسب البيان المشترك البناء على هذا النموذج لتقديم مساعدات إضافية كافية عن طريق البحر، والتعاون مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، التي تتولى مهمة تسهيل وتنسيق والتحقق من تدفق المساعدات التي تصل إلى غزة بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2720.
- جهود إماراتية
وأورد البيان: «إن الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لحشد الدعم لهذه المبادرة ستؤدي إلى إرسال أول شحنة من الغذاء عن طريق البحر إلى سكان غزة».
وبحسب البيان، ستقوم قبرص بعقد اجتماع لكبار المسؤولين قريباً لبحث كيفية تسريع هذه القناة البحرية، لدعم الذين يحتاجون إلى المساعدة، حيث تدعم هذه القناة المساعدات المقدمة عبر الطرق البرية والجوية، والتي تمر كذلك من خلال مصر والأردن.
كما أعلنت الولايات المتحدة عن مهمة طارئة بقيادة الجيش الأمريكي، لإنشاء رصيف بحري مؤقت في غزة بالتعاون مع شركاء إنسانيين ودول أخرى، يهدف لإيصال كميات كبيرة من المساعدات عن طريق البحر، وبالتنسيق بشكل وطيد مع حكومة إسرائيل.
ولفت البيان إلى أن إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مباشر إلى غزة عن طريق البحر يعد أمراً معقداً، مؤكداً الالتزام بتقييم الجهود وتعزيزها، لضمان إيصال المساعدات بأكبر فاعلية ممكنة، حيث يمكن لهذا الممر البحري أن يكون جزءاً من الجهود المستمرة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر الطرق المتاحة كافة.
وشدد البيان على العمل مع إسرائيل لتوسيع عمليات إيصال المساعدات عن طريق البر، مؤكداً ضرورة تسهيلها وفتح الطرق والمعابر الإضافية لنقل المزيد من المساعدات إلى أكبر عدد من الأشخاص.
- أول عملية تجريبية
من جهتها، أكد رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين بعد زيارة لميناء مدينة لارنكا بجنوب قبرص «نحن قريبون جداً من فتح هذا الممر، ونأمل أن يحدث ذلك هذا الأحد».
وأوضحت إلى جانب الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أنه سيتم إطلاق أول عملية تجريبية الجمعة، موضحاً أن الممرّ البحري يهدف إلى «زيادة» المساعدات من خلال استكمال الطرق الأخرى وعمليات الإنزال الجوي.
- ترحيب إسرائيلي
ورحبت إسرائيل بالممر الإنساني البحري من قبرص التي تقع على مسافة نحو 380 كيلومتراً من غزة.
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية إن مبادرة قبرص «توفر منصة في ميناء لارنكا لنقل المساعدات المتّجهة إلى غزة ولتولي مسؤولين إسرائيليين فحصها». وأشار إلى أن الشحنات الأولى إلى الميناء المؤقت الذي يتولى عسكريون أمريكيون بناءه «ستصل عبر قبرص».
وتحتاج السفن المتّجهة من لارنكا التي تبعد عن غزة نحو 370 كم إلى نحو عشر ساعات للوصول إلى القطاع.