قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، الأحد، إن عملاقة النفط تبحث عن المزيد من فرص الاستثمار في الصين، حيث يرتفع وينمو الطلب على النفط.
وعززت أرامكو المملوكة للدولة أعمالها في الصين من خلال سلسلة من الصفقات في مجال التكرير والبتروكيماويات، بعضها يشمل اتفاقات لتوريد الخام.
وقال الناصر في مقابلة إعلامية عقب إعلان نتائج أرامكو “نحن حتى الآن في أوائل عام 2024، والطلب قوي ومتزايد في الصين”.
وأظهرت النتائج أن صافي أرباح أرامكو انخفض 24.7 بالمئة إلى 121.3 مليار دولار عام 2023 بفعل تراجع أسعار النفط.
وأضاف الناصر أن مصافي الصين من أكثر المصافي تكاملا وتتمتع بأعلى معدلات للتحويل وإن أرامكو تبحث حاليا عن المزيد من الفرص للاستثمار.
وأردف “نرى ذلك من خلال مشترياتهم من مختلف المنتجين حول العالم”.
ويتوقع الناصر استمرار قوة سوق النفط العالمية في عام 2024 قائلا “نتوقع أن تكون قوية إلى حد ما، ونتطلع إلى نمو بنحو 1.5 مليون برميل”.
وتوقع الناصر كذلك وصول الطلب في عام 2024 إلى 104 ملايين برميل مقابل 102.4 مليون برميل في المتوسط في 2023.
وأمرت الحكومة السعودية في أواخر يناير شركة أرامكو بخفض طاقتها القصوى المخططة عند 13 مليون برميل يوميا، والعودة إلى الهدف السابق البالغ 12 مليون برميل يوميا.
وتم تعليق مشروعين كانا ضمن خطة توسع الإنتاج وهما حقلا السفانية ومنيفة، بينما توجد ثلاثة مشاريع أخرى قيد التنفيذ وهي الظلوف والمرجان والبري، ومن المتوقع أن تضيف 600 ألف و300 ألف و250 ألف برميل يوميا من إنتاج الخام.
وقال الناصر “سأتمكن من إدارة ذلك من خلال تخفيف تراجعنا وتعويض هذا الانخفاض من الإنتاج الإضافي الذي سيأتي من الظلوف والمرجان والبري. لا ينبغي أن يؤثر ذلك على عدد منصات الحفر الحالية”.
وأدى قرار خفض الطاقة الإنتاجية إلى تراجع أسهم شركات خدمات حقول النفط الأمريكية إذ ساعد ارتفاع عمليات التنقيب عن النفط وإنتاجه في الحقول البرية والبحرية عالميا، خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى حد كبير شركات خدمات حقول النفط على التغلب على تباطؤ نشاط الحفر من شركات النفط الصخري الأمريكية.
الغاز والغاز الطبيعي المسال والليثيوم
تهدف أرامكو إلى زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 60 بالمئة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2021.
وقال الناصر إن أرامكو من المحتمل أن تدخل في شراكة مع ميد أوشن إنرجي، وهي شركة مملوكة لشركة الاستثمار الأمريكية إي.آي.جي بارتنرز، للاستثمار في مشروعات الغاز الطبيعي المسال في مناطق خارج أستراليا، وذلك بعدما اتفقت العام الماضي على الاستحواذ على حصة أقلية استراتيجية في ميد أوشن.
وأضاف “نعقد شراكة مع ميد أوشن في أستراليا وقد نتشارك معهم في مناطق أخرى حسب الفرص المتاحة”.
كما أشار إلى أن أرامكو مهتمة بالاستثمار في فرص الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، لكنه قال إنه لا يستطيع الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وتابع “نجري مناقشات مع عدد من الشركات”.
ويزدهر قطاع الغاز الطبيعي المسال عالميا والولايات المتحدة هي أكبر مصدر له في العالم.
وقالت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي إن أرامكو تجري محادثات للاستثمار في المرحلة الثانية من مشروع بورت آرثر للغاز الطبيعي المسال التابع لشركة سيمبرا للبنية التحتية بولاية تكساس الذي يمثل توسعة مقترحة للمرحلة الأولى التي تضخ إنتاجها بالفعل.
وذكر الناصر أن المناقشات لا تزال جارية بشأن مشروع مشترك مع شركتي صناعة السيارات الفرنسية رينو والصينية جيلي للحصول على حصة تتراوح بين 15 و20 بالمئة في مشروعهما المشترك المزمع لمحركات الاحتراق والمحركات الهجينة.
وأكد الناصر أيضا أن أرامكو تقيم حاليا تركيز الليثيوم في المياه المالحة بحقولها النفطية.
وكانت مصادر أبلغت رويترز، الجمعة، بأن أرامكو في المراحل المبكرة من العمل لاستخراج الليثيوم، الذي يعد معدنا مهما في العديد من الاقتصادات الكبرى لاستخدامه في تصنيع البطاريات.