اختار الحزب الحاكم في فنزويلا الرئيس نيكولاس مادورو مرشحاً له لولاية ثالثة متتالية في انتخابات 28 تموز/يوليو، وخلص تصويت للحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا إلى اختيار مادورو مرشحه الرئاسي، وفق ما أعلن الاثنين ديوسدادو كابيلو الذي يعدّ الرجل الثاني في الحزب الحاكم.
ولم يصدر عن مادورو (61 عاماً) تعليق بهذا الشأن، لكن يتوقّع على نطاق واسع أن يسعى للفوز بولاية ثالثة في استحقاق أقصيت منه منافسته الرئيسية.
وبعد تصريحات كابيلو، قال الرئيس الفنزويلي في برنامجه التلفزيوني الأسبوعي: «سنواصل السفر عبر بلدنا لبناء المزيد والمزيد من القوة وتنظيم المواطنين لتحقيق الفوز الانتخابي هذا العام»، من دون أن يتطرق بشكل مباشر إلى إعلان ترشحه.
ومن المقرر أن يصدر إعلان رسمي عن الحزب الاشتراكي الموحّد لفنزويلا في 15 آذار/مارس، لكن هذا الإجراء بات شكلياً بعد التصريحات الصادرة الاثنين.
ولم تعترف عشرات الدول بينها الولايات المتحدة بفوز مادورو بولايته الرئاسية الثانية الحالية في العام 2018 في انتخابات اعتبرت على نطاق واسعة مزوّرة، وقد فرضت عليه سلسلة عقوبات.
واعترفت بعض تلك الدول بالمعارض الأبرز لمادورو في حينه، خوان غوايدو، رئيساً موقتاً للبلاد، لكن على مر الوقت لا يزال مادورو في منصبه وممسكاً بالسلطة في كراكاس، بعدما انهارت الحكومة المنافسة له، وتبدّل الاهتمام الدولي بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
ويستفيد مادورو بشكل كبير من التركيبة السياسية في فنزويلا، ويحظى في الخارج بدعم دول مناهضة للغرب مثل كوبا والصين وروسيا.
الأسبوع الماضي أعلن المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في 28 تموز/يوليو.
وجاء ذلك عقب توصّل الحكومة والمعارضة في تشرين الأول/أكتوبر في محادثات في باربادوس لاتفاق نصّ على تنظيم الاقتراع خلال النصف الثاني من العام 2024 بحضور مراقبين دوليين.
إثر الاتفاق خففت الولايات المتحدة بعضاً من عقوباتها المفروضة على الدولة الغنية بالنفط والواقعة في أمريكا الجنوبية، ما سمح لشركة شيفرون الأمريكية باستئناف استخراج محدود للنفط الخام، إضافة إلى تبادل سجناء بين الطرفين.
ونص اتفاق باربادوس أيضاً على تمكين المعارضين «الطامحين للترشح» من الطعن في قرارات قضائية قضت بعدم أهليتهم.
مُذْ ذاك الحين ثبّتت المحكمة العليا الإكوادورية حكماً قضى بمنع الفائزة في الانتخابات التمهيدية للمعارضة ماريا كورينا ماتشادو وغيرها من المعارضين من خوض الاستحقاق، ما دفع واشنطن إلى النظر في إعادة فرض عقوبات.
وفي كانون الثاني/يناير، اعتبر مادورو أن اتفاق باربادوس أصيب «بجروح قاتلة»، بعدما أعلنت السلطات الحكومية إحباط محاولات عدة لاغتياله بدعم من الولايات المتحدة، وكثّف في الأسابيع الماضية من مشاركاته العلنية قبل موعد انطلاق الحملات الانتخابية رسمياً في الرابع من تموز/يوليو المقبل.
وأعلن المجلس الوطني الانتخابي، الأسبوع الماضي، أنه بعث بدعوات إلى مراقبين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إضافة إلى مركز كارتر الأمريكي، ودول مجموعة «بريكس» والاتحاد الإفريقي، إضافة إلى عدد من الأطراف الأخرى.
وستقام الانتخابات الرئاسية في يوم عيد ميلاد سلف مادورو، الرئيس الراحل هوغو تشافيز، الذي لا يزال العديد من الفنزويليين يعتبرونه بطلاً ثورياً، ويمكن للمرشحين للانتخابات الرئاسية تقديم ملفاتهم رسمياً في الفترة بين 21 آذار/مارس و25 منه.