كثفت إسرائيل غارتها الجوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، في اليوم 158 لحربها على القطاع، فيما واصلت المدفعية الإسرائيلية نسف المنازل وقصف المربعات السكنية، خاصة في منطقة رفح وخانيونس، وجددت في اليوم الثاني من شهر رمضان استهدافها لمنتظري المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت في غزة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، كما سجلت حالات وفاة جديدة بسبب حملة التجويع الإسرائيلية المتواصلة، واعلن المفوض العام لوكالة «الأونروا» أن عدد الاطفال الذين قتلوا بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة يفوق عددهم مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم.
وتجدد القصف الإسرائيلي على مدن غزة وجباليا وخان يونس ورفح في ثاني أيام شهر رمضان، موقعاً عشرات الضحايا، وفي حين استمرت حرب التجويع بشمال القطاع، اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) إسرائيل بحظر إدخال الأدوية والمواد المنقذة للحياة إلى قطاع غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات قرب دوار الكويت غرب مدينة غزة ارتفع إلى 9 قتلى وعشرات المصابين.
وارتكب الجيش الإسرائيلي 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 72 قتيلاً و129 مصاباً خلال ال24 ساعة الماضية، وبذلك ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 31184 قتيلاً و72889 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق ما ذكرت وزارة الصحة بغزة، التي أشارت إلى أن «هناك ضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، كما لفتت إلى أن 72% من ضحايا هذه الحرب هم من الأطفال والنساء».
وارتفعت حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف إلى 27 قتيلاً، بحسب بيان وزارة الصحة. وواصلت الفصائل الفلسطينية التصدي للقوات الإسرائيلية في محاور التوغل، وأعلنت «كتائب القسام» أنها تواصل خوض اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية في كافة محاور القتال خاصة شرقي مدينة خانيونس جنوب القطاع التي تشهد معارك عنيفة.
ومن جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أن جندياً كان يعتقد أنه محتجز رهينة في غزة، قُتل إبان هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ونقلت جثته حينها إلى القطاع. وقال الجيش في بيان إن الرقيب إيتاي هين (19 عاماً) سقط في 7 أكتوبر ثم نقل جثمانه إلى قطاع غزة مسلحون فلسطينيون.
من جهة أخرى، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في خطاب ألقاه، أمس الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي «هذه الأزمة الإنسانية ليست كارثة طبيعية، هي ليست فيضاناً أو زلزالاً بل من صنع الإنسان»، مطالباً بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر. ولفت بوريل إلى أنه «عندما نتباحث في السبل البديلة لإيصال المساعدات، بحراً أو جوّاً، لا بدّ من ألا يخفى علينا أننا نقوم بذلك، لأن المسار البرّي الاعتيادي مغلق. وقد أغلق في شكل مصطنع». وأكد أن «تجويع السكان يستخدم سلاحاً للحرب». وأضاف «في وقت نندّد بالأمر في أوكرانيا، لا بدّ من استخدام التعابير عينها لما يحدث في غزة».
وكان لازاريني كتب على منصة اكس «أمر مذهل. عدد الاطفال الذين أحصي قتلهم في أربعة اشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا مدى أربعة أعوام في جميع النزاعات في انحاء العالم»، منددا بما اعتبره «حربا على الأطفال». واعتمد لازاريني في منشوره مرجعا أرقام الأمم المتحدة التي تظهر أن 12 ألفا و193 طفلا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022. وقد أجريت المقارنة مع تقارير توردها وزارة الصحة في قطاع غزة وتفيد بمقتل أكثر من 12 ألفا و300 طفل في هذه البقعة من الأراضي الفلسطينية بين أكتوبر الماضي ونهاية فبراير.
ومن جهته، شدد المتحدث باسم اليونيسيف ريكاردو بيريز على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب، واصفاً وضع الأطفال في القطاع بالكارثي. وقال بيريز في تصريحات الليلة قبل الماضية إن حياة مئات الآلاف من الأطفال الآن في خطر، بسبب تأخر وصول المساعدات.
(وكالات)