أبحرت من ميناء لارنكا القبرصي، صباح أمس الثلاثاء، أول سفينة تحمل مساعدات، معظمها من الإمارات، عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة، وفق ما نقل عن إحدى المنظمتين غير الحكوميتين المشرفتين على العملية، فيما سمحت إسرائيل بنقل شحنة طحين أمريكية لغزة بعد تأخير لعدة أشهر، وفي وقت نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن واشنطن قد تتوقف عن الدفاع عن إسرائيل في الأمم المتحدة وتفرض قيوداً على استخدام الأسلحة الأمريكية من قبل الجيش الإسرائيلي في غزة، أكدت قطر أن المفاوضات حول التوصل إلى هدنة في غزة مستمرة، لكنها أوضحت أن إسرائيل و«حماس» «ليستا قريبتين من اتفاق».
وقالت المتحدثة باسم منظمة «أوبن آرمز» (الأذرع المفتوحة)، لورا لانوزا، إن سفينة المنظمة التي تحمل على متنها 200 طن من المساعدات «انطلقت» قرابة الساعة 06:50 بتوقيت غرينيتش، صباح أمس الثلاثاء. وتأتي معظم هذه المساعدات من الإمارات، وتنظمها مؤسسة منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) التي مقرها الولايات المتحدة.
وكانت الحكومة القبرصية أعلنت، أمس الأول الاثنين، أن السفينة من المقرر أن تنطلق خلال ساعات إلى غزة. وقبل ذلك، أعلنت مؤسسة أمريكية خيرية أنها تقوم بتحميل مساعدات لغزة على متن سفينة في قبرص، ستكون أول شحنة مرسلة إلى القطاع، عبر ممر بحري تأمل المفوضية الأوروبية في فتحه نهاية الأسبوع الجاري. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إن إبحار السفينة يبعث «على الأمل». وكتبت على منصة إكس «سنبذل معاً جهوداً حثيثة من أجل أن يتبعها العديد من السفن. وسنبذل كل ما في وسعنا حتى تصل المساعدات إلى الفلسطينيين». وتحمل السفينة نحو 200 طن من الأرز والدقيق والمعلبات التي سيتم توزيعها في القطاع الفلسطيني المحاصر من خلال منظمة المطبخ المركزي العالمي التي أسسها الطاهي الإسباني الأمريكي خوسيه أندريس. ونشر المطبخ المركزي العالمي فرقاً في غزة منذ بداية الحرب وتولى بناء رصيف ليتمكن من تفريغ الحمولة بمجرد وصول السفينة إلى القطاع.
وفي السياق، تم السماح بنقل شحنة طحين أمريكية كانت في ميناء أسدود إلى قطاع غزة، بعد تأخير لشهرين، حيث كان يعارض كبار المسؤولين الإسرائيليين السماح بإدخالها للقطاع. ومن المفترض أن تكفي الشحنة التي تحتوي على 114 ألف طن من الدقيق سكان غزة لعدة أشهر. وأعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون أن القوات الأمريكية نفذت عملية إنزال جوي لمساعدات إنسانية على شمال غزة، أمس الثلاثاء، بالتعاون مع القوات الجوية الأردنية. كما ذكر مصدر دبلوماسي مغربي أن شحنة مساعدات إنسانية من المغرب للفلسطينيين في غزة بدأت دخول القطاع عبر طريق بري، أمس الثلاثاء، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها معبر كرم أبو سالم الحدودي من إسرائيل لتمرير مساعدات منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة شهور.
من جهة أخرى، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي، أمس الثلاثاء، عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قولهم، إن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستؤدي على الأرجح إلى تحول كبير في السياسة الأمريكية. وقال المسؤولون الأمريكيون لموقع «أكسيوس» إنه جرت عدة مناقشات داخل الإدارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة حول احتمالية القيام بعملية عسكرية إسرائيلية في رفح، وكانت خلاصة الأمر هي أن إدارة بايدن لا يمكنها السماح بحدوث ذلك. وقال مسؤول أمريكي إن من المحتمل أن تؤدي العملية الإسرائيلية في رفح إلى سماح الولايات المتحدة بإصدار قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
في غضون ذلك، أكدت قطر، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل وحركة «حماس» «ليستا قريبتين من اتفاق» بشأن هدنة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحفي في الدوحة «لسنا قريبين من التوصل إلى اتفاق، وهذا يعني أننا لا نرى الجانبين يتفقان على لغة يمكن أن تحلّ الخلاف الحالي حول تنفيذ اتفاق». وأكد الأنصاري «إننا مستمرّون في العمل على المفاوضات للتوصل إلى اتفاق على أمل أن يكون خلال شهر رمضان». لكنه أوضح أنه لا يستطيع «تقديم أي جدول زمني» للتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن «الوضع معقد للغاية على الأرض». وأضاف أن قطر تعمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وليس هدنة قصيرة تستمر لبضعة أيام. (وكالات)